الى المتخوفين من السنة الجديدة .. ما من ليل بدون نهار

22.PNG
حجم الخط

 

سيظل تساؤل "إن كانت السنة الجديدة تحمل الخير ام الشر في جنباتها" هاجسا للملايين ممن يعايشونها ، سرا وعلنا ، لبضعة اسابيع قادمة ، وربما بضعة أشهر ، ريثما ينخرطون في ايقاعاتها ، أو بالأدق ، ريثما تفرض انطباعات وقعها عليهم ، كما فعلت السنة الماضية .

ومهما يكن من أمر ، فإن اختلافات الناس وتمايزاتهم ، ستجعل من خير هذا شرا لذاك ، وشر ذاك خيرا لهذا ، فما من جيد بدون سيء ، وما من ايجابي بدون سلبي ، كما ما من ليل بدون نهار ، وما من صعود بدون هبوط .

وبقدر ما كانت السنة الماضية سيئة على الفلسطينيين ، بسبب مواقف الادارة الامريكية ، فإنها كانت جيدة على السوريين ، بعد مضي سبع سنوات من التكالب المتوحش عليهم ، يفتحون في السنة الجديدة صفحة بداية نهاية الارهاب الذي استهدفهم بالجملة والمفرق .

نحن بدورنا نستطيع ان ننتصر على مخطط ترامب فيما أطلق عليه صفقة القرن ، نستطيع ان نلوي عنقها ، اذا ما أحسنا إدارة معركتها ، بالوحدة والإرادة والإدارة الحكيمة. التفرد يقود الى التشرذم ، التردد يقود الى الضياع فالتبدد ، الاستئثار يقود الى إلغاء الاخ والصديق والرفيق مقدمة للانتحار . ما حدث مؤخرا دليلا كافيا ، فقد حولنا مناسبات مهيبة وجميلة متمثلة في ذكرى انطلاقات بعض فصائلنا الى أسوأ وأبشع ما يكون ، حظر و منع واعتقال وتخوين ، سبق ذلك حل المجلس التشريعي ، سبقه تقديم التهدئة مع العدو على المصالحة مع الشقيق ، والانكى من كل ذلك ان جميع الخطوات التي تتخذ من كلا الطرفين ، تتخذ تحت شعار محاربة صفقة القرن ، في حين ان مياهها المتسربة ، قد اصبحت حفرا تحت اقدامنا .

فماذا عن هواجسهم إزاء السنة الجديدة ؟ ألا يفترض حين تكون سيئة بالنسبة الينا ، ان تكون جيدة بالنسبة لهم ؟ لقد أطاح صمود غزة بوزير دفاعهم مما بكّر في حل كنيستهم لاجراء انتخابات جديدة ، لقد تبعثرت خارطة احزابهم ، انشقت بعضها وتشرذمت ، تشظى بعضها الآخر و تهاوى ، وبدأوا بدورهم يتنابزون ويقدحون بأقذع ما يمكن بما في ذلك العجز والفساد والتخوين .

فماذا عن هواجس "ماما امريكا" إزاء العام الجديد؟ ألم تتحطم هيبتها واستكبارها على صخرة سوريا؟ ألم يقرر رئيسها سحب جنوده بدون قيد أو شرط ، تاركا حلفاء له في مهب الريح ، بمن في ذلك ولايته الحادية والخمسين ، : "تستطيع ايران ان تفعل ما تريد في سوريا"؟ والمقصود هنا : تستطيع ايران ان تفعل ما تريد بإسرائيل .

ولهذا وصف اسرائيليون قرار الانسحاب بأنه يوم أسود في تاريخهم ، ما يعنيه ان ألوان السنة الجديدة عليهم قد بدأت بالتبلور، وما لم يحسم تبلوره هذه السنة ، سيحسم في السنة القادمة ، على اعتبار : إن غداً لناظره قريب !