بين النجوم.. كيف تحول فيلم "إنترستيلر" إلى حقيقة؟

1-1207522.png
حجم الخط

في عام 2014، قدم المخرج الأميركي كريستوفر نولان ""إنترستيلر"، وهو فيلم خيال علمي شهير وبالغ الدقة من حيث الحسابات الفيزيائية، يروي قصة محاولة وكالة ناسا إرسال بعثة بين النجوم للوصول إلى عوالم شبيهة بالأرض، لإنقاذ البشرية من الهلاك.

والآن، بعد 4 سنوات فحسب، يبدو أن الفيلم بات أكثر قربا من الواقع مع نجاح مسبار "فوياجر 2" من دخول فضاء ما بين النجوم على بعد مليارات الكيلومترات من الأرض.

وقال علماء إن مسبار "فوياجر 2" التابع لإدارة الطيران والفضاء (ناسا) الذي تم إطلاقه عام 1977 للقيام بمهمة تستغرق فقط 5 سنوات، أصبح ثاني مركبة من صنع الإنسان تدخل فضاء ما بين النجوم، مواصلة رحلتها على بعد مليارات الكيلومترات من الأرض.

وقالت ناسا إن البيانات التي جمعتها المعدات على متن مركبة الفضاء أوضحت أنها عبرت الطرف الخارجي للغلاف الجوي للشمس، وهو عبارة عن فقاعة واقية من الجسيمات والمجالات المغناطيسية حول الشمس، بحلول الخامس من نوفمبر.

والحد الذي عبره المسبار في رحلته على بعد أكثر من 18 مليار كيلومتر من الأرض هو المنطقة التي تصطدم فيها الرياح الشمسية الساخنة بالمادة الكائنة في فضاء ما بين النجوم.

وقال إد ستون العالم المشارك في مشروع "فويجار" ومقره معهد كاليفورنيا للتقنية (كالتك) في إفادة صحفية "هذا وقت مثير جدا في رحلة فوياجر التي بدأت قبل 41 عاما في استكشاف الكواكب والآن الغلاف الجوي للشمس وتدخل الآن الفضاء بين النجوم".

وتم إطلاق "فوياجر 2" عام 1977 قبل 16 يوما من إطلاق المسبار "فويجار 1" حيث كان من المقرر أن تستمر مهمة المسبارين خمس سنوات، لدارسة الكوكبين الغازيين الكبيرين المشترى وزحل.

وسمح استمرارهما في العمل بأن يدرس المسباران أيضا كوكبي أورانوس ونبتون،’ أبعد كوكبين عملاقين عن النظام الشمسي.

ويحمل المسباران تسجيلا صوتيا على قرص نحاسي مطلي بالذهب لأصوات وصور وعبارات ترحيب بعدة لغات توضح تنوع الحياة والثقافة بهدف التواصل مع الكائنات الفضائية المحتملة التي قد يقابلهاالمسباران. 

ولم يخرج المسباران بعد رسميا من النظام الشمسي.

وفي فيلم بين النجوم أو "إنترستيلر"، الذي أدى دور البطولة فيه ماثيو ماكونهي وآن هاثاواي ومات ديمون وجيسيكا شاستاين وإلين بورستين ومايكل كين، يسافر فريق من رواد فضاء عبر ثقب دودي في محاولة للبحث عن كوكب آخر صالح للحياة غير الأرض التي أصبحت تحتضر.

وبينما تعد الرحلات المأهولة بالبشر في فضاء ما بين النجوم ضربا من المستحيل، كونها رحلات بلا عودة، فإن رحلة "فوياجر 2" وما ستكتشفه خارج النظام الشمسي قد يقدم إجابات على أسئلة كثيرة تدور في ذهن العلماء عن العوالم الأخرى.