رافضًا معايدة الرئيس بعيد الميلاد

الأب مسلم: أنا لست مسيحي دولة "أوسلو" بل مسيحي فلسطين التاريخية

الاب ايمانويل مسلم
حجم الخط

شدّد راعي كنيسة اللاتين في غزّة سابقًا، وعضو الهيئة المسيحية الإسلامية لنصرة المقدسات، الأب منويل مسلم، على استهجانه لما ورد في بطاقة المعايدة التي بعث بها الرئيس محمود عباس بمناسبة أعياد الميلاد بالتزامن مع كلمته أمس.

وقال مسلم في منشور كتبه على حسابه بموقع فيسبوك، اليوم الإثنين: "أنا لست مسيحي دولة اوسلو، أي الضفة الغربية وقطاع غزة، أنا مسيحي فلسطين التاريخية من رأس الناقورة إلى أم الرشراش ومن البحر إلى النهر. أنا فلسطيني مسيحي أسكن في كل ذرّة تراب من فلسطين هذه، لأنها كلها لي، وكل ذرة من ترابها تسكن فيّ، لأني أنا وكل شعبي لها. فاعذرني وسامحني واقبل أسفي وحزني يا سيادة الرئيس أن حرمت نفسي من فرح تسلّم بطاقة معايدتك في عيد الميلاد 2018 لأنها حجمتني وحجّمت شعبي وقسمتني وقسمت أرضي و شعبي المسلم والمسيحي في فلسطين التاريخية".

وأضاف مسلم في منشوره: "بيت لحم ليست بيت لحم القدس، وغزة، ورام الله، وبيت جالا، وبيت ساحور، وبيرزيت، والطيبة، وجفنا، والزبابدة، ونابلس، وأريحا كما جاء في رسالتكم بل هي ايضا مدينة الناصرة وحيفا ويافا والرملة واللد وبيسان وبئر السبع وعكا وجبل طابور وطبريا والرامة وصفد.. فليس لبيت لحم حدودا حتى يكون لأي كيان غازٍ غريب صهيونيٍّ في ارضي غربها أو شرقها أو شمالها او جنوبها حدودا، كما جاء في بطاقة التهنئة الينا".

وأردف: "لا معنى ولا طعم لأنغام سيمفونية عيد الميلاد إن كانت مبتورة أو نشازاً في صوت من مدية أو قرية فلسطينية لأنّ آذان الأحرار لا تسمع سوى صوت الحق"، مضيفاً "أما أمريكا وترامب ونتنياهو وأوروبا فهم معتادون على سماع صوت الباطل ونواح الشعوب التي استعمروها وصوت السلام لا يفهمه هؤلاء إلا إذا مر عبر حناجر المقاومين الفلسطينيين".

وفيما يلي نص الرسالة كاملًا:

رسالة من الاب مانويل مسلم الى محمود عباس:

أنا لست مسيحي دولة اوسلو، أي الضفة الغربية وقطاع غزة، أنا مسيحي فلسطين التاريخية من رأس الناقورة إلى أم الرشراش ومن البحر إلى النهر. أنا فلسطيني مسيحي أسكن في كل ذرّة تراب من فلسطين هذه، لأنها كلها لي، وكل ذرة من ترابها تسكن فيّ، لأني أنا وكل شعبي لها.

فاعذرني وسامحني واقبل أسفي وحزني يا سيادة الرئيس أن حرمت نفسي من فرح تسلّم بطاقة معايدتك في عيد الميلاد 2018  لأنها حجمتني وحجّمت شعبي وقسمتني وقسمت أرضي وشعبي المسلم والمسيحي في فلسطين التاريخية.

بيت لحم ليست بيت لحم "القدس، وغزة، ورام الله، وبيت جالا، وبيت ساحور، وبيرزيت، والطيبة، وجفنا، والزبابدة، ونابلس، وأريحا،" كما جاء في رسالتكم  بل هي أيضا مدينة الناصرة وحيفا ويافا والرملة واللد وبيسان وبئر السبع وعكا وجبل طابور وطبريا والرامة وصفد.... فليس ل"بيت لحم" حدودا حتى يكون لأي كيان غازٍ غريب صهيونيٍّ  في أرضي غربها أو شرقها أو شمالها أو جنوبها حدودا، كما جاء في بطاقة التهنئة إلينا، وترانيم عيد الميلاد وأشجار عيد الميلاد في فلسطين هي سينفونية سلام ومحبة، ولا معنى ولا طعم لأنغام هذه السينفونية إن كانت مبتورة أو نشازا في صوت من مدينة أو قرية فلسطينية، كما أن أي عالم حرّ لن يستسيغ أبدا سماع سينفونية مشروخة، لأن آذان الأحرار لا تسمع إلا صوت الحق، أما أميركا وترامب ونتنياهو وأوروبا فهم معتادون على سماع صوت الباطل ونواح الشعوب التي استعمروها؛ صوت السلام والعدالة والمحبة النابع من بيت لحم لا يفهمه هؤلاء إلا إذا مرّ عبر حناجر المقاومين الفلسطينيين.

بيت لحم هي كل فلسطين وكل فلسطين هي بيت لحم. فأصغِ إلى صوتي أيها العالم:" إن بكت عيون أطفال فلسطين فاحذروا أن تبكي جميع عيون أطفالكم. وإن حوصِرَت فلسطين فلن يكون لمدينة من مدنكم حرية الفضاء، ولكن إن ابتسم شعب فلسطين فأبشروا بولادة الفرح والاطمئنان والسلام والعدالة أن يتفجّر من فلسطين في بلادكم، لا تبتعد أيها العالم الظالم الجبان عن دفء رسالة السلام الذي تبشركم بها السماء من مغارة  بيت لحم:" المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام للناس الذين بهم المسرّة."