ما هو الاضراب عن الطعام، وكيف يقرر الأسير أن يخوضه، ما هي مراحله، وكيف تتطور الحالة الصحية للأسير خلال فترة الإضراب.
تساؤلات كثيرة يتداولها العقل والقلب بحثاً عن الإجابة.. وبعد درسة إضراب الأسرى من خلال الحديث لمن مروا بهذه التجربة وعايشوها وعلى رأسهم الشيخ خضر عدنان.
يقول خضر عدنان "الإضراب عن الطعام هو أن يمتنع المضرب عن الطعام كوسيلة للاحتجاج السلمي على قضية معينة، وفيها يكتفي الشخص بشرب الماء فقط طوال فترة إضرابه، وفي بعض الاضرابات يقوم الشخص بتناول المغذيات والفيتامينات، أو السكر والملح".
ويضيف عدنان "ما يجعل الأسير قوياً في الإضراب هو ايمانه واستشعاره بأنه يؤتمن على قضية فلسطينية وليس قضية شخصية، وأن أي تراجع يقوم به الأسير سيسجل فشلا وهزيمةً بحق الأسير وشعبه، وبالتالي فالأسير يعتبر نفسه في معركة مقاومة ونضال".
من جانبه مدير عام نادي الأسير في رام الله عبد العال العناني أن الاضراب يأتي ليحتج الأسير على قرار ما أخذ بحقه، أو يكون مطلبياً لتحسين الحياة الانسانية والمعيشية داخل سجون الاحتلال، أو أن يكون الهدف سياسياً مثل رفض سياسة الاعتقال التعسفي، فيقوم الأسير بأخذ هذه الخطوة كوسيلة ضغط على قوات الاحتلال للامتثال لمطالبه. اضاف” بمجرد إعلان الأسرى للإضراب عن الطعام تبدأ لجنة مصلحة السجون بفض الغرفة وتفريغها من كافة المقتنيات كالتلفاز والمراوح، كما ويستهدفون رموز وقيادة التنتظيمات داخل السجون كوسيلة ضغط وتشتييت للأسرى، أو يقومون بتحويلهم للعزل الانفرادي ويرسلون البعض لسجون أخرى".
وأضاف العناني أن النادي يقوم بتصعيد عمله وإرسال أكبر عدد من المحامين لتغطية حالات الأسرى والإطلاع على الإجراءات التي تتخذ ضدهم، متابعاً "يتم عمل تقرير عن حالات الأسرى والمعلومات التي تصلنا من المحامين وبدورنا نقوم بإرسالها لوسائل الإعلام لتقوم بنشرها".
مراحل الاضراب
يقول الدكتور سمير قطامش، المختص في التغذية أنه وبعد يوم ونصف من قرار الاضراب يستهلك الجسم السعرات الحرارية التي اكتسبها من آخر وجبة تناولها الاسير، ليبدأ الجسم بعدها باستهلاك أنسجته، وبالتالي يفقد المضرب كمية كبيرة من الكتلة العضلية إضافة لفقدان كمية كبيرة من سوائل الجسم التي تشكل 78% من تركيبة الجسم”.
ويوضح قطامش ان الاسير وبعد ٧٣ ساعة من الاضراب ينتهي مخزون الطاقة داخل كبده وعضلاته، ويفقد وزنه بشكل كبير، واذا استمر المضرب أكثر من ذلك فسيبدأ بفقد التوازن الكيماوي الداخلي لمختلف أنواع الأملاح الموجودة في الجسم، وبالتالي يفقد الجسم العناصر المعدنية الأساسية ويفقد ايضا طاقة جسمه بالكامل.
ويتابع قطامش "بعد ذلك يدخل المضرب في المرحلة الثالثة من الاضراب وهي الاشد خطورة وفق ما يؤكد خضر عدنان حيث يكون الاسير “ مقتنعا تماماً أنه في هذه المرحلة إما أن يطلق سراحه أو أن يموت شهيداً وبالتالي يستمر في الإضراب”.
والمرحلة الثالثة من الاضراب تشمل الأعضاء الداخلية من الجسد مثل القلب والرئة والجهاز العظمي العضلي، حيث تبدأ هذه الاعضاء بالضمور تدريجيا. يقول الدكتور قطامش” تبدأ جميع هذه الاعضاء بالتآكل ويبدأ الجسم بالتهام نفسه، وهذا ما يعرض ايا من هذه العضلات الى احتمال التوقف عن العمل بما في ذلك القلب، كما تتأثر وظائف اغلب اعضاء الجسد”.
واستثنى الدكتور الأسرى الذين يعانون من مشاكل صحية أخرى كالقلب والضغط والسكري، موضحاً أن هؤلاء يتعرضون لضغط جسماني وأن الإضراب يشكل خطر على حياتهم من اليوم الأول.
ترميم الجسد
ووفق قطامش فإن الاسير المضرب بعد المرحلة الثانية يكون أمام خيارين الأول هو الاستشهاد، والآخر هو فك الاضراب. موضحا ان فك الاضراب في حقيقة الامر لا ينهي معاناته. اضاف” يظهر التعب والإرهاق بشكل واضح على المضرب، ويكون وضعه حرجاً، وعندما يقرر إنهاء الإضراب فإن جسمه يبدأ بترميم الأضرار التي لحقت به، ولكن في بعض الأحيان وخصوصاً في الإضرابات الطويلة فإن بعض هذه الأضرار تكون غير مستردة أي أنه لا يمكن ترميمها وبالتالي يضطر الأسير أن يتعايش مع هذه الأضرار طوال حياته”.