رحل نور الشريف عن الدنيا وفلسطين في قلب ابن ام الدنيا الذي كاد ان يكون فلسطينيا ، ولعله الفنان المصري الاكثر قربا من فلسطين وقضيتها طوال مسيرته الفنية والشخصية ، و " محمد جابر محمد عبد الله " هو نور الشريف الذي ولد قبل عامين من نشوء دولة اسرائيل في اكثر الاحياء الشعبية المصرية شهرة " حي السيدة زينب " ولعله الفنان الاكثر ثقافة الذي قدم للسينما العربية رؤية بصرية مميزة في جميع اعماله المثيرة للجدل ، واذا كانت مسيرته الفنية اشبعها النقاد نقدا وتحليلا لكن ما اود الحديث عنه هو الروح الفلسطينية لنور الشريف التي جعلته حاضرا دوما في كل المحافل الفلسطينية وصديقا مقربا لعدد كبير من الشخصيات الفلسطينية لدرجة انه كان يشارك في المجلس الوطني الفلسطيني في اكثر من دورة ، وله في قلوب الفلسطينيين الذين عرفوه عن قرب مكانة خاصة رأيته اول مرة في تونس يشارك الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات طعام العشاء ويناوله ابو عمار قطع الجبنة العكاوية بيده ويحدثه عن الجبن الدمياطي المصري ، وفوائد العسل اليمني مع الجبنة ، وله من القصص الطريفة مع الشاعر الراحل محمود درويش وكان صديقا مقربا له ، عرفته عن قرب في فترة الثمانيات في قبرص عندما زارنا مع مجموعة من الفنانين المصريين مع يوسف شاهين وامين العدل وغيرهم للمشاركة في سفينة الحرية التي كان مقررا ان تتوجه الى حيفا ومنعتها اسرائيل ، ولمست عن قرب الروح الفلسطينية لنور الشريف التي قد لا يعرفها البعض.
نور الشريف نموذج لفلسطينية مصر التي يحاول البعض هذه الايام تشويه صورتها ، فقد كان ابن حي السيدة زينب احد "الجدعان " الذي حمل فلسطين في قلبه ببساطة ابن البلد بدون تملق واستعراض هكذا هو نور الشريف الذي رحل عن الدنيا وفلسطين في قلب ابن ام الدنيا !
دمعة حب ووفاء فلسطينية لنور الشريف الذي كاد ان يكون فلسطينيا !