بقلم: بات غاليم شاعر*
جاءت العطلة الصيفية، ويخطط الناس لفترة هدوء من سنة محملة بالمتاعب – وها هو، اسبوع دموي امامنا. البلاد تتلظى، الارض تحترق، الناس يحترقون، والقلب يشتعل. حدث يلاحق حدثا، ولا نتمكن من هضم الاسماء والوجوه. فالتطرف على ما يبدو يحتل مكانا مركزيا، مركزيا جدا. حر الايام الاخيرة هي نار جهنم، ونحن نتوق لايام الجنة – ماء بارد، ماء طاهر، وباعث على الحياة.
ظاهرا، ثلاث قصص شخصية منفصلة، كل حالة هي دليل على تطرف لا يطاق ولا يدرك. وها نحن نكتشف أننا نعرف بشكل شخصي اثنتين من اصل العائلات الثلاثة المصابة. سافرنا هذا الاسبوع لنكون مع العائلات الثلاثة – مع عائلة دوابشة التي قتل ابنها علي بالحرق في قرية دوما، مع عائلة بانكي التي قتلت ابنتهم شيرا في مسيرة الفخار في القدس، ومع عائلة ازرق التي اصيبت ابنتهم عنبار برشق زجاجة حارقة قرب بيت حنينا.
دولة صغيرة، شعبان. شعب واحد، وقدر كبير جدا من الاراء، قدر كبير جدا من الاطراف والاختلاف، ومع ذلك ثمة احساس قوي بالالتزام وبالارتباط. احساس باننا ملزمون بتبريد الاجواء من المكان العالي الذي وصلنا اليه كشعب وكمجتمع في الصيف الماضي. هذا هو المكان الطبيعي والصحيح لشعبنا حتى وان كان هناك سقوط لافراد، فهذا لا يشهد على فكر المجتمع وطرق قيادته. يجب الحفاظ على تفكير إيجابي وعلى رباطة جأش.
عند اجتياز الطريق، هكذا نعلم الاطفال الصغار، يجب النظر يمينا ويسارا، وعندها فقط نجتاز ونتحرك بأمان، في خط مباشر وليس متعرجا، بثقة وليس بتلو. هكذا ايضا في مواجهة الحياة في بلادنا وفي دولتنا – يجب النظر يمينا ويسارا، حتى وان لم يكن هناك اجماع، وفقط عندها نتحرك بثقة.
أراد القدر، وفي الصيف الماضي التقينا اناسا من كل ارجاء المجتمع الاسرائيلي. تحت الشجرة في بيتنا تعرفنا على النية الطيبة، على التطلع الى السلام الداخلي والخارجي. ونحن تواقون للانصات ولضبط النفس، للاحتواء وليس للتعميم – إذ من خلف كل حدث وقع هذا الاسبوع، هناك عائلة مع وجه ومع اسم.
ان يرى المرء وجه حسين دوابشة، جد الرضيع الذي حتى اسبوع قبل الاحراق كان يعمل في منزلنا كبليط. ان نرى وجه عنبار، التي احترقت بزجاجة حارقة وفقط قبل شهر اجرت رحلة في خان تلمون مع تلميذات في أعقاب الابناء الثلاثة لنفهم بانه لا يوجد مكان للوصم والتعميم. انها مسؤوليتنا لعمل كل شيء من اجل استمرار وجود دولتنا.
عن «يديعوت»
*مربية ثكلت ابنها غيل عاد (الذي اختطف وقتل مع رفيقيه نفتالي فرنكل وايال يفرح).