وجه رسالة لحماس

الحمد الله يفتتح بنك الجينات الفلسطيني بجنين

الحمد الله
حجم الخط

أكد رئيس الوزراء رامي الحمد الله، أنهم أمام مهمة واحدة وواضحة متمقلة في تعزيز قدرة الشعب الفلسطيني في مواجهة الممارسات الإسرائيلية، والتصدي للإجراءات والقرارات الأميركية المنحازة لإسرائيل، والالتفاف حول مساعي الرئيس ودعم حراكه الدبلوماسي لوضع دول العالم أمام مسؤولياتها في إعمال القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وإلزام إسرائيل بوقف عدوانها على الأرض والبيئة الفلسطينية، وإنهاء احتلالها العسكري.

جاء ذلك خلال افتتاحه بنك الجينات الفلسطيني والمعشبة الوطنية، ومختبر الصحة النباتية المركزي، ومشتل الشهداء الحرجي، اليوم الاثنين، في بلدة قباطية بجنين.

وأضاف الحمد الله: "يسعدني أن التقي بكم في محافظة جنين الصامدة، وفي رحاب المركز الوطني الفلسطيني للبحوث الزراعية، هذه المؤسسة الهامة التي تعتبر المظلة للبحث العلمي الزراعي في فلسطين وتعنى بحماية واستدامة الانتاج الزراعي والحفاظ على مواردنا الطبيعية والاستخدام الأمثل لها، نجتمع اليوم احتفالا بإضافة وافتتاح بنى وطنية هامة وواعدة تتكامل فيما بينها للمزيد من تحقيق هذه الأهداف ومجابهة الأخطار البيئية والمناخية بل والسياسية التي تتهددنا".

وتابع رئيس الوزراء: "أؤكد لكم جميعا مباركة الرئيس محمود عباس لكل هذه المشاريع التي تنفذ، بتعاون وتمويل من الدول الصديقة والجهات المانحة، لإدارة وحماية الموارد الوراثية للأغذية والزراعة، والحفاظ على التنوع البيولوجي الوراثي، فجزء كبير من الصمود الفلسطيني، الرسمي والشعبي، إنما يرتبط بتطور ونمو القطاع الزراعي، وبحماية الأرض ومزارعيها، حراس الوطن والهوية".

وأردف: "نفتتح معا، (بنك الجينات الفلسطيني) الذي يشكل مشروعًا سياديًا بامتياز، فهو أداة هامة ليس فقط للحفاظ على النباتات الفلسطينية وصفاتها من خطر الانقراض والاندثار، بل ولحماية الموروث الحضاري والتاريخي لفلسطين من محاولات النهب والتزوير والمصادرة، خاصة في ظل انتهاك الاحتلال الإسرائيلي للبيئة الفلسطينية بكافة مكوناتها، وما يشكله ذلك، من استنزاف وتهديد مباشر على الأصناف النباتية المتوطنة في بلادنا، إن إنشاء بنك الجينات والمعشبة الوطنية النباتية، سيساهم في صون حقوق الملكية والسيادة على الموارد الجينية، ويحفزنا على وضع التشريعات والقوانين للحفاظ على الموارد الوراثية، حيث استطاع البنك جمع أكثر من 1800 عينة نباتية من كافة محافظات الوطن وحفظها وتوثيق كافة تفاصيلها، لتوفير نباتات قوية منيعة ومنافسة، وبذور تكفي لزراعة عشرات الآلاف من الدونمات ولعقود قادمة، وقد تم تمويل إنشاء بنك الجينات والمعشبة الوطنية الفلسطينية، من قبل الهيئة العربية للاستثمار والإنماء، وبإدارة البنك الاسلامي للتنمية".

واستطرد الحمد الله: " لقد أنشأنا أيضًا المختبر المركزي للصحة النباتية، بتمويل من الحكومة الهولندية وتنفيذ منظمة الأغذية والزراعة الدولية، لينسجم مع المعايير الدولية ويشتمل على مختبرات متخصصة لتشخيص الأمراض ومنح شهادات الصحة النباتية وترخيص المشاتل، وبالتالي الحفاظ على الصحة العامة وحماية المستهلك، كما ونفتتح مشتل الشهداء لإنتاج الأشتال الحرجية، لتوسيع المساحات الخضراء ومكافحة التصحر وللمزيد من تحقيق الأمن الغذائي، والذي جاء بتمويل من الحكومة التركية، وتنفيذ الوكالة التركية للتعاون والتنسيق، ويأتي ضمن سبعة مشاتل حرجية في الضفة الغربية تنتج سبعمائة ألف شتلة، ونشكر الرئاسة والحكومة التركية على دعمها المتواصل السياسي والتنموي لفلسطين".

واستدرك: "يشكل صون البيئة الفلسطينية حاجة إنسانية ملحة وأولوية وطنية عليا، ولهذا فإن كل ما نحتفل به اليوم من مشاريع لضمان الاستخدام الأمثل والمستدام للموارد الوراثية، وحماية التراث الزراعي والتنوع البيولوجي من أخطار الانقراض والاستنزاف والاندثار، هي مشاريع وطنية أساسية، نعول عليها لتنمية ودعم الصمود الفلسطيني وحماية الأرض وما عليها من موارد، وضمان الانتفاع بها لسنوات وأجيال مقبلة".

وقال: "أشكر وزارة الزراعة والمركز الوطني الفلسطيني للبحوث الزراعية، على عملكم الدؤوب والمتواصل الذي يرتبط بالأرض ومصادرها وبمستقبل الحياة في رحابها، ويشكل أكبر داعم للنهوض بكافة القطاعات، وتعزيز الصمود الفلسطيني ككل".

وأضاف رئيس الوزراء: "سنستمر معكم ومن خلالكم في جهود حماية الأرض خاصة في المناطق المهمشة والمهددة من الجدار والاستيطان، ودعم صمود المزارعين في وجه الأخطار الطبيعية وللتصدي أيضا للممارسات الإسرائيلية ضد الحقول والحصاد والبنية التحتية للزراعة الفلسطينية، وسننفذ المزيد من مشاريع استصلاح الأراضي وشق الطرق الزراعية وتطوير قطاع المياه، وإنشاء المؤسسات الداعمة والممولة للمشاريع الزراعية، وتعزيز قدرات وحصة المنتج الفلسطيني، وضبط السوق المحلية وبلورة الحوافز الاقتصادية".

وتابع: "ويبقى المعيار الحقيقي لحماية الأرض وتعزيز منعتها، مرهونًا بتحقيق الوحدة والمصالحة، ولهذا فإننا ندعو حركة حماس من جديد، للاستجابة لدعوة الرئيس محمود عباس وتمكين الحكومة وتجنيب غزة المزيد من ويلات الانقسام المأساوي".

واختتم الحمد الله: "بتكريس وحدة الأرض والعمل المؤسساتي، نرسخ أكثر في الوعي والحراك العالمي، حقنا وحق الأجيال المقبلة في دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على أرضها ومواردها وتراثها الزراعي، والقدس عاصمتها الأبدية".