بيان صادر عن قيادة التيار الإصلاحي لحركة "فتح"

بيان صادر عن قيادة التيار الإصلاحي لحركة "فتح"
حجم الخط

أعلنت قيادة "التيار الإصلاحي" لحركة فتح مساء اليوم الاثنين، عن اتخاذها سلسلة من التوجيهات والقرارات التي وُصفتها بالهامة؛ لمجابهة متطلبات المرحلة القادمة والاستعداد لكل الاحتمالات.

يأتي ذلك في بيان صحفي أصدره "التيار الإصلاحي"، عقب عقده دورة اجتماعات استثنائية برئاسة النائب محمد دحلان في الفترة من 9 إلى 12 كانون الثاني؛ لبحث ومراجعة جميع التطورات الداخلية والوطنية والإقليمية وما يحيط بالقضية الفلسطينية من مخاطر في ظل استمرار الانقسام وتصاعد التهويد واستمرار حصار غزة.

ودعت قيادة "التيار الإصلاحي" إلى إعادة توحيد حركة فتح؛ "باعتبارها عمود الخيمة الوطنية الفلسطينية"، مشيرة إلى أنها ستبادر لذلك من خلال حوار جاد ومنفتح.

وشددت على رفضها لقرار حل المجلس التشريعي، معتبرة أنه "باطل وساقط قانونيا، وكأنه لم يكن".

وفيما يلي نص البيان كما وصل "خبر":

بيان سياسي صادر عن تيار الاصلاح الديمقراطي في حركة فتح 

في الفترة من 9 إلى 12 كانون الثاني - يناير 2019، عقدت قيادة تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح دورة إجتماعات إستثنائية، لبحث ومراجعة جميع التطورات الداخلية والوطنية والإقليمية، وما يحيط بقضيتنا الوطنية من مخاطر جسيمة، في ظل إستمرار الإنقسام الداخلي، وتصاعد هجمة التهويد والاستيطان التي تجتاح القدس والضفة الغربية، إلى جانب الحصار القاسي على أهلنا في قطاع غزة، و قد بدأت إجتماعات الدورة بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء شعبنا، قبل أن تستمع القيادة إلى كلمةٍ سياسيةٍ مفصلة من الأخ القائد محمد دحلان (أبو فادي)، استعرض فيها الأوضاع  الراهنة من كل جوانبها الحركية والوطنية والاقليمية، مطالباً قيادة التيار بتدارس التطورات وإقرار ما يلزم من توجيهات وسياسات للفترة المقبلة، ثم  إستمعت إلى تقييمٍ شاملٍ من قبل الأخ القائد سمير المشهراوي (أبو باسل)، سلط فيه الأضواء على الجهود المبذولة في الساحتين الوطنية والاقليمية، وسبل الخروح من الإنسداد الوطني الراهن.

وعلى مدى أيام الدورة، بحثت قيادة التيار كل جوانب المشهد الفلسطيني الراهن، وبصورة خاصة واقع الإنقسام الوطني واستمراره دون حلول حتى الآن، كما تدارست بعمقٍ أوضاع حركتنا المناضلة فتح وسبل إستعادة وتعزيز وحدتها الداخلية كضمانة وطنية حاسمة.

وتوقفت قيادة التيار ببالغ الإحترام والتقدير أمام الاحتفالات المهيبة لإحياء ذكرى استشهاد القائد الرمز الرئيس الشهيد أبو عمار، وكذلك إيقاد شعلة الذكري (54) لانطلاقة حركتنا المناضلة فتح، وإذ تتوجه قيادة التيار بالشكر العميق لقيادات الساحات والعمل التنظيمي والمكاتب الحركية، ولكل من شارك وساهم في إعداد وتنفيذ تلك الاحتفالات الرائعة، والتي تكللت بالنجاح، و على نحو يليق بمكانة أبو عمار وفتح في قلوبنا جميعاً، ويوجه التيار تحية شكر وعرفان واجبة للمرأة الفلسطينية ولعمالنا البواسل وقياداتهم، والقطاعات الشبابية من اخواننا وأبنائنا وأنصارنا، الذين عملوا بلا كللٍ أو ملل وبامكانيات محدودة، لإظهار الاحتفالين على ذلك النحو الرائع في الحشد والتنظيم والانضباط والادارة والحيوية، فشكراً للجميع، شكراً لأخواتنا الباسلات، وشكراً لعمالنا الأشاوس، وشكراً لشبيبتنا الصاعدة، ونقول لهم بأن المستقبل لكم، وبأن غزة ستصمد بكم وفلسطين ستنتصر بكم.

وفي ختام دورة الإجتماعات، اتخذت قيادة التيار سلسلة من التوجيهات المهمة والقرارات لمجابهة متطلبات المرحلة القادمة والإستعداد لكل الإحتمالات، و بهذه المناسبة يعلن التيار ما يأتي: 

أولاً: يدعو تيار الإصلاح الديمقراطي جميع الفتحاويين للعمل الجاد والمخلص من أجل إعادة توحيد الحركة بإعتبار فتح عمود الخيمة الوطنية الفلسطينية، و يؤكد بأن وحدة فتح هي السبيل الأمثل لتعزيز أوضاع الحركة واستعادتها لمكانتها القيادية الوطنية المميزة، و مقدمة ضرورية للوحدة الوطنية الفلسطينية، وفي سبيل إستعادة وحدة فتح فإن التيار، بكل قياداته ومؤسساته، سيبادر لحوار جاد ومنفتح مع اخوتنا رفاق الدرب وأبناء الإرث الواحد، إرث الرئيس الشهيد الرمز أبو عمار واخوته الأبرار أبو جهاد وأبو إياد وأبو علي أياد وأبو يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان وماجد أبو شرار وسعد صايل وأبو الهول وأبو علي شاهين.

ثانياً: يرى التيار بأن الانقسام الوطني واستمراره قد ألحق ويلحق أخطر الأضرار بالقضية الفلسطينية، وأتاح للإحتلال مساحة مريحة لتهويد القدس وتوسيع الاستيطان بخطوات غير مسبوقةٍ وخطيرةٍ في ظل عجزٍ رسميٍ فلسطيني وعربي، وانشغال دول الأمة أو ترددهم في التعامل مع الواقع الفلسطيني المنقسم، ويؤكد بأن لا شيء يبرر استمرار الانقسام، ويطالب الجميع بالتعاون الجاد مع مبادرات الشقيقة مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويعتبر بأن الدور المصري هو الممر الوحيد الآمن الذي بإمكانه أن يصل بنا الى إنهاء الانقسام، وإلى مرحلة من التفاهم ومستوى لائق من العلاقات الوطنية، وبما يمكّن شعبنا من إعادة بناء المؤسسات الوطنية بعد أن أصبحت بلا تأثير أو وجود فعلي في ظل الانقسام والتشرذم.

ثالثاً: يعلن التيار رفضه المطلق لقرار رئيس السلطة الفلسطينية حل المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب، بهدف إحلال هياكل هشة ومعينة بديلاً عنه، و يؤكد بأن قرار رئيس السلطة باطل وساقط قانونياً وكأنه لم يكن، ويعلن إلتزامه التام بالقانون الأساسي، والذي ينص صراحة على إستمرار ولاية المجلس التشريعي إلى حين إتمام إنتخاباتٍ رئاسيةٍ وتشريعيةٍ جديدة، ويدعو جميع القوى الفلسطينية والشخصيات ومؤسسات المجتمع المدني لإطلاق حراكٍ وطنيٍ شاملٍ بهدف إلزام من يلزم بإحياء وإستعادة العملية الديمقراطية عبر انتخاباتٍ وطنيةٍ عامة، تشمل المؤسسة التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني، من أجل إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية، بما يعيدها لمكانتها ممثلاً شرعياً وحيداً لشعبنا في كل أماكن تواجده، ويطالب التيار بتحديد جداول زمنية ملزمة للإنتخابات، وإعتماد آليات مراقبة عربية دولية شاملة وشفافة مع إلتزام الجميع بميثاق شرف وطني بقبول نتائج الانتخابات، بغض النظر عن الفائز والخاسر، لأن شعبنا هو من سيفوز بحقه الطبيعي وديمقراطيته المهدورة. ويطالب التيار بوجوب إجراء الإنتخابات متزامنة وبما لا يتجاوز منتصف شهر آب - أغسطس من هذا العام.

رابعاً: ينظر التيار بعين الإحترام والحرص للعلاقات مع جميع القوى الوطنية والإسلامية، سواء من كان منها تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية أو خارجها، وخاصة تلك العلاقات التي يسعى التيار لتعميقها وتطويرها مع الأخوة في حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وبما يخدم أهداف شعبنا وقضيته العادلة.

ويؤكد التيار بأن التباينات في الرؤى والمواقف لا يجوز أن تكون سبباً للفرقة والإنقسام، وإن جمعتنا فلسطين، وإن جمعتنا القدس الحبيبة، فلا شيء ينبغي له أن يفرقنا، فلنبقى موحدين حتى تحرير أرضنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها قدسنا الحبيبة، مع استعادة حقوق لاجئي شعبنا وفقاً للقرار الدولي 194.

ومن تلك المنطلقات الوطنية الواضحة، حرص التيار ويحرص علي تطوير العلاقات مع الأخوة في حركة حماس، وبما يعالج جراح الماضي ويفتح الآفاق نحو المستقبل، ويؤكد التيار بأن لغته واحدة واضحة في السر والعلن، فليس لدنيا ما نخشى منه أو عليه سوى وطننا فلسطين، ومن أجل ذلك الوطن الغالي نؤكد مجدداً بأن ما يحكم مواقفنا هو ثوابت وحقوق شعبنا في العودة والسيادة في دولتنا المستقلة بعاصمتها الأبدية القدس، إلى جانب انتزاع حقوق اللاجئين وعودتهم إلى ديارهم.

خامساً: وأمام ما يحيط بأهلنا في قطاع غزة من مخاطر إنسانيةٍ جسيمةٍ جراء الحصار المزدوج، وازاء ما يروج من اجراءات وقرارت لا أخلاقية يخطط لها البعض، فإن تيار الإصلاح الديمقراطي يؤكد وقوفه في طليعة المواجهة مع الظلم والانحراف والتغول على فقراء شعبنا وحقوقهم الطبيعية في التعليم والصحة وحرية العمل والحركة، وحقهم في العيش اللائق، ويعتبر بأن أية اجراءات جديدة بحق أهلنا يعد عدواناً سافراً يستوجب مواجهته بما يلزم من قرارات واجراءات مدروسة ومتفق عليها، ونحن في قيادة التيار لن نسمح باستباحة حقوق أهلنا في غزة، والتي كانت دوماً وستبقي أبداً القلب النابض لقضيتنا وثورتنا الوطنية، فلا دولة فلسطينية ولا إستقلال دون غزة، ولا دولة في غزة لوحدها، ولا دولة دون أن تكون القدس عاصمتها، شاء من شاء وأبى من أبى.

سادساً: يرى تيار الإصلاح الديمقراطي بأن الانتخابات الوطنية الشاملة حق وواجب فوري، ومن ذلك المنطلق يؤكد عزمه الكامل على المشاركة الشاملة في الانتخابات، وعلى كل المستويات، ويؤكد بأن أولويته الأولى تنحصر جلياً في خوض الانتخابات على أساسٍ حركيٍ فتحاويٍ واحدٍ موحد، كلما امكن، وأينما أمكن، ومع ابداء كل المرونة اللازمة لتحقيق وحدة الحركة في المجال الانتخابي على أقل تقدير، وإن تعذر ذلك لأسبابٍ تتعلق بأهواء واختيارات الآخرين؛ فإن تيار الإصلاح الديموقراطي يمد يده لكل القوى والشخصيات الوطنية، لتشكيل تيارٍ وطنيٍ جامعٍ وحقيقي، يمثل جميع التوجهات الوطنية الفلسطينية، في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وكذلك خارج فلسطين، لخوض انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.

ويدعو التيار جميع مؤسساته وأبنائه وأنصاره إلى العمل المكثف والاستعداد الدائم للانتخابات الوطنية تحت شعارنا الدائم (انجز وكأن الموعد غداً).

سابعاً: وفي ختام الاجتماعات اتخذت قيادة التيار سلسلة من الاجراءات والقرارات الداخلية بهدف المزيد من التطوير والارتقاء بالعمل الحركي والوطني، وسيتم تعميمها بالوسائل والطرق التنظيمية المعتادة.
 
المجد للشهداء
الحرية لأسرانا الأبطال
وإنها لثورة حتى النصر
الاثنين 14 يناير 2019