تسببت وفيات جماعية ناتجة عن الاستعمار الأوروبي للأمريكيتين، في تبريد الجو في غلاف الأرض لدرجة خطيرة.
ويعتقد الخبراء أن تدفق الأوروبيين واندلاع الحرب في القرن الخامس عشر، أدى إلى تحول بيئي نتج عنه انخفاض في درجات الحرارة المحلية.
ويعود السبب في ذلك إلى أن مساحات الأراضي الزراعية أصبحت مهجورة بعد وفاة الملايين من السكان الأصليين.
ونتيجة لذلك، استهلكت الأشجار والنباتات مستويات متزايدة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، ما أدى إلى ما يشار إليه بأنه "العصر الجليدي الصغير"، وفقا للباحث المشارك في الدراسة، ألكسندر كوخ، من كلية لندن الجامعية.
ودرس فريق البحث البيانات السكانية منذ عام 1492 فصاعدا، لمعرفة أثار الصراع والمرض.
وحمل المستوطنون والجنود أمراضا أوروبية مثل الجدري والحصبة والتيفوئيد والإنفلونزا، التي عصفت بالمجتمعات الأمريكية.
ونتيجة للوفيات الناجمة عن هذه الأمراض والصراعات القائمة، هُجرت الأراضي التي كانت بحجم فرنسا الآن، ما خفض تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنسبة 7 إلى 10 أجزاء في المليون (7 إلى 10 جزيئات ثاني أكسيد الكربون في كل مليون جزيء في الهواء).
ويقول الباحثون إن نصف الكرة الأرضية الشمالي شهد انخفاضا ملحوظا في درجات الحرارة في ذلك الوقت (بين عام 1500 وعام 1600)، في ما يعرف باسم "العصر الجليدي الصغير".
ومن المثير للاهتمام أنه بإمكاننا رؤية العمليات الطبيعية التي تنتج القليل من التبريد، ولكن للحصول على تبريد كامل، أي هذه العمليات الطبيعية، فإنه يجب الحصول على انخفاض لثاني أكسيد الكربون ناتج عن تلك الإبادة الجماعية.