قبل أن أبدأ مقالي هذا يجب تعريف كلمة كاريزما والتي يتمتع بها القائد محمد دحلان فهي كلمة يونانيه وتعني " النعمة أو هبة الله " ..
وبالإنجليزية تعني " الشخصية القيادية التي تميزه عن الآخرين " ..
ولو تتبعنا مسيرة دحلان على سبيل المثال وليس الحصر لوجدنا شخصيته تميل إلى القيادة وحبه للتواصل مع الجميع .. محمد دحلان نشأ في مخيم خانيونس بقطاع غزة لأسرة هجرت من بلدة حمامة في فلسطين المحتلة . عاش وترعرع في هذا المخيم في ظروف إقتصادية صعبة كأي لاجئ فلسطيني لكن ما كان يميزه هو حبه لبلدته الأصلية حمامة ومجالسته لكبار السن والاستماع منهم عن معاناة الهجرة ومجازر الصهاينة فبدأت شخصيته تصقل منذ طفولته بالوازع الوطني وحبه لفلسطين ..
وما إن إشتد عوده وأصبح شاباً وجد نفسه مع زعيم المناضلين رحمه الله أبو على شاهين الذي وجد في دحلان صفات القيادة والوطنية وبدأوا سوياً تشكيل الشبيبة الفتحاوية التي أصبحت عنوناً ورقماً لحركة فتح ..
كان أبو عمار رحمه الله يعشق محمد دحلان ويقول له إني أرى فيك فلسطين وقد تحررت بيدك وبيد شباب فلسطين من أمثالك .. تعرض دحلان للإعتقال والتعذيب على يد الصهاينة ثم أبعدوه خارج فلسطين ليبدأ صفحة جديدة من النضال والتواصل مع شعبه ولاشك أن هناك الكثير من المحطات التي عايشها دحلان ساهمت بالطبع في تكوين الصفات القيادية فهو يملك الثقة بالنفس وقدرة على إقناع الآخرين ويتواصل مع شعبه بكل شفافية .. لا يميز هذا عن ذاك ومن منطلق الوطنية والحرص على شعبه بعد أن تعرض لأقصى حصار على يد أبناء جلدتنا في رام الله وفشل حركة فتح وتراجعها إستطاع بحنكته وقيادته الوازنة أن يشكل التيار الإصلاح الديمقراطي الذي جمع معظم القيادات والعناصر الفتحاوية الغيورة على حركة فتح ويعلن فتح واحدة وموحدة وتمد يدها للكل الفلسطيني دون إقصاء أو تعالي على أحد وهكذا إستطاع هذا القائد أن ينجح بمساعدة الخيرين في تقديم الدعم الصحي والتعليمي ومساعدة الكثير من الأسر المعوزة والمشاريع الإنسانية في غزة والضفة والقدس تشهد لهذا القائد أنه إبن فلسطين الذي يعمل ويكافح من أجل فلسطين ليس على المستوى الإنساني فحسب بل أيضاً على المستوى السياسي وهو من بادر في عملية المصالحة بين فتح وحماس في القاهرة وهو من أعلن رسمياً رفضه القاطع لصفقة القرن ورغم أن التيار الإصلاحي حديث الإنطلاق إلا أنه سجل نجاحات مذهلة وليس أدل على ذلك مشاركة مئات الآلاف من الشباب ذكوراً وإناث في أكبر مهرجان فى ذكرى أبوعمار وشعلة الثورة وهكذا هي الكاريزما الذي أحبها شعبه فيه بعد حبه وتفانيه لشعبه .