بقلم: د. رانيا اللوح

كفى بالوطن تنكيلاً

د. رانيا اللوح
حجم الخط

ما زال الحديث عن المنحة القطرية المهينة حديث الشارع الفلسطيني، والإعلام على وجه العموم، حيث شعرت حركة حماس بابتزاز واضح وفاضح في آلية وحيثيات وصول المنحة القطرية وما يصاحبها من اشتراطات.

الشارع الغزي تحديداً والمراقب لأدق تفاصيل أسباب وحيثيات '' العطايا القطرية '' لم يعد يخفي سخريته واشمئزازه، ووسائل التواصل الاجتماعي أيضاً لم تتوانى لحظة في جعلها مادة للسخرية تارة ،وكأحد مسببات القهر والغضب تارة أخرى.

شعبنا الفلسطيني الذي مارس وعاش وعشق النضال والفداء في سبيل الوطن، دون أي مقابل مادي لم يرق له هذا الموضوع برمته.. وبات معلوما لدى الجميع أن العمادي ليس نصيرا للقضية الفلسطينية ولاهو وسيطاً نزيه، فالعمادي لم يقدم مثلاً دعما لتقوية وتعزيز صمود المقدسيين، ولم يلعب دوراً في تعزيز المصالحة الفلسطينية، بالعكس تماماً فدوره بات مفضوحا، ففي لقاء اعلامي بغزة شدد العمادي بل ودعا الشباب للخروج إلى الحدود، ومؤخراً أصبح يطالب بوقف مسيرات العودة مقابل مبالغ من الدولارات، ويطلب ذلك من قيادة حماس بكل وقاحة، في محاولة قذرة منه لتغيير وتقزيم مفهوم النضال لدى الشباب الفلسطيني.

حماس شعرت مؤخراً بحرج شديد أمام شعبنا الذي يمتلك قدر عال من الوعي والتمييز، ورفضت استلام المنحة ربما في محاولة منها لتحسين شروط التسليم، وليس من باب رفض المبدأ. في ظل المعطيات الموجودة، نرى أن قطر وبما أنها أداة تنفيذ، ستتأرجح التفاهمات الحمساوية الإسرائيلية بين الفينة و الأخرى، وفق الرؤية والمصلحة الإسرائيلية، ستظل هذه التفاهمات عبارة عن ''رقع تشوه الثوب الفلسطيني".

قطر تنفذ الهدف الإسرائيلي '' بإبقاء الغزيين يتنفسون فقط، كي لايموتوا غرقاً '' رغم أنهم يموتون غرقاً فعلاً، وأبو سيدو لن يكون الغريق الأخير.

والهدف الأخطر على الإطلاق أن قطر هي من تقوم بفصل ، بل وتعزيز الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية، وهذا ماصرح به اليوم مصدر سياسي في حكومة نتنياهو؛ ووصفه بالانجاز الكبير الذي حققه نتنياهو من خلال سماحه بادخال الأموال القطرية لغزة، والسؤال المهم بعد هذا التصريح الخطير هل بقي لنا أن ندافع عن هذه الأموال؟! في هذه المرحلة الحرجة، وكي لايأخذ أي من الفصائل الفلسطينية '' إثم '' العبث بالوطن والقضية الفلسطينية، على الجميع التخلي عن الأنانية ومغادرة مربع الاستعلاء، والنزول لرغبة الشارع الفلسطيني، ولما فيه مصلحة للوطن والكل الوطني، والتوجه لصناديق الانتخابات، وكفانا بالوطن تنكيلا.