أطلق ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، محمية شرعان الطبيعية في محافظة العلا، كجزء من سلسلة من المشاريع الاستراتيجية الرئيسية، التي تقوم بھا الھيئة الملكية لمحافظة العلا.
وأوضح وزير الثقافة ومحافظ الھيئة الملكية لمحافظة العلا، الأمير بدر بن فرحان، أن "محمية شرعان الطبيعية وضعت معيارا جديدا في المنطقة لإعادة التوازن بين النظم البيئية"، لافتا إلى أنها تشمل إنشاء أكبر صندوق عالمي باسم "الصندوق العالمي لحماية النمر العربي".
وتهدف الهيئة الملكية لمحافظة العلا من خلال إطلاق الصندوق، إلى أن يكون "الأكبر من نوعه فـي العالم"، إذ سيمكن المشروع محميـة شرعان الطبيعية، بالإضافة إلى مواقع أخرى، لتكون منطقة مناسبة لإطلاق وإعادة توطين النمر العربي في المستقبل، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس".
ويركز تطوير المحمية الطبيعية على إعادة تأھيل النظام البيئي الطبيعي، وإعادة توطين الأنواع الأصيلة في المنطقة، وتطوير الغطاء النباتي عن طريق زراعة أشجار الأكاسيا الأصيلة، وإطلاق الأنواع البرية في المحمية طبقا للمقاييس العالمية، وتحديدا وفقا لإرشادات الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.
وخلال إطلاق المحمية، قام جوالي المحمية المحلية من أھالي العلا الذين تم تدريبھم من قبل الھيئة السعودية للحياة الفطرية بالتعاون مع كلية مويكا للحياة الفطرية في تنزانيا، بإطلاق 10 وعول و10 من طيور النعام أحمـر الرقبـة و20 غزالا في المحمية، إذ "تواجه ھذه الأنواع المحلية عدة تھديدات، وتتناقص أعدادھا بتسارع في مواطنھا الطبيعية".
وقال رئـيس قسم الطبيعة في الھيئة الملكية لمحافظة العلا، محمد سليم: "سيكون لإعادة تأھيل وتوطين النباتات والحيوانات المھددة بالانقراض في المحمية الطبيعية أثر كبير على التنوع البيولوجي في المنطقة"، مشيرا إلى العمل مع خبراء عالميين ومع الفريق المختص في الھيئة وأھالي العلا لاستعادة النظام البيئي الطبيعي في شرعان.
ويمثل إطلاق المحمية أحد مشاريع الھيئة الملكية لمحافظة العلا لتطوير المنطقة، حيث تحتضن العلا كنزا من المساحات الطبيعية الخلابة والحيوانات المعرضة للانقراض، بالإضافة إلى الإرث التاريخي الذي يتمثل في مجموعة غنية من الكنوز الأثرية والمدن القديمة، حيث جمعت المنطقة بين جبالھا وأراضيھا مجموعة من الممالك الحضارية كالمملكة الدادانية واللحيانية والنبطية.