" قصة وعبرة " كلمات في الطريق

QgWME.jpg
حجم الخط

 المسلمُ التقيُّ إذا أذنبَ ولو ذنبًا صغيرًا،

قلقَ وتألمَ وتأوَّه،

وأكثرَ من الاستغفارِ وبكى،

حتى يعلمَ اللهُ منه ندمَهُ وصدقَ توبته.

وإذا كان للناسِ حقٌّ عندهُ لم يطمئنَّ ولم يقرَّ له قرارٌ حتى يعيدَهُ لأهله.

وبهذه الأخلاقِ والآدابِ والسيرِ تستقيمُ الحياة،

وتأمَنُ المجتمعات،

ولا يعتدي أحدٌ على أحد،

وإذا اعتدَى بادرَ بالإصلاحِ من نفسه.

♦ كثيرون من الشبابِ يملكون مواهب،

ويتمتعون بقوى وآفاقٍ واسعة،

ويتَّقدون حماسًا للمشاركة في بناءِ أوطانهم والتفاعلِ مع مجتمعاتهم،

ويظنون أنهم سيفعلون الكثيرَ إذا أنهوا دراساتهم،

أو استقروا في أعمالٍ لهم،

كما كنا نتوهم ونحن في سنِّهم،

ولكنهم عندما يكبرون يصطدمون بعوائقَ ومطباتٍ في كلِّ محاولةٍ لهم إثرَ أخرى،

حتى يصغرَ حجمُهم،

وتتفتتَ آمالُهم،

وتُهدرَ طاقاتُهم،

وبهذا تخسرُ بلادُهم ومجتمعاتهم..

♦ يا ابنَ أخي،

ما لي أراكَ فارغَ اليدِ وقد حصَّلَ الناسُ محاصيلَهم؟

لقد وقفتَ إذًا وهم يمشون،

وكسلتَ وهم يعملون،

وأكلتَ حتى أتخمتَ وهم يتعلمون ويبحثون،

ونازعتَ وخاصمتَ وهم يصنعون ويقوون،

واليومَ تنظرُ إليهم واجمًا وهم يضحكون،

وتنتظرُ منهم صدقةً وهم يستعلُون،

ولو كنتَ جادًّا للحقتَ بهم،

ولكنك من الذين يقولون ولا يعملون،

ويشاهدون ولا يعتبرون،

وإذا قرأوا فلا يخططون،

وإذا خططوا فلا ينفذون..

فلا حلَّتِ النهضةُ بدارِكَ ولا ما يحزنون.

♦ الكتابُ قد يرقَى إلى أن يكون معلِّمًا في ظروفٍ وحالات،

وبعد تحصيلِ علومٍ أساسية،

فإن الإنسانَ لا يستغني عن فئةِ المعلمين،

وهؤلاء هم الطلبةُ الذين يجدون الكتبَ وشروحَها وغيرها من وسائلِ التعليمِ والثقافة،

ولكنهم لا يستغنون عمَّن يعلِّمهم.

♦ لا سعادةَ حقيقيةٌ وكاملةٌ في هذه الحياة،

أما نقصُها فلنقصِ الإنسانِ وموته،

فلا ديمومةَ لها،

وأما حقيقتها فإنها تحكي ما بعدها،

فلا بدَّ أن يأتيَ الحزنُ بعد فرح،

فلا تطولُ السعادةُ ولا تستقر.