بالصور: دراسة أكاديمية تحذّر من بلقنة العالم العربي خدمةً لمصالح "إسرائيل"

الفقعاوي
حجم الخط

منحت جامعة الأزهر بغزة، أمس الاثنين، الطالب محمود حلمي الفقعاوي، درجة الماجستير في دراسات الشرق الأوسط، عن أطروحته الموسومة بـ"استراتيجية التجزئة الإسرائيلية تجاه دول الجوار العربي 2011-2017م".

وتكونت لجنة المناقشة والحكم من أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الأزهر الأستاذ الدكتور رياض الأسطل مشرفًا ورئيسًا، وأستاذ التاريخ والعلوم السياسية الأستاذ الدكتور أسامة أبو نحل مناقشًا داخليًا، وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة الأقصى الأستاذ الدكتور عبد الناصر سرور مناقشًا خارجيًا.

وتناول الباحث في دراسته المخطط الإسرائيلي القائم على تجزئة الدول العربية عامة، ودول الجوار العربي خاصة، استكمالًا للمشاريع التي وضعتها وخططت لها الدوائر الاستعمارية التي كنت تهدف إلى فصل مشرق الوطن العربي عن مغربه، عن طريق زرع الكيان الصهيوني في قلب العالم العربي، والتفرد بأقاليم المشرق العربي كلًا على حدة، وذلك من خلال سلسلطة من الاتفاقيات والمعاهدات التي مهدت لتمزيق تلك الأقاليم، كاتفاقية سايكس- بيكو، وتصريح بلفور، ثم معاهدات الصلح والتسوية مع كل من الدولة العثمانية وألمانيا.

وأشارت الدراسة، إلى ان ما يجري اليوم في العالم العربي ليس إلا استكمالًا لما خطط له سابقًا.

وبحسب الدراسة، فإن استراتيجية التجزئة الإسرائيلية تجاه دول الجوار العربي تهدف إلى اختراق المنطقة العربية برمتها، بغية اصطناع دويلات هزيلة يسهل السيطرة عليها، والقيام بنهب ثروات ومقدرات الشعوب العربية القائمة فيها، وضمان أمن "إسرائيل".

ولفتت الدراسة، إلى أن إسرائيل تستخدم أدوات ووسائل عدة لتحقيق تلك الاستراتيجية عن طريق ضرب مكونات المنطقة العربية، سواء كانت طائفية أم مذهبية أم إثنية أم قومية، بهدف إشعال الحروب الأهلية بين مكونات المجتمع العربي.

وجاء في متن الدراسة أن الاستراتيجية التي تعتمدها إسرائيل للهيمنة على المنطقة العربية قائمة على فكرة أساسية، هي بلقنة المنطقة لاعربية، أي تفتيتها إلى وحدات صغيرة قدر الإمكان، لأنها تعتبره الواقع المثالي الذي يكفل لها وضع مخططاتها التوسعية موضع التنفيذ.

ووفقًا للدراسة، فإن التحديات الخارجية تشكل عامل إعاقة لنهضة الأمة العربية، ومصدر قلق على حاضرها ومستقبلها في شتى المجالات، حيث لا زال التحدي الأخطر الذي تواجهه الأمة هو تحدي التجزئة والتفتيت.

وتتلخص مشكلة الدراسة، في أن الواقع العربي الضعيف على كافة النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، والفارق في صراعات داخلية، يتعرض لاستراتيجية تجزئة ممنهجة من كل من إسرائيل وأعوانها القائمين على رأس الهرم في الدول الإمبريالية، دون أن تنتبه دول المنطقة العربية، بشكل جدي، لما يخطط لها والذي يهدف إلى استنزاف ثروات الأمة العربية والحفاظ على أمن إسرائيل ووجودها.

وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها: أن مخططات تقسيم العالم العربي وتفتيته، هي مخططات قديمة- حديثة، ولكن كل مرحلة لها أدواتها وآليات عملها التي تفرضها ظروف المرحلة ذاتها، والأوضاع الإقليمية والدولية السائدة فيها.

ومن النتائج، أن كل الدلائل تشير إلى أن إسرائيل ماضية قدمًا في تحقيق هدفها الاستراتيجي لتجزئة الدول العربية، إضافة لسعي الدول والقوى أصحاب المشروع الصهيو- أمريكي إلى تجزئة الدول العربية إلى دويلات وإمارات وأقاليم متناحرة، بمعنى آخر محاولة فرض اتفاقية سايكس- بيكو جديدة على المنطقة العربية تهدف إلى تقسيم ما كانت قد قسمته في عام 1916م.

ومن نتائج الدراسة كذلك أنه لا تستطيع إسرائيل ممارسة سياستها التوسعية ولا حتى البقاء كدولة مسيطرة في منطقة الشرق الأوسط إلا من خلال حليف أو حلفاء أقوياء يدعمون بقاءها ويمدونها بكل ما تحتاجه من مساندة مادية ومعنوية.
الفقعاوي2.jpg
الفقعاوي1.jpg