كشف كاتب إسرائيلي، عن المساهمة الكبيرة لـ"المستوطنات" في تحقيق الأمن والأمان القومي الإسرائيلي، وخدمة الوجود "اليهودي".
أكدالكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، نداف شرغاي، أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس تعبر بـ"فخر" عن الوجود اليهودي، وتساهم بشكل كبير في تحقيق الأمن والأمن القومي الإسرائيلي، على حد قوله.
وذكر شرغاي، أن الكاتب اليهودي موشي سميلانسكي، الذي هاجر إلى فلسطين المحتلة عام 1890، وصف "أم" المستوطنات اليهودية في فلسطين "بيتح تكفا"، بقوله: "مستوطنة عبرية صغيرة، بين قرى عربية كبيرة شرقا وشمالا وجنوبا، بيوتها في مكان، وحقولها في مكان آخر، وحقول العرب في الممر، والملكية على الأرض معقدة".
ورأى أن وصف سميلانسكي كأنه "كتب في عصرنا؛ فعوفرا، بيت إيل وجفعات أساف، وضعها الأرضي والأمني معقد"، لافتا إلى أن سميلانسكي ورفاقه "لم يعنوا بمسألة مساهمة بيتح تكفا في الأمن العسكري".
وأضاف: "كما لم يعنَ دافيد بن غوريون بذلك، حين أصر على مواصلة الاحتفاظ ببلدات بعيدة في جبال القدس، في النقب وفي الجليل الغربي"، موضحًا أن "وجود يحيعام وغوش عصيون يتضارب هو الآخر مع المنطق الأمني الصرف والضيق، ومع ذلك كافحت الصهيونية على وجودها".
وبلغة اليوم، يسمى كل هذا "مفهوم الأمن الوطني، الذي لا يعتمد فقط على عناصر أمنية وعسكرية"، وفق شرغاي الذي اعتبر أن "من يقيس الآن قيمة المستوطنات المصابة بالعمليات بالمسطرة الآنية فقط، ويحاول أن يحرض الجمهور عليها بدعوى أن ثمن حمايتها مرتفع، يقوم بعمل مخادع، ويساعد منفذي الهجمات بشكل غير مباشر".
ورأى أن هدف عمليات إطلاق النار التي وقعت بالقرب من "عوفرا" وفي "جفعات أساف" هو "تقريب نهاية هذه المستوطنات، التشكيك بوجودها وتقويضها واقتلاعها من مكانها"، لافتًا إلى أن "إسرائيل تبذر على حمايتها (المستوطنات) بكتائب من الجنود".
وتابع: "هي تتصرف هكذا؛ لأن ألف باء الوجود اليهودي هنا هو الوجود نفسه، وأما الأمن فهو أداة تستهدف خدمة الوجود اليهودي، الذي يعتبر الاستيطان في كافة المواقع هو أحد تعابيره المفتخرة"، وفق وصفه.
وبحسب "المنطق الأمني الضيق والأعوج، كان يمكن أن نجمع كل سكان إسرائيل في غوش دان، في القدس وفي حيفا. في حين أن كل ما تبقى، في الشمال والجنوب والشرق، لا يحمي الأساس، ومن يفعل هذا هو الجيش الإسرائيلي"، وفق شرغاي.
وأشار إلى أن هذا "مفهوم أشوه؛ فهو يتجاهل حقيقة أن الاستيطان (في فلسطين) هو جوهر الصهيونية، والأمن والسلام هدفان هامان مساعدان وأداة لتحقيق الهدف الأساسي، وهو إعادة توطين اليهود في إسرائيل (فلسطين المحتلة)".
وأكد الكاتب، أن "الاستيطان ساهم في الأمن، ولم يقم كي يوفر الأمن، بل كي يحقق الوجود اليهودي ويصمم حدود إسرائيل".
وأوضح أن "خريطة الاستيطان لحزب العمل في عهد حكومة اسحاق رابين الأولى كانت عبارة عن عشرات المستوطنات اليهودية، التي بنيت في عهد حكومات الليكود، وأقيمت من أجل ما وصفه يغئال الون (سياسي ووزير خارجية أسبق) ذات مرة بأنه نقل نقاط حيوية في مناطق مختلفة من الملكية الأجنبية (الفلسطينية) إلى ملكية اليهود".
وأضاف ألون: "كلما نجح الاستيطان في توسيع الحدود، وتعميقه إلى مناطق البلاد الداخلية، تتسع قاعدة وجودنا الاقتصادي والاجتماعي، وتزداد قوة دفاعنا، كما تتسع قاعدة وجودنا (في فلسطين)".
ونبه الكاتب شرغاي بأن "المستوطنات والتواصلات الاستيطانية في الضفة الغربية تساعد في الأعمال الأمنية الاعتيادية للجيش الإسرائيلي"، مضيفا: "فهي تمنح وجودنا هناك بعدا مدنيا من الديمومة وليس من الضعف".
وقال: "مئات آلاف المستوطنين في الضفة، ليسوا هم عبء على الجيش، بل لولاهم لاضطر الجيش إلى تفعيل قوات بحجم أكبر وبإضعاف؛ كي يمنع إقامة حماستان في مواجهة غوش دان ونار الصواريخ نحو الخاصرة الضيقة لإسرائيل".
وأشار إلى أن "المستوطنات تحتمل منذ سنوات جزءًا كبيرًا من موجات العلميات، وتمنع وصولها بتواتر وقوة أكبر إلى المراكز السكانية الإسرائيلية في السهل الساحلي، ومن هنا نفهم لماذا هي تساهم بوجودها بالأمن والأمن القومي الإسرائيلي".
يشار إلى أن الضفة الغربية المحتلة تشهد في الآونة الأخيرة تسارع في وتيرة البقعة الاستيطانية، إضافة إلى إصدار قوانين عنصرية تشرعن الاستيطان على حساب أراضي الفلسطينيين.