سليم النفار " ضياع "

 سليم النفار
حجم الخط

وحيداً ...

يرى غيرَ ظلِّهْ

ولا شيءَ غيرُ الظلال ْ

.. ...

وحيداً ...

يقول ُ الأغاني ؛

ينحني في موجة ٍ ،

تشتهي زمنا ً يُقال ْ

و لكنَّه ُ :

هارب ٌ نحو التكايا

يفتشُ عن تفاسيرِ المآل ْ

هنا من زمان،

كانت ِ الناس ُ على مهل ٍ تُربّي حُبَّها ،

متساميا ً ، متناسقا ً ،

دونما قصدٍ

بعيداً عن بلاغات ٍ تمورْ

وكانت ْ له ُ أسماؤه ُ العُليا

على فلك ٍتُجاهر ُ عزفها ،

وتدور ْ

كذلك َ قالَ قلب ُ الفتى ،

فيما اهتدى

ولكن ْ :

تذوب ُ الآن َ أفئدة ُ الهوى ،

متلاشيا ً ظلُّها في جُبَّة ٍ

ملؤها مكرُ العصور ْ

وحيدا ً يا فتى

قالت ِ الأيام ُ فيك َ سرّها

هل ْ ترى ما يغور ْ ؟

وحيدا ً...

يرى ما لا يُرى ؛

وتقتلهُ الرؤى في شِرْكها المسحور ْ

وحيدا ً

على شرفة ٍ ، هالك ٌ وقتُها

تضيقُ الأماني ،

ولا غيم َ يأتي هنا من سؤال ْ :

فيا بحر الأساطير ِ دُل َ الغريب ْ

قُل ْ له ُ :

هل ْ ينتهي وعدنا ،

يرتوي برّنا من شقاء ٍ مُريب ْ ؟

هنا ... من زمانٍ لست ُ أدري

شربنا أسى ً من كؤوس ٍ ؛

 

بنا ذاتها الآن ْ

 

أَمَا حان َ الفِطام ُ يا درب ُ ؟

تعبنا من رحيل ٍ

ولا برَّ يأتي

ولا صبح ٌ إلينا الآن َ ينجذب ُ

خذي كلَّ شيءٍ

هنا يا بلاد ُ

وأعطِ الفتى حلمهُ 

عمراً جميلا ً يُستعاد ُ

تعبنا من حروب ٍ

ومن تأويل ِ كرب ٍ

بنا لا يُستفاد ُ

فهل ْ هكذا نحيا :

خرافا ً الى السّلخ ِ ،

أو خرافا ً تُقاد ُ ؟

وحيداً يقول ُ الفتى

وحيداً يُجيب ُ الصدى

" أضاعوني وأيَّ فتىً أضاعوا "