بالصور : محاولات الإسقاط في وحل العمالة عن طريق فتيات مغريات ؟!

00314AE3B
حجم الخط

"أنا فاطمة من تونس ممكن نتعرف"، (آه ممكن)، "عندك سكايب"، (ليش)، "حابة نتعرف أكثر ونحكي مع بعض)، هذه كانت مقدمة المحادثة بين (ر.ز) (30سنة)، المتُزوج ولديه أسرة مكونة من خمسة أطفال، وتلك الفتاة الحسناء، التي كادت أن تسقطه في وحل العمالة مع الاحتلال الإسرائيلي.

واستجاب (ز) لرغبة تلك الفتاة الحسناء التي تضع صورة ليست ملكها على صفحتها الشخصية في "فيس بوك" وتسمي نفسها "الفتاة المجنونة تحب كل شيء"، وقام بإنشاء حساب "سكايب"، وبدأ بالحديث معها عبره، وفتحت كاميرا وإذا بفتاة لا يتعدى عمرها "14عامًا"، بشعرها وملابس منزلية!

سخر (ز) منها وضحك، فقالت له "حابين نتعرف"، فقال لها "أنت صغيرة"، فإذ بها تأتي بفتاة كبيرة ترتدي ملابس مثيرة ضيقة وقصيرة أشبه بالعارية!، وبدأت بالجلوس أمام الكاميرا، وتتحدث مع ذاك الشاب، وتسأله عن حياته، وعن زوجته وأطفاله ووضعه المعيشي، بعدما أخبرها بأنه متزوج ولديه أطفال..

بداية الإسقاط!

وبدأ هنا أول محاولة لإسقاط ذاك الشاب في وحل العمالة، دون أن يعلم، أن تلك الفتاة الحسناء، هي معول للموساد الإسرائيلي، فطلبت منه أن تكون بينهما "علاقة جنسية"، فما كان منه سوى الرفض بشدة، لكنها لم تيأس رغم ذلك الرفض _حسب الشاب_ .

طلبت تلك الحسناء من (ز) أن ترى جسمه، فرفض مُجددًا بشكل مُطلق، فأوهمها بعد لحظات بأنه يخلع ملابسه، عبر البدء بمحاولة خلع قميصه، ليرى ردت فعلها، وما كان منها سوى أن تجردت من ثيابها بالكامل!، وجلست أمام الكاميرا، وبدأت بالحديث بأمور جنسية..

أقفلت الحسناء الكاميرا، بعد مرور نحو ساعة من تعارفهما، وبدأت تطرح عليه التعامل معهم في جهاز الموساد الإسرائيلي، وأعطت الحديث لضابط مخابرات عرّف عن نفسه، فقال له "لو ما تعاملت معنا راح نفضحك، وصورك عنا"، فرد الشاب (مليش بهاي أمور)، فقال له الضابط "المحادثة مُسجلة وراح نفضحك"..

التهديد بالفضيحة

وقال الضابط أيضًا بلهجة تهديد "راح نخليك بدون كرامة"، فرد الشاب (ز) مُتهكمًا (أنا صايع أعمل شو ما بدك"، فرد الضابط "راح فرجيك، وسأبدأ بالنشر"، فضحك مُجددًا الشاب وقال له (دوس وأنا حساعدك بالنشر، ولا يهمك أنا ما بخون مهما حصل)، فرد الضابط "راح تشوف حالك منشور"..

فرد الشاب (ز) متهكمًا من جديد (عادي أكون فلسطيني تبع جنس ولا أكون عميل يا حقير، الراجل بضل راجل، وكل تهديداتك ما تنطلي علي، وما تقوم به على الفاضي لن يخفني في شيء، أنت توهم نفسك بأنك ماسك علي ذلة وأنا مش خايف)، وما كان من الضابط المستشيط غضبًا سوى أن يرد "راح تبكي دم يا كلب"..

وعاود الضابط التهديد بالقول "راح أبعت الفيديو بتاعك لأصحاب داعش راح يفضحوك يا كلب"، فرد الشاب مُتهكمًا (يما ركبي بيجعوني مش قادر أقف عليهم)، وهنا أنهى الشاب المحادثة وغادر، وقبل الفضيحة لنفسه ولا أن يخون وطنه، وغلّب عقله ولم ينصاع لمحاولات ابتزازه وتهديده..

ونصح الشاب (ز) كافة الشباب، بالحذر الشديد، وعدم الانجرار وراء المظاهرة الخداعة، والخضوع للابتزاز والتهديد، وخيانة الوطن، وإبلاغ الجهات الأمنية على الفور بأي محاولة لإسقاطهم بوحل العمالة، كي يحذروا الناس منها.

تحذيرات ونصائح

وحذر مسؤول أمني فضل عدم الكشف عن اسمه من خطورة الإسقاط في وحل العمالة، عبر الإنترنت، خاصة مع انتشار المنتديات، ومواقع التواصل، والألعاب..، التي يزرع بها الموساد عملائه بأسماء وهمية، غالبةً ما تكون فتيات، تذهب لإسقاط الفقراء وضعفاء النفوس، والبعيدين عن الدين، والمراهقين..

ونصح المسؤول بعدم التعاطي مع أي محاولة للإسقاط، حتى لو تعرض الشخص للتهديد والابتزاز لحد القتل أو الفضيحة، وعليه التوجه لأقرب مركز أمن، أو أي شخص يثق فيه، وسيساعده بشكلٍ سري في التخلص من تلك المشكلة، قبل الوقوع بها.

ونصح خبير إلكتروني فضل عدم الكشف عن اسمه بالتالي : "عدم الإسهاب بشكل كبير في المشاركات على المنتديات والمواقع على الإنترنت، وعدم الثقة بشكل مطلق في أي شخص على الشبكة العنكبوتية، إذا تم إسقاطك عن طريق الإباحية والجنس فلا تنهزم أمام طرق التصوير المختلفة أو الابتزاز للتعاون معهم، بل أخبرهم عن استعدادك لنشرها في كل الوسائل الإعلامية وأنه بإمكانك دفع ثمن ذلك بطريقتك الخاصة دون التعاون معهم".

وتابع الخبير "احرص على حفظ أسرارك وطرق معيشتك وحياتك اليومية فهي طرق مفيدة لاستهدافك ومعرفة نقاط ضعفك، تجنب إبرام أي صفقة أو قبول أي وظيفة أو مساعدة مالية عن طريق الإنترنت وخاصة ممن لا تعرفهم حتى وإن كنت محتاجاً"..

أسلوب قديم جديد!

"الإسقاط عبر الإنترنت" أسلوب قديم جديد، تتبعه أجهزة المخابرات والموساد والشاباك الإسرائيلية، في إسقاط الشباب المراهقين أو الفقراء على وجهة الخصوص في وحل العمالة، عبر استخدام طرق ذكية، لا تُشعر المُستهدف، بأنه يتحدث مع جهة أمنية، عبر المرور له من أكثر نقاط ضعفه..

وبرعت الدوائر الأمنية في إسرائيل، في قضية تجنيد العملاء والجواسيس لها في أوساط العرب والفلسطينيين، واضعة هذه النقطة على رأس أولوياتها، لأهميتها القصوى بالنسبة لها في تنفيذ أهدافها الإجرامية والعدوانية في المنطقة.

ويُرجع دكتور الشريعة والقانون ماهر السوسي السقوط في وحل العمالة، لقلة الوازع الديني عند الأهل والشخص نفسه، وسوء التربية، والجهل بالحكم الشرعي، وعدم الشعور بالانتماء للوطن والجماعة، والتعرض للخداع والتحايل، والفقر والحاجة.