أجمع عدد من الكتاب الإسرائيليين على خطأ التصريحات التي تحدث بها الرئيس الأمريكي في الربط بين الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، ودفاعه عن السعودية مع "إسرائيل"، ولئن أراد إسداء معروف إلى "إسرائيل"، لكنه في الحقيقة أضر بها.
وقال الكاتب بصحيفة معاريف شموئيل روزنر، إن "ترامب تسبب بأذى لأمن إسرائيل دون أن يقصد، مع أنه يراها دولة صديقة وجديرة بالثقة، ورغم ذلك فإن ما قاله عن وجود القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وحمايتها للسعودية يجب أن يقلقنا مرتين: الأولى لأن ترامب يكشف عدم معرفته لأهداف الوجود الأمريكي في المنطقة، والثانية لأنه يلعب لصالح أكبر أعدائنا بإعلان أن الدم الأمريكي يسفك في المنطقة بسبب إسرائيل".
وأضاف في مقال له أن "ترامب يعاود تكرار أخطائه، فحين سئل عن موقفه مما يحصل في السعودية ذهب للحديث عن إسرائيل، وحين سئل عن صفقته المالية مع الرياض استخدم دفاعه عن إسرائيل، وهكذا تبدو إسرائيل أداة دعائية بالنقاش الدائر حاليا حول العلاقات الأمريكية-السعودية، مما يسبب لنا ضررا".
وأوضح أن "الأمريكيين حلفاء أقوياء لنا، ليس الإدارة الحالية، وإنما الشعب الأمريكي، فإدارة تأتي وأخرى تنصرف، لكن دعم الجمهور الأمريكي مستمر، ومتوفر لدى الحزبين اللذين يدعمان إسرائيل، لكن هذا الدعم سيتصدع إن علموا أن وجود جيشهم بالشرق الأوسط لحماية إسرائيل، وإن اقتنعوا أن دماءهم تسفك وأموالهم تنفق لحماية دولة أجنبية، ولو كانت إسرائيل، التي تحظى بشعبية كبيرة بين الأمريكيين".
وأشار إلى أن "إسرائيل اجتهدت كثيرا في التوضيح للأمريكيين بأنها قادرة على الدفاع عن نفسها من خلال جنودها وجيشها فقط، هي تجتاح من أمريكا دعما سياسيا وغطاء استراتيجيا دون حماية مباشرة، لأنها لا تحتاج طيارين أمريكيين يخاطرون بأنفسهم من أجلها، أو تأتي وحدات عسكرية أمريكية ترابط على حدودها، بالعكس فهي تعارض ذلك من خلال رفضها لوجود قوت دولية من خلال اتفاقات سلام مع جيرانها".
يوسي ميلمان الخبير الأمني في صحيفة معاريف قال، إن "إسرائيل ربما تكون للوهلة الأولى راضية من تصريحات ترامب، لكنها تصريحات تشبه الشرك بالنسبة لإسرائيل، رغم انه أراد توجيه المديح لها، مع العلم أن التحالف الاستراتيجي بيننا قائم على مصالح متبادلة بين واشنطن وتل أبيب، وقيم مشتركة، وعلاقات عائلية، كلها تمكن إسرائيل من التمتع بالمساعدات السخية لعشرات السنين التي تصل اليوم إلى 4.3 مليار دولار سنويا".
وأضاف في مقال له أنه" بجانب الدعم السياسي، فإن الولايات المتحدة تعتبر الموفر الأول للسلاح الإسرائيلي، وبين الدولتين يقوم تنسيق استخباري وثيق، وتنفيذ عمليات سرية مشتركة، وفي إسرائيل توجد قوات أمريكية، والجيشان مستعدان دائما لتنفيذ تدريبات ثنائية".
وأوضح أنه "طوال هذه السنوات حافظت واشنطن وتل أبيب على التصريح علانية أن الأخيرة تعرف كيف تدافع عن نفسها دون حاجة لأن يقاتل جنود أمريكيون بجانب جنودها، لكن اليوم عقب تصريحات ترامب قد ينشأ وضع جديد: فإذا قتل جنود أمريكيون في معارك الشرق الأوسط، سيعلن أعداء إسرائيل من معادي السامية واليمين المتطرف اتهامهم لإسرائيل بالمسؤولية عن ذلك، وقد بدأت شبكات التواصل الاجتماعي تتكلم عن ذلك، مما يتطلب من ترامب التفكير قليلا قبل أن يصدر تصريحاته، وهو طلب يبدو مبالغا منه".
أودي سيغال المحلل السياسي في القناة 13 قال، إن "تصريحات ترامب غير دقيقة، وتتطلب صدور رد إسرائيلي حاسم وواضح ينفيها، بهدف إقناع العالم بعدم صوابها ببساطة".
وأضاف في مقال له" أننا "أمام خطأ ارتكبه الرئيس، كفيل بإغراق إسرائيل، وحديثه هذا أفضل لسلاح لأعدائها، ممن يحبكون الأحاديث عن مؤامرات تحكم اليهود في العالم، وفي حال استبدال ترامب أو الإطاحة به، فإن حديثه هذا سيستخدم سلاحا مضادا ضدنا".