توصيات لدولة إسرائيل

images (3).jpg
حجم الخط

 

إسرائيل بحاجة إلى تغيير النهج القائم حالياً، بحيث يكون قادراً على تلبية المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية، وليس فقط المصالح الفورية، إذ لم يعد بمقدور إسرائيل بعد الاعتماد على الوضع القائم، وعلى الفكرة القائلة: إن تحسين مستوى معيشة السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وفتح المعابر أمام دخول البضائع والمواد الأساسية إلى قطاع غزة سيديم الهدوء الأمني، ويجعل الحكومة تتنصل من اتخاذ القرارات المستوجبة في الشأن الفلسطيني.
هذا الفراغ السياسي يتيح لقادة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية بممارسة الضغط على الحكومة لتنفيذ خطوات عملية تُفهم كأنها تسريع لعملية الضم، تمس بنسيج الحياة المعقول لدى السكان الفلسطينيين في المنطقة، وبجودة التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، علماً أن ليس ثمة من يشكك في مساهمة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في ضمان الاستقرار النسبي فترة زمنية طويلة، وهي المساهمة التي أكدت جدواها خلال الأيام الأخيرة.
في المنظور الاستراتيجي، ليس من الصحيح التشبث بسياسة رد الفعل وتفضيلها على مبادرة لتصميم واقع أكثر استقراراً بالنسبة إلى إسرائيل.، كما من المهم أن ندرك أنه حتى مع غياب إعلان إسرائيلي رسمي بشأن تفضيل حل الدولة الواحدة، وحتى في غياب خطوات فعلية حقيقية لضم مناطق من الضفة الغربية، فإن الواقع الآخذ بالتبلور هو واقع الدولة الواحدة.
ومن أجل لجم هذا الانزلاق، نقترح خريطة طريق استراتيجية تقوم على أربعة أسس هي:
1- الاحتفاظ بحرية العمل الأمني في المنطقة بأكملها، مع تقليص جدي لاحتمال الاحتكاك بالسكان الفلسطينيين.
2- مواصلة التنسيق الأمني مع أجهزة الأمن الفلسطينية والمساعدة في تحسين وتعزيز حكومة السلطة الفلسطينية.
3- عرض أفق سياسي، مع الاستعداد للدخول في مفاوضات مع السلطة الفلسطينية بشأن تسويات انتقالية.
4- معالجة القضايا القابلة للحل في المرحلة الأولى وتطبيق فوري لأي تفاهمات يتم التوصل إليها؛ مساعدات من جانب إسرائيل تقدمها للجهود الدولية المبذولة من أجل ترميم قطاع غزة، شرط أن تتولى السلطة الفلسطينية مسؤولية هذه الجهود، فور استعادة سيطرتها على المنطقة.
إن مصلحة إسرائيل الاستراتيجية تكمن في خلق وضع تكون فيه السلطة الفلسطينية مستقرة وقوية، فاعلة وعنواناً مسؤولاً، وسيكون من الخطأ سماح إسرائيل لحركة حماس بتنفيذ العمليات في الضفة الغربية من جهة، والاستمتاع بالهدوء والتعاظم في قطاع غزة، من جهة أُخرى.
ملاحظة: كل ما ذكر سابقاً، كان خلاصة توصيات لدراسة صادرة عن معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، وأعدها القائم بأعمال رئيس المعهد أودي ديكل والدكتور كوبي ميخائيل وهو باحث كبير في المعهد.
كل عربي وفلسطيني يدقق في التوصيات السابقة؛ يكتشف أن السلطة الفلسطينية ذخر استراتيجي لإسرائيل، لا يمكن أن تفرط بها، وأن التنسيق الأمني مقدس، وحق للصهاينة في كل بقعة من أرض فلسطين، وأن المفاوضات السلمية هي حبة البندق الصلبة التي يقدمها الصهاينة للفلسطينيين، كي ينشغلوا في كسرها، وينسوا أوطانهم، وأن لا حلول استراتيجية من وجهة نظر الصهاينة، وإنما هناك خطوات انتقالية، للتسلية، وتسكين الحال الفلسطينية.