حذّر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني د. عماد عمر، من خطورة قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، طرد المراقبين الدوليين من منطقة الخليل في الضفة الغربية بحجة أنهم يعملون ضد المصالح الإسرائيلية.
وأضاف عمر، في تصريح وصل وكالة "خبر" اليوم الخميس، أنّ هذه الخطوة من شأنها أنّ تُعطي الضوء الأخضر لقطعان المستوطنين لإرتكاب مزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين المدنيين الأمنين في مدينة الخليل، خاصة أنّه يرتفع في هذه المدينة أعداد المستوطنين كون المنطقة من مناطق الصراع لما تشهده من اعتداءات مستمرة للمستوطنين وخاصة في محيط الحرم الإبراهيمي.
وبيّن أنّ تشكيل هذه القوة يعود لعام 1994 وفق اتفاقية أبرمت بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وبقرار دولي، عندما أقدم الصهيوني باروخ جولدشتاين بارتكاب جريمة بحق المصلين بالحرم الإبراهيمي راح ضحيتها 29 شهيدًا فلسطينيًا وإصابة قرابة 150 آخرين.
وأشار عمر، إلى أنّ هذه الخطوة تأتي في إطار استخافاف إسرائيل خاصة في ظل سيطرة حزب "اليمين المتطرف" الذي يقوده "نتنياهو" على سدة الحكم في إسرائيل بكافة الاتفاقات الموقعة بينهم وبين الفلسطينيين وفي مقدمتها اتفاق أوسلو إلى جانب تنصلها من كافة القرارات والقوانين الدولية، ومغازلة نتنياهو للمستوطنين لكسب أصواتهم في معركته الداخلية في انتخابات الكنيست الإسرائيلي المزمع إجراءها في إبريل المقبل.
كما طالب مؤسسات المجتمع الدولي وكافة الدول الراعية للسلام بالوقوف عند مسؤولياتها تجاه ما يُرتكب من جرائم ضد الفلسطينيين بتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين في مدن الضفة الغربية والقدس وعلى حدود قطاع غزة لحماية المواطنين الامنين من جرائم واعتداءات قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين.
وفي ختام حديثه، دعا عمر، القيادة السياسية الفلسطينية لوضع التدابير التي من شأنها أن تواجه سياسة الاحتلال خاصة في ظل ما يرتكب يوميًا من إعدامات والتي كان أخرها بالأمس بقتل الفتاة "سماح مبارك" في مدينة القدس المحتلة، إلى جانب حالة التوغلات والاعتقالات ومصادرة الأراضي عبر وضع إستراتيجية وطنية موحدة لاستعادة الوحدة الوطنية والتنصل من اتفاق أوسلو وتوابعه التي لن يتبقى منها سوى التنسيق الأمني الذي يخدم الاحتلال الإسرائيلي.