جدد عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات الأب مانويل مسلم، تأكيده على أن الفلسطينيين المسيحيين هم عضو أصيل من النسيج الوطني، وجسد واحد مع الفلسطينيين المسلمين، فهم يشتركون في الوطن الواحد والهوية الواحدة.
وقال مسلم في مقالة له، اليوم الثلاثاء،: إن "الفلسطينيين المسلمين يختلفون فيما بينهم حول أمور سياسية وغيرها، لكنهم لا يختلفون أبدًا حول الفلسطينيين المسيحيين، إنهم عضو أصيل من النسيج الوطني".
واعتبر أن "من يثير فتنة بين المسيحيين والمسلمين في فلسطين، فهو فاسد ضعيف مأجور له مصلحة فردية خفيّة"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن المسيحيين ليسوا ضعفاء، لأن ظهرهم وظهيرهم الوطني قوي.
وأكد أن الإسلام والمسيحية في فلسطين مثل كتاب واحد جميل مكرّم في أرض مقدسة؛ وفي الكتاب حضارة وتراث واحد ولغة واحدة وتاريخ ودم وهوية واحدة ومصير واحد في وطن واحد، وإن اختلفت صفحات الكتاب في أرقامها.
وأضاف: "ما أن قرعت أجراس الميلاد في فلسطين المحتلة أمس الاثنين، حتى انطلقت جماهير المسلمين ليبادلوا أهلهم المسيحيين التهاني والأمنيات بمناسبة عيد الميلاد المجيد، ويتقاسمون معهم هموم هذا الوطن الذي يئنّ تحت الاحتلال الصهيوني".
وأشار إلى أن الكثير من العائلات المسيحية رفضوا تناول طعام العيد إلا وأصدقاءهم وجيرانهم مجتمعين معهم على مائدة المحبة الواحدة يشتركون في الخبز الواحد، مؤكدين أنهم" جسد واحد لأنهم يشتركون في الوطن الواحد والهوية الواحدة والصبر والتحدي الواحد والامانة التي تدوم والوفاء الذي لا يتزعزع".
وأردف قائلًا: "جميعهم ورثوا الأقصى والقيامة ومهد المسيح والعهدة العمرية، فهذه الأربعة كانت مثل القوقعة أي الجوهرة الثمينة، تحمي الشعب الواحد؛ وقد جعلت هذه بينهم منهج حياة والتزامًا بوحدتهم الوطنية".
وأضاف "لا اضطهاد يخافون ولا عدوًا يرهبون ولا فتنة تصدّع وحدتهم، قد يختلف أفراد منهم وهذه ظاهرة صحية، فيصلح المسيحي ما أفسد المسلم ويصلح المسلم ما أفسد المسيحي".
وتابع "خارجٌ عن الاجماع الوطني من يُلبِس خلافا -أي خلاف-ثوب الدين ليُشَهّر بقضيته التافهة إثارةً لفتنة يعتقد مخطئًا أنها ستعطي موقفه بُعْدًا انفصاليًا يضغط فيه القوي على الضعيف".
وقال: إن" القاهرة وأنقرة والرياض والدوحة عجزوا عن لمّ شمل فتح وحماس، لكن عيد الميلاد المجيد، في غزة والضفة وكل فلسطين التاريخية وحتى في الشتات، جَمَعَهم ووحَّدّهم حول الكنيسة والمسيحيين".
وأشار إلى أن المسيحي في فلسطين لا يحتاج إلى أية حماية أو حنان أو شفقة من الخارج، "فالمسيحيون أعزاء في قلوب إخوتهم المسلمين لهم وعليهم ما للمسلمين، وإن كان هنا أو هناك صوت يدعو ويصيح بِوَيْلات وثُبُور فهو صاحب فتنة مأجور".
وأكد الأب مسلم على أن فتح والفصائل في الضفة وغزة يحمون المسيحيين، وحماس والفصائل في غزة ورام الله يحمونهم أيضًا، مؤكدًا أن الشعب يحمي بعضه بعضًا وهو عصيٌّ على القسمة أو الكسر.