عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي قال :
اجتنبوا السبع الموبقات قالوا : يا رسول الله وما هن ؟ قال :
الشرك بالله ،
والسحر ،
وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق،
واكل الربا ،
وأكل مال اليتيم ،
والتولي يوم الزحف ،
وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات
***
عن النبي قال:
” اجتنبوا السبع الموبقات ”
“الشرك بالله,
والسحر,
وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق,
وأكل الربا, وأكل مال اليتيم, والتولي يوم الزحف,
وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ”
متفق عليه .
هذه السبع من الكبائر المهلكة فإن معنى الموبقات:
أي المهلكات وليست الكبائر محصورة في هذه السبع بل وردت نصوص في
بيان كبائر أُخرى كالحديث المتفق عليه ” ألا أنبئكم بأكبر الكبائر “, ثلاثاً قلنا:
بلى يا رسول الله, قال:
” الإشراك بالله,
وعقوق الوالدين,
وشهادة الزور “,
وكان متكئاً فجلس فقال:
” ألا وقول الزور ” ومازال يكررها حتى قلنا ليته سكت.
لنوضح اكثر سوف اشرح هذه السبع
الموبقة الأولى:
الشرك بالله هو أن يجعل العبد ندا لله من مخلوقاته,
أي مثيلاً في صرف العبادة إليه, سواء صرف كل العبادات أو بعضها و :
” إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَار”
الموبقة الثانية:
السحر السحر في الشرع مختص بكل أمر يخفى سببه ويتخيل على غير حقيقته
ويجري مجرى التمويه والخداع :
” يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ”
ذكره الله بعد الشرك, لأنه داخل في الشرك فكثير منه لا يتوصل إليه إلا بالشرك,
والتقرب إلى الشياطين بما تحب, فالسحر من تعليم الشياطين.
* عن أبي موسى رضي الله عنه: أن النبي قال:
” ثلاثة لا يدخلون الجنة:
مدمن خمر،
وقاطع رحم،
ومصدق بالسحر”
رواه أحمد، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي
*وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله يقول:
” إن الرقى، والتمائم، والتولة شرك ” رواه أحمد وأبوداود وابن ماجة والحاكم وصححه ووافقه الذهبي
* قال الذهبي في كتاب الكبائر ( ص 34 ): ” التِّوَلَةُ: نوع من السحر، وهو تحبيب المرأة إلى زوجها ” .
* قال :” من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد :pbuh: ”
الموبقة الثالثة:
قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق :
” ومَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ”
و :
” مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ”
الموبقة الرابعة:
أكل الربا ,الربا في الشرع هو الزيادة في أشياء مخصوصة.
قال القرطبي: إن الشرع قد تصرف في هذا الإطلاق فقصره على بعض موارده.
فمرة أطلقه على: كسب الحرام . كما في اليهود :
” وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ ”
ولم يرد به الربا الشرعي الذي حكم بتحريمه علينا وإنما أراد المال الحرام كما :
” سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ” يعني به المال الحرام من الرشاوي،
وما استحلوه من أموال الأميين حيث قالوا: ” لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ ”
وعلى هذا فيدخل فيه النهي عن كل مال حرام بأي وجه اكتسب :
” الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ”
الموبقة الخامسة:
أكل مال اليتيم :
" إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا "
الموبقة السادسة:
التولي يوم الزحف هو الفرار من الجهاد ولقاء العدو في الحرب،
والزحف: الجيش يزحفون إلى العدو أي يمشون يقال: زحف إليه زحفاً إذا مشى نحوه .
:
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ *
وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ
اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ”
الموبقة السابعة:
قذف المحصنات المؤمنات الغافلات أصل القذف الرمي بالحجارة،
وهو هنا رمي المرأة بالزنا، أو ما كان في معناه :
” إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ *
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *
يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ”
هذه عقوبة القاذف في الآخرة أما في الدنيا فهو اللعن كما :
” وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا
تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ”
وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
***
ما هي السبع الموبقات، وهل صاحبها يدخل النار؟
السبع الموبقات بينها النبي - - في الحديث الصحيح رواه الشيخان البخاري ومسلم في
الصحيحين عن النبي - - أنه قال:
(اجتنبوا السبع الموبقات - يعني المهلكات - قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال:
الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق،
وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)
أعظمها الشرك وهو المهلك الذي ليس معه رجاء،
إذا مات عليه الإنسان فله النار مخلداً فيها أبد الآباد :
(إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)
و : (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
و :
(مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ)
والسحر من الشرك؛ لأنه عبادة للجن واستعانة بالجن في إضلال الناس،
والساحر هو الذي يتعاطى ما يضر الناس بواسطة الجن وعبادتهم من دون الله فتارة،
يتعاطى ما يضرهم من أقوال وأعمال ونفث في العقد
وتارة بالتخييل حتى يرى الشيء على غير ما هو عليه كما قال في حق سحرة فرعون يقول سبحانه:
(يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى)،
و في حقهم: (فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ)
فالساحر تارة يعمل أشياء تضر الناس بواسطة الجن وعبادتهم من دون الله من أقوال وأعمال و
نفث في العقد كما : (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ)،
وتارة بالتخييل حتى يرى الأمور على غير ما هي عليه فيرى الحبل حية ويرى العصا حية
ويرى الحجر بيضة، ويرى الإنسان على غير ما هو عليه،
وما أشبه ذلك فهو من جملة الكفرة والواجب على ولي الأمر ولي أمر المسلمين و
أمير المسلمين متى ثبت السحر عند الحاكم وجب قتله،
متى ثبت السحر عند المحكمة وجب قتل الساحر ولا يستتاب بل يقتل لأن شره عظيم،
وقد ثبت عن عمر - رضي الله عنه - عن أمير المؤمنين - رضي الله عنه - أنه كتب إلى أمرائه في
الشام وغيره أن يقتلوا كل ساحر وكل ساحرة لعظم شرهم وخطرهم،
أما قتل النفس التي حرم الله فذلك جريمة عظيمة يقول الله فيها:
(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)
قتل النفوس من أعظم الجرائم؛ لكنها كبيرة دون الشرك،
من جنس المعاصي التي هي كبيرة كالزنا والسرقة ونحو ذلك،
ليس بكافر إلا أن يستحل ذلك ولهذا في حقه سبحانه:
(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)
خالداً فيها إن استحل ذلك،
وإن لم يستحل فهو خلود مؤقت له نهاية خلود أهل المعاصي خلود مؤقت له
نهاية أما خلود الكفار فليس له نهاية يقول - -:
(اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال:
الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق)
القتل بالحق زاني محصن يرجم،
إنسان قتل نفساً بغير حق وهو مكافئ له يقتل،
وجد ما يوجب قتله يقتل كقطع الطريق الذي يقطع الطريق،
يعني يتعرض للناس بأخذ أموالهم في الطرقات أو ضربهم أو قتلهم يقتل لشره وعظم شره. الرابع:
أكل الربا، يتعاطى الربا المحرم الذي حرمه الله وقال فيه جل وعلا:
(وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) و :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ *
فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ)
فأكل الربا من الكبائر، فالواجب الحذر منه، والربا أنواع:
ربا نسيئة وربا فضل ربا، فضل مثل بيع الدرهم بالدرهمين،
صاع من الحنطة بصاعين من الحنطة، هذا ربا فضل،
صاع من الرز بصاعين من الرز، يعني من جنسه هذا ربا فضل لا يجوز،
ربا النسيئة: مثل يبيع صاع من الحنطة بصاعين من الشعير مؤقت بعد يوم بعد يومين يعني
ما يقبض إلا بعد المجلس هذا ربا نسيئة يبيع مائة دولار بمائة جنيه أو
بعشرة جنيهات في غير المجلس ما تقبض في المجلس هذا يسمى ربا النسيئة،
يبيع مثلاً صاع بر بصاعين شعير من غير تقابض،
فهذا يسمى ربا نسيئة أو يبيع مثلاً عشرة دولارات بعشرين دولار إلى أجل هذا ربا نسيئة......
أيضاً هذا ربا وهو من أكبر الكبائر.
والخامس: أكل مال اليتيم وهو الذي مات أبوه وهو صغير دون البلوغ يسمى يتيم الواجب الإحسان إليه
وحفظ ماله وتنميته، والإصلاح فيه فالذي يفسد مال اليتيم ويأكل ماله بغير حق في
هذا وعيد شديد؛ لأنه ضعيف يتعدى عليه ويأكل ماله هذا متوعد بهذا الوعيد الشديد وليس
بكافر لكنه عاصي إذا لم يستحل ذلك.
السادس: التولي يوم الزحف عندما يلتقي المسلمون بالكفار ينهزم يخلي إخوانه يوم الزحف
يوم زحف الكفار على المسلمين أو زحف المسلمين على الكفار الذي
ينهزم ويترك إخوانه متوعد بهذا الوعيد الشديد(إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ) إلا إذا
تأخر ليستعد وليحضر سلاحه يلبس درعه الاستعداد للقتال،
يعني هذا لا يضر أو منتقل من فئة إلى فئة ينتقل من صف إلى صف أو
من جماعة إلى جماعة لمكيدة العدو.
السابع: قذف المحصنات الغافلات المؤمنات، الذي يقذف بالمحصنات وهو من
أطلق بالزنا يقول فلانة زانية فلانة تدعو إلى الزنا وهو كاذب هذا من السبع الموبقات،
يستحق جلد ثمانين جلدة كما :
(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً)
قذف المحصنات كبيرة من الكبائر،
وهكذا المحصن من الرجال لكن لما كان الغالب قذف النساء جاء الحديث للنساء،
وإلا إذا قذف المحصن من الرجال قال أنه يزني فعليه أن يأتي بأربعة شهداء،
وإلا يجلد بثمانين جلدة، هذه السبع الموبقات يعني المهلكات لشدة خبثها نسأل الله العافية.
أبو عبيدة: نبارك عملية بئر السبع التي نفذها أحد أبطالنا
06 أكتوبر 2024