بحث إسرائيلي يحذّر من الانسحاب الميداني في الضفة

الاحتلال
حجم الخط

نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، بحثًا عسكريًا جديدًا يحذر من أي انسحاب ميداني في الضفة الغربية، بزعم أن ذلك يحمل مخاطر وجودية على "إسرائيل"، في حين أن تجاهل هذه المخاطر يعبر عن فقدان للمسؤولية، واستهتار مكلف.

وأعد البحث الجنرال الإسرائيلي غرشون هكوهين، الرئيس السابق للكليات العسكرية وقيادة التجنيد، ونشره تزامنًا مع الحديث المتزايد عن صفقة القرن الخاصة بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

 وجاء فيه أن أي انسحاب مستقبلي من الضفة الغربية سيضع إسرائيل أمام خطر وجودي، وذلك استنادًا إلى آراء ومواقف حصل عليها من كبار أقطاب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من السابقين والحاليين".

وأوضح هكوهين، الذي خدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من أربعين عامًا، وقاد معارك عسكرية في مواجهة مصر وسوريا، أن "المخاطر من أي انسحاب إسرائيلي من الضفة الغربية تزداد مع التغير الجوهري الذي طرأ على ساحات الحروب في العقود الأخيرة، وتحولها من مواجهة تقليدية بين جيوش نظامية إلى مواجهة ينخرط فيها السكان المدنيون، ما يتطلب الاستمرار في التواجد الإسرائيلي داخل المناطق، وعدم تسليمها للفلسطينيين".

وأشار إلى أن "البحث أصدره مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية، ووضع جملة سيناريوهات يمكن أن تتطور أمام الجيش الإسرائيلي حين ينسحب من مناطق (أ و ب) في الضفة الغربية، فهو يحذر مما حصل في جنوب لبنان وقطاع غزة حين تم الانسحاب منهما في العام 2000 و2005 على التوالي، بحيث أن المنظمات الفلسطينية المسلحة سوف تحول منازل الفلسطينيين إلى ساحات للقتال، وتحول الشوارع إلى حقول ألغام ومخازن للأسلحة والوسائل القتالية".

وأكد أنه "يصعب جدًا في هذه الظروف الفصل بين المديين العسكري والمدني في الضفة الغربية، فساحات القتال تأخذ بالتوجه رويدا رويدا مع مرور الوقت إلى المناطق السكنية المزدحمة، وهناك مشكلة إضافية قد تواجه إسرائيل تتمثل في نقل تجربة حفر الأنفاق من غزة إلى الضفة الغربية، التي ستكون أراضي الدولة الفلسطينية، ومن ثم تصل هذه الأنفاق إلى داخل دولة إسرائيل"، بحسب ما جاء في الحث.

وأوضح أن "إجبار الدولة الفلسطينية المستقبلية على نزع سلاحها أمر غير قابل للتحقق، لأن لدينا فشلا مزلزلا في تجربتنا مع قطاع غزة، حين تم الحديث رسميا في اتفاق أوسلو عن نزع السلاح منه، وبالتالي فإن المنطق القتالي الذي يسير وفقه حزب الله، وتعتمده حماس، قابل للانتقال إلى الضفة الغربية بعد الانسحاب الإسرائيلي منها".