و مشعل يرفض وطهران تصر عليه

حماس : كافة قياداتنا مستعدة لزيارة ايران ولكن الأخيرة تشترط "مشعل" وهذا ما تراه الحركة غير مناسب

مشعل
حجم الخط

 قال مصدر قيادي في حركة "حماس"، إن علاقة الحركة مع إيران، مستمرة في حالة مما وصفه بـ"الثبات البارد"، مشيراً إلى أن طهران تشترط زيارة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل لها، لتحسين العلاقات بين الطرفين.

وأوضح القيادي ، طالباً عدم ذكر اسمه، أن إيران تشترط زيارة مشعل لطهران، لتحسين العلاقات بينهما، وهو "ما تراه الحركة غير مناسبا في هذه المرحلة".

وقال: "مشعل لن يزور طهران في الوقت الحالي(..)، كافة المستويات القيادية في الحركة مستعدة لزيارة طهران، عدا مشعل، لاسباب كثيرة، منها التوقيت في هذه المرحلة، فهو غير مناسب".

وتابع: "إيران تشترط في العلاقة مع حماس زيارة مشعل لطهران، وهذا الأمر بالنسبة لنا، يحتاج إلى توقيت تكون فيه المنطقة أكثر استقرارا".

وأضاف: "إيران جعلت مشعل وزيارته لطهران أساس العلاقة، وحماس قالت لإيران وكل الأطراف، نحن منفتحون على الجميع، لسنا في جيب أحد، ولا يوجد توجّه لدينا لتحالف ضد طرف. من أراد فلسطين، عليه دعم مقاومتها وشعبها، ونحن ما إلا طليعة تجمّع الأمة على القدس".

وأوضح القيادي أن إيران، حاولت منذ بداية الثورة السورية(مارس/ آذار 2011) أخذ موقف من حركة حماس لصالح النظام في سوريا، لكن الحركة كان موقفها واضحا، بأنها "غير معنية بالتدخل في الملفات الداخلية لأي من دول المنطقة، كما أنها لن تقف في وجه طموحات الشعوب المقهورة".

وتابع: "على إثر ذلك، قرّر النظام الإيراني، وقف كافة أشكال الدعم المالي والعسكري للحركة، وهذا الحال مستمر منذ أربع سنوات".

وأشار إلى أن بعض الجهات في إيران، لم يسمّها، "حاولت استثناء الدعم العسكري لكتائب القسام، الجناح المسلح لحماس، واستمراريته، لكن هذا الأمر لم ينجح، وتوقف أيضاً".

وأضاف: "كل ما يشاع عن وجود دعم إيراني للجهاز العسكري، ليس صحيحا بالمطلق".

وأكمل: "هناك حالة من التجاذب في الشرق، سواء كان ذلك في الملف السوري أو اليمني، أو العراقي، وحتى المصري وغير ذلك من ملفات مفتوحة، ظلت الحركة حريصة في الابتعاد عن أي منها، لكن للأسف حاول البعض جرنا إليها بقصد".

وقال: "نؤكد أن موقفنا من كل ما يجري في المنطقة، يرتبط بإرادة الشعوب، كما نعتبره شأنا داخليا، نتمنى فيه فقط للأمة التماسك، وحقن الدماء، وعودة الدور لمواجهة أعداء الأمة".

وتسببت زيارة خالد مشعل، للرياض ولقائه كبار المسؤولين السعوديين، منتصف يوليو/تموز الماضي، بزيادة التوتر الذي تتسم به علاقات طهران وحماس، حيث أظهر الهجوم الذي شنته وسائل إعلام إيرانية، على الحركة، مدى انزعاج إيران من خطوة مشعل.

ووجهت وكالة الأنباء الإيرانية "فارس"،(شبه رسمية) اتهامات للحركة بأنها "ستشارك بـ700 من عناصرها للقتال في اليمن، تلبية لطلب المملكة السعودية"، كما اعتبرت عدة صحف إيرانية، أن حماس "تعمل ضد مصالح طهران في المنطقة"، بالنظر إلى صراع النفوذ في المنطقة بين الرياض وطهران.

وعلى مدار سنوات عديدة، أقامت "حماس"، علاقات قوية ومتينة مع النظام الإيراني، ولكن اندلاع الثورة السورية، عام 2011، ورفض الحركة تأييد نظام بشار الأسد الذي يلقى دعماً واسعاً من طهران، وتّر العلاقات بينهما.

ومنذ تولي العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، مقاليد الحكم  في يناير/ كانون الثاني الماضي، خلفاً لشقيقه الراحل عبد الله بن عبد العزيز، رأى مراقبون أن تحسناً ساد العلاقة بين الرياض و"حماس"، بعد قطيعة شهدتها السنوات الماضية.