في مواجهة «التسحيج» والسلبية

رامي مهداوي.jpg
حجم الخط

في العام الماضي حاولت التركيز على بعض الإيجابيات بمجتمعنا من شتى المجالات، ودون تعقيدات كتبت عن بعض الشخصيات التي يجب أن نقول لها كل الاحترام على ما تقوم به من عمل وطني، مهني، مجتمعي، ثقافي. وأحياناً أخرى كتبت عن إنجازات حققها الفلسطيني ولو بسيطة لكن لها معنى وقيمة تحتاجها هويتنا الجمعية لتعزيز الكينونة الفلسطينية التي نفتخر بها.
لكن، وللأسف... للأسف هل تعلمون بأن المقالات أو حتى الرسائل التي أنشرها في وسائل الإعلام المجتمعية التي تسلط الضوء على الإيجابية والإنجازات المتنوعة لا تلاقي إعجاب الأغلبية، بل على العكس يتم تقليل وتبخيس الإنجاز وفي بعض الأحيان يتم التطاول بشكل غير حضاري على الشخصيات التي حققت ما أنجزته على الرغم من أن المجتمعات الأخرى قدرتهم على إنجازاتهم.
وخير مثال ـــــ حديث ـــــ على السلبية التي أصابت البعض ولوثت عقليتهم، ما قرأته من تقليل لنجاح رشيدة طليب في عضوية الكونغرس بالولايات المتحدة الأميركية وتأديتها اليمين الدستورية وهي بالثوب المطرز الفلسطيني!! بل هناك البعض من أمراض النفوس هاجمها بأنها هل ستحرر القدس بالثوب؟!
لماذا إذا كتبت مقالا عن «س» أتحدث به عن إنجازاته ومهنيته التي يجب أن تكون نموذجا وقدوة للآخرين لن يتم التفاعل معها كما لو كتبت عن ذات الشخص بسلبية تدميرية على الرغم بأنه ليس كذلك؟! لماذا إذا ما قمت بشكر كاتب ما على مقاله أو روايته المفيدة لا تقرأ ولا يتم التعامل معها بما تستحقه!! وإذا ما قمت بشتم وتحقير الكاتب نفسه على ما نشره يتم تداول وتعميم ما كتبه!!
هناك فرق كبير بين «هز الذنب» «التسحيج» المترجم على شكل خداع، افتراء، تضليل، نفاق، تدجيل، بُهتان، تزييف وبين الحقيقة التي يجب أن نظهرها إلى العام حتى يتم خلق نموذج مُحفز للأجيال في ظل حالة فقدان الأمل التي يعيشها شعبنا في هذه المرحلة.
وعلى صعيد آخر، يجب أيضاً أن نُميز بين النقد البنّاء وبين التدمير الذاتي الذي يمارسه البعض عن وعي أو دون وعي بدوافع وحوافز شخصية دون الاكتراث للمصلحة العامة، وهنا أقولها بصوت مرتفع لتلك الأصوات التي تتغذ على الشائعات وتدمير ما تبقى لنا من أنسجة مجتمعية بأن رحم الأرض الفلسطينية مازال وسيبقى خصبا معطاء بالأجيال الفلسطينية أينما تواجدت على سطح الكرة الأرضية، يكفينا إطلاق النيران على أقدامنا ويكفينا تبخيس بكل الإنجازات مهما كانت، فالعمل التراكمي هو أساس تعبيد طريق الشعوب نحو تقرير المصير والحفاظ على الهوية الإنسانية.
أعلم جيداً بأن هناك الكثير الكثير من الأسباب التي تجعلنا نهرب راكضين إلى الخلف غير مكترثين بالواقع المعُتم الذي نعيشه، لكن هذا ليس سببا مقنعا بأن نخذل وطننا وشعبنا الذي يستحق أن يكون في القمم لتضحياته اليومية بشتى المجالات، لهذا ومع بداية العام الحالي سأبحث عن قصص نجاح لنشرها، وأبحث عمن يحاول ويحاول ليصل إلى ما يريد دون تسحيجه لأحد أو إطفائه شمعة الآخرين.