استنكرت السعودية الموقف الذي صدر مؤخراً من مجلس الشيوخ الأميركي، والمبني على ادعاءات واتهامات لا أساس لها من الصحة، مشددة على رفضها موقف المجلس الذي "تضمن تدخلاً سافراً" في شؤونها الداخلية، ويطال دور السعودية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وطالبت المملكة، في بيان اليوم الاثنين، بألا يتم الزج بها في الجدل السياسي الداخلي في واشنطن، منعاً لحدوث تداعيات في العلاقات بين البلدين يكون لها آثار سلبية كبيرة على العلاقة الاستراتيجية المهمة بينهما، إذ تذرك أن موقف الشيوخ الأميركي يرسل رسائل خاطئة لكل من يريد إحداث شرخ في العلاقات السعودية الأميركية.
وبدوره، أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، على حرص المملكة على استمرار وتطوير العلاقات مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى استغراب السعودية مثل هذا الموقف الصادر من أعضاء في مؤسسة معتبرة في دولة حليفة وصديقة تكنّ لها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، كل الاحترام، وتربط البلدين روابط استراتيجية سياسية واقتصادية وأمنية عميقة بنيت على مدى عشرات السنين لخدمة مصالح البلدين والشعبين.
وقال، إن "المملكة إذ تؤكد رفضها التام لأي تدخل في شؤونها الداخلية أو التعرض لقيادتها ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده، بأي شكل من الأشكال، أو المساس بسيادتها أو النيل من مكانتها، فإنها تؤكد أيضاً أن مثل هذا الموقف لن يؤثر على دورها القيادي في محيطها الإقليمي وفي العالمين العربي والإسلامي وعلى الصعيد الدولي، وأنها كانت ولا زالت تلعب دوراً ريادياً في العالمين العربي والإسلامي، ولها مكانة خاصة في قلوب كل المسلمين مما جعلها ركيزة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وحجر الزاوية في الجهود الرامية لإحلال الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي".
وأضاف: "تتمتع المملكة بدور قيادي في استقرار الاقتصاد الدولي من خلال الحفاظ على توازن أسواق الطاقة على نحو يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
وأكد المصدر، على مواصلة المملكة بذل الجهود لكي تتوصل الأطراف اليمنية إلى حل سياسي للأزمة اليمنية يقوم على قرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل، بما في ذلك الجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي، والتي قادت بدعم السعودية إلى الاتفاقات التي تم الإعلان عنها مؤخراً في السويد، مشدداً على أن المملكة تولي الوضع الإنساني في اليمن أهمية بالغة، إذ تقوم عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم مساعدات كبيرة للشعب اليمني في كافة المناطق اليمنية، كما تتعاون مع المنظمات والهيئات الدولية ذات الصلة لإيصال المساعدات للمحتاجين.
وأضاف مجدداً رفض السعودية لما حدث للمواطن السعودي جمال خاشقجي: "لقد سبق التأكيد على أن ما حدث للمواطن جمال خاشقجي هو جريمة مرفوضة لا تعبر عن سياسة المملكة ولا نهج مؤسساتها"، مؤكداً رفض المملكة في الوقت ذاته لأي محاولة للخروج بالقضية عن مسار العدالة في المملكة.
كما وأوضح المصدر، حرص المملكة على الحفاظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية، والعمل على تطويرها في كافة المجالات، وتثمينها موقف الحكومة الأميركية ومؤسساتها المتعقل حيال التطورات الأخيرة.