رحب بموقف "فتح" من إدانة "حماس"

قيادي بـ"حماس" يكشف عرض قدمته قطر للسلطة بشأن إدخال الأموال إلى غزّة

قيادي بـ"حماس" يكشف عن عرض قدمته قطر للسلطة بشأن دخول الأموال
حجم الخط

قال عضو المكتب السياسي بحركة حماس، حسام بدران: إنّ " علاقة حركته مع حركة فتح ليست عدائية، حيث إنّ صعوبة الحالة التي وصل إليها ملف المصالحة لا يعني انسداد الأفق كلياً".

جاء ذلك خلال لقاء رصدته وكالة "خبر" عبر قناة الميادين، تعقيباً على موقف حركة فتح والقيادة الفلسطينية الرافض للمشروع الأمريكي لإدانة حماس في الأمم المتحدة، بمشاركة د. نبيل عمرو ممثلاً عن حركة فتح، وماهر الطاهر ممثلاً للجبهة الشعبيبة لتحرير فلسطين.

وأضاف بدران: "هناك الكثير من المواقف الإيجابية مثل موقف السلطة وحركة فتح، والتي يمكن البناء عليها لتأسيس شراكة وطنية حقيقية"، مُعرباً عن تقدير حركته لهذا الموقف، لأنّه يصب في الاتجاه الصحيح، وفق قوله.

وتابع بدران: "نحن في حركة حماس ننظر إلى مثل هذه المواقف بكثير من الإيجابية، خاصة أنّ الملف يتعلق بمستقبل شعبنا وقضيته الوطنية، وبالتالي هذا الموقف يستحق أنّ يُقابل بالشكر والتقدير"، مُشيراً إلى أنّ تعثر المصالحة سيبقى الشعب الفلسطيني موحداً في وجه عدوه.

واعتقد أنّ أي خطوة إيجابية تصدر سواء من فتح أو حماس، تُمهد الطريق إلى ما يصبو إليه الشعب الفلسطيني في تحقيق الوحدة الوطنية، موضحاً أنّ ملف المصالحة يعترضه العديد من الأزمات، لكّن في ذات الوقت موقف فتح تنظر له حماس بعين التقدير.

وأشار بدران، إلى أنّ حركته تسعى إلى كسر حدة الخلاف مع حركة فتح، وليس زيادتها، مضيفاً "نحن لانخدع الناس، ما زال هناك خلاف حقيقي في آلية تطبيق المصالحة".

وأردف: "المصالحة ليست هي الهدف النهائي الذي نسعى إليه كفلسطينيين، لأنّ الهدف هو وحدة وطنية حقيقية لمواجهة الاحتلال بوسائل نضالية متفق عليها، ومتفاهم عليها بين الكل الفلسطيني"، مؤكداً على أنّ الانقسام مصلحةً للاحتلال الذي يسعى إلى تثبيته وترسيخه.

ولفت بدران، إلى أنّ حماس تُريد تطبيق كل الاتفاقيات التي سبق التوقيع عليها بداية من اتفاق عام 2011م، ولكّن حركة فتح حاولت بشكل كامل الابتعاد عن هذا الاتفاق، والذي يحتوي على كافة التفاصيل بما فيها اتفاق 2017م.

وأكمل: "في أكتوبر ونوفمبر من العام 2017 التقينا فتح، واتفقنا على الذهاب للانتخابات الشاملة خلال عام، بحيث يُعلن الرئيس بصفته وموقعه مرسوماً رئاسياً يُحدد موعد الانتخابات، ولكّن ها هو عام 2018 أوشك على الانتهاء ولم تتم أي خطوة".

وأوضح بدران، أنّ جلسة الحوار الأخيرة التي عُقدت في القاهرة تحدثت حماس مع المصريين بشكلٍ واضح، أنّه إذا لم تُطبق الاتفاقات الموقعة، فمن السهل على حماس أنّ تُحمل حركة فتح المسؤولية عن الفشل، أو العكس بأنّ حماس هي المسؤولة على لسان حركة فتح

التهدئة

قال بدران: إنّ "مباحثات الوصول إلى وقف إطلاق نار وفقاً لتفاهمات عام 2014 مستمرة بوساطة مصرية، وهي ليست سرية، لأنّ حماس منذ اليوم الأول وبعد انطلاق مسيرات العودة، أطلعت الفصائل على مجريات المباحثات التي تمت في القاهرة".

وأضاف: "وخلال فترة عيد الأضحى تم دعوة كل الفصائل إلى القاهرة، وتم إطلاعهم من المصريين وحركة حماس على تفاصيل المباحثات"، مُشيراً إلى أنّ بعض الفصائل كان لها وجهات نظر أخرى، لكّن الغالبية أبدت موافقتها.

ولفت بدران، إلى أنّ المباحثات تنص على تثبيت اتفاق 2014، بحيث يتزامن ذلك مع رفع الحصار المفروض على قطاع غزّة، مؤكداً على أنّ حماس لا يمكن أنّ تُعطي أي ثمن سياسي مقابل الوصول إلى هذه التفاهمات.

الأموال القطرية

اعتبر بدران، أنّ الأموال والمساعدات القطرية ليست جديدة على قطاع غزّة، حيث إنّ دعم قطر لملف إعادة إعمار غزّة مُعلن منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، موضحاً أنّ الأموال التي وصلت غزّة هي جزء من الترتيبات لمحاولة وقف الحصار عن القطاع.

 وبيّن أنّ الهدف من إدخال الأموال أيضاً هو شعور المواطنين بتغيرات إيجابية، مؤكداً على أنّ المصريين كانوا على علم بذلك، وأشرفوا على هذه التفاهمات مع الاحتلال.

وتابع بدران: "حماس وقطر عرضوا أنّ يتم دخول هذه الأموال بوساطة السلطة الفلسطينية، لكّنها رفضت السماح بدخول هذه الأموال"، قائلاً: "لم يرغب أحد بدخول الأموال القطرية إلى غزّة بهذه الطريقة، وبدون موافقة السلطة، إلا أنّ رفضها دفع كافة الأطراف إلى ذلك، ولم نُقدم أي ثمن سياسي مقابلها، ولم تتنازل حماس عن أي من الثوابت أو المقاومة".