قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني إن مؤتمر وارسو الذي تنظمه الولايات المتحدة الأمريكية يأتي في ظل حالة من الارباك الشديد التي تعاني منها الادارة الامريكية بعد ان فشلت حتى الان تطبيق صفقة القرن، فلقد حاولت في الربع الاخير من العام الماضي عقد مؤتمر في واشنطن وان تنفذ من خلال الاوضاع الانسانية في قطاع غزة وكما يعلم الجميع تكلل ذلك المؤتمر بالفشل نظرا لمقاطعة القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير له.
وأضاف العوض، خلال لقاء في برنامج ملف اليوم مع تلفزيون فلسطين، تعليا على مؤتمر وارسو ولقاءات موسكو: "أن المحاولة الحالية تنطوي في اطار البحث عن مخارج للولايات المتحدة الأمريكية تحاول من خلالها ان تحيي صفقة القرن مرة اخرى وهذا ينطلق من جانبين: الجانب الأول ان ترامب يريد ان يذهب للانتخابات الامريكية القادمة وقد حقق انجازا في السياسة الخارجية بعد التراجع الكبير التي تشهده السياسة الخارجية الأمريكية وايضا تزايد حدة الاعتراضات على سياسته الداخلية وبذلك هو يجاهد بأشكال مختلفة من اجل تحقيق نجاح قبل الانتخابات الامريكية القادمة وهو لن يتمكن من ذلك لوضوح الموقف الفلسطيني وصمود القيادة الفلسطينية ومواجهة كل هذه الضغوط التي مورست على الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية، ومن المتوقع ان تمارس اكثر خلال الفترة القادمة".
أما الجانب الثاني فأن المؤتمر الذي سيعقد في 13 و14 في وارسو يبدو وكانه يستبق ما تقوم به روسيا من خلال قمة سوتشي التي ستعقد في 13 و 14 كتأكيد على الدور الروسي المتنامي في المنطقة وعدم سماح روسيا للولايات المتحدة بان تستمر في غيها وتفردها ولذلك احسنت روسيا صنعا ان دعت الفصائل الفلسطينية اليوم ليكون موقف فلسطيني موحد رافض لصفقة القرن
وتابع العوض: "احسنت روسيا صنعا بان تعقد قمة سوتشي لتقول بان دول كبيرة الحجم تلعب دورا محوريا لترتيب الشرق الأوسط، وبالتالي ستبوء بالفشل محاولة الولايات المتحدة تبديل الاولويات ومحاولة خلق عدو وهمي في المنطقة العربية لتقدم دولة الاحتلال وكأنها عنصر الربط ما بين الناتو الاقليمي الذي تخطط له الولايات المتحدة".
وأضاف العوض: "نامل من الدول العربية المدعوة لمؤتمر وارسو بان لا تلبي هذه الدعوة كما فعلت بعض الدول واذا ذهبت هذه الدول فنحن نحذرها من مغبة ان تكون جسرا للتطبيع وجسرا لممارسة الضغوط على الشعب والقيادة الفلسطينية"، مشددا على أن القلم الذي رفعه الرئيس ابو مازن ذات يوم باسم فلسطين لا يمكن لاحد ان يوقع على تسوية سياسية غير عادلة وغير ممكنة الا الشعب الفلسطيني ممثلا بمنظمة التحرير.
وبين أن خلفية مقاطعة هذا المؤتمر التي ندعو لها تعود إلى عدم فهم الولايات المتحدة الرسالة الفلسطينية بعد وهي واضحة تمام الوضوح فالولايات المتحدة لم تعد راعيا مقبولا لاي بحث للقضية الفلسطينية طالما ما زالت القدس من وجهة نظرها عاصمة لدولة الاحتلال وطالما ترامب مازال متمسكاً بصفقته وطالما هذا الانحياز الكامل لدولة الاحتلال مازال مستمراً لا مؤتمر في وارسو.
واشار إلى أن المطلوب حالياً هو الذهاب لمؤتمر دولي تشارك فيه الدول دائمة العضوية في مجلس الامن مع توسيع المشاركة العربية والاقليمية والاساس تنفيذ القرارات الدولية. وشدد العوض على ان الهدف من مؤتمر وارسو هو خفض مستوى بحث القضية الفلسطينية الى طابع انساني وخدماتي فعندما تدعى الدول العربية وتجلس على ذات الطاولة مع نتنياهو فكأن الولايات المتحدة تقول بانها بدأت بتنفيذ المبادرة العربية بالمقلوب بدأت بالتطبيع وبذلك كسرت الموقف العربي المشترك وتريد توجيه رسالة بانها تريد ان الانفراد بالمنطقة وترتيبها ليس فقط في الموضوع الفلسطيني فحسب بل سترتب موضوع إيران وسوريا والعراق وتحاول خلق عدو وهمي للدول العربية متمثلاً في إيران
وفي ختام حديثه قال العوض ان مواجهة ذلك يتم بالثبات على الموقف الفلسطيني والذي تجمع عليه القوى الوطنية والإسلامية وعبر عنه ابو مازن في اثيوبيا وعبرت عنه الفصائل في موسكو وعلينا ان نتوجه للأشقاء العرب بان لا ينزلقوا إلى ما تدعو اليه الولايات المتحدة واعتقد ان العديد من الدول العربية ستحسب ألف حساب للموقف الفلسطيني الموحد فطالما الشعب الفلسطيني رافض صفقة ترامب نحن واثقون بانها لن تنفذ