شرح حديث: لو أخذتم إهابها؟

RAIzP.png
حجم الخط

عن ميمونة رضي الله عنها قالت: مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاةٍ يجرُّونها، فقال: ((لو أخذتُم إهابَها؟))، فقالوا: إنها ميتة، فقال: ((يُطهِّرها الماء والقَرَظ))؛ أخرجه أبو داود، والنسائي.

المفردات:

 

(القرظ): ورق السَّلَم، وقيل: قشر البَلُّوط.

البحث:

هذا الحديث يدلُّ أيضًا على ما دل عليه حديث ابن عباس، وكلها تفيد أن دباغ جلود الميتة يُطهِّرها، إلا أنها تطهُرُ للانتفاع بها، ولا يجوز أكلُ هذه الجلود وإن طهرت بالدباغ؛ فقد روى أحمد - بإسناد صحيح - عن ابن عباس قال: ماتَت شاةٌ لسَوْدة بنت زَمْعة، فأخبرت سَوْدةُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بموتها، فقال: ((فلولا أخذتُم مَسْكَها؟))، قالوا: أنأخذ مَسْكَ شاة قد ماتت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما قال الله تعالى: ﴿ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ ﴾ [الأنعام: 145]، وأنتم لا تطعمونه، أن تدبغوه فتنتفعوا به))، فأرسلت إليها، فسلخت مَسْكها، فدبغته، فاتخذت منه قِرْبةً حتى تخرقت عندها.

ما يفيده الحديث:

1- أن الماء والقَرَظ يدبغان جلد الميتة.

2- وأن هذا الدباغ يُطهِّرها.