شددت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، اليوم الجمعة، على أن قطاع غزة لن يهدأ أبداً إلا إذا نال حقوقه وحقوق شعبها كاملة في الحرية والتحرير والعيش بكرامة.
وقالت الهيئة في البيان الختامي للجمعة الـ47 لمسيرات العودة وكسر الحصار، إن غزة ستقاوم الظلم بكل الوسائل المشروعة والمكفولة لها دولياً وإنسانياً من أجل تحقيق أهدافها الوطنية.
وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن الهيئة الوطنية ل مسيرة العودة وكسر الحصار
في ختام فعاليات جمعة ( غزة عصية على الانكسار والانفصال )
يا جماهير شعبنا الفلسطيني العصي على الانكسار.
ها أنتم اليوم تثبتون لكل المراقبين ان الحصار و العقوبات الاجرامية المفروضة على غزة لم ولن تجبركم على الاستسلام أو التنازل عن حقكم الأصيل في الحرية والعيش بعزة وكرامة، وان الكرامة دونها الدم والجراح والشهداء، وأن كل قوى الأرض لن تجبركم على تغيير قناعاتكم بحقكم الثابت في رفع الظلم ودحر الاحتلال والعودة الى دياركم التي هجرتم منها قسراً عام 1948م.
قلتم للاحتلال لن تمر، ولن تنتصر ولن تبقى، وتصديتم له بصدوركم العارية وبجوع اطفالكم.
قلتم للحصار ما قاله شاعركم محمود درويش " وإنّى اذا ما جعت آكل لحم مغتصبي.. حذار حذار من جوعي ومن غضبي.
قلتم للأونروا: لن نقبل التلاعب بالمعونات المستحقة لأكثر من مليون لاجئ في قطاع غزة، ولن نقبل التلاعب بمستقبل أكثر من ربع مليون تلميذ في مدارس غزة، وهزمتم السياسة الامريكية الاجرامية بتجفيف المنابع عن الأونروا لشطب حق اللاجئين.
وقلتم لمن قطعوا الكهرباء والدواء، عن غزة منبت الثورة وعرين الثوار انها لا تستحق الاجرام بحق ابطالها، غزة المقاومة والمسيرة والصمود تقولون بعالي الصوت للعالم الظالم بان حقنا مكفول للعيش بكرامة دون حصار او عقوبات لمرضى وجرحى غزة لهم الحق في الدواء والعلاج والتعليم، ولشهدائها وعائلاتهم تؤدى التحيات ولجرحاها الذين قدموا أجسادهم من اجل عيون الوطن كل الكرامة ولأسراها الرابضين كالأسود خلف القضبان كل التبجيل، لذا يجب اعادة مخصصاتهم ليتمكنوا من العيش الكريم.
نقول للمحتل غزة عصية على الانكسار، والكسر والتركيع وفرض شروط الاستسلام عليها، ولأنها أصيلة، فإنها تزداد بعد كل محنة قوة وصلابة ولن يهدأ بال لأي مواطن أو صامت أو مترقب لاستسلامها، فهي من تملك زمام المبادرة وهي من تثبت عقارب البوصلة نحو القدس، وهي المنارة في عتمة الانهزام وسطوة الجلاد الأمريكي الصهيوني والتطبيع.
يا جماهير شعبنا العظيم:
يا من اندفعتم اليوم بعشرات الآلاف للإعلان عن موت الخوف وموت اليأس وموت التراجع في صفوفكم، ونحن معكم وخلفكم وإذ نقدم التحية لصمودكم فإننا نؤكد على ما يلي:
أولاً: رسالتنا إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة والقوى الأوروبية ان لا يخلطوا بين القناعات السياسية المغلوطة في أذهانهم، وبين الوضع الإنساني في غزة وأن لا يرتكبوا خطيئة السكوت على الجرائم التي ترتكب في غزة، وان لا يكتفوا بالتشخيص وأن لا يظلوا مترددين مرتهنين الى السياسة الامريكية المنحازة الى جرائم الاحتلال، وان يرفعوا الحصار عن غزة وأهلها، وإلا فإنهم يتحملون المسئولية الإنسانية الكارثية التي تواجه المحاصرين في غزة، وان لا يسمحوا للعدو الصهيوني بارتكاب جرائم جديدة تضاف الى سجله الاجرامي على شعبنا.
ثانياً: رسالتنا الى بعض المتنفذين من قادة امتنا العربية والإسلامية، اياكم والانخراط في جريمة التطبيع مع العدو وتسهيل مهمته في قتل أطفالنا وسرقة مقدراتنا، وتهديد مقدساتنا، والسطو على أحلامنا في العودة والتحرير وتقرير المصير، فليست هذه أخلاق العروبة، وشهامة العرب والمسلمين، كما نعلن رفضنا لمؤتمر وارسو المشبوه الذي يهدف إلى تنفيذ صفقة القرن ومحاربة كل القوى الحية في امتنا التي ترفض التطبيع وتحارب الكيان الغاصب.
وعليه ندعوكم للمشاركة في الحملة الدولية وهشتاق # التطبيع -خيانة الذي سيطلق غدا السبت الموافق 16/2 تمام الساعة السابعة مساء بتوقيت القدس رفضا لمؤتمر وارسو.
ثالثا/ ان تعزيز صمود الجماهير بالقطاع كي تقف في مواجهة مؤامرة صفقة القرن وتقسيم الوطن يستدعي تحقيق الشراكة وتكريس النهج الديمقراطي ومواجهة المؤامرات التي تحاك ضد الشعب والقضية وعلى رأسها صفقة القرن المشئومة.
رابعاً: رسالتنا الى العدو الصهيوني: إذا كنتم تظنون ان عقاب مليوني فلسطيني في قطاع غزة هو مادة انتخابية في بازار الانتخابات الصهيونية المتطرفة فإنكم تذهبون بعيدا في الدجل والكذب على أنفسكم وشعبكم، فغزة لن تهدأ أبداً إلا اذا نالت حقوقها وحقوق شعبها كاملة في الحرية والتحرير والعيش بكرامة، وإنها ستقاوم الظلم بكل الوسائل المشروعة والمكفولة لها دوليا وانسانيا من اجل تحقيق أهدافها الوطنية، فأنتم احتلال ونحن واقعون تحت حصار الاحتلال المخالف لكل القوانين، واعلموا أننا سنحاصركم كما تحاصروننا، ونحن لكم بالمرصاد.
خامساً: إننا وإذ نوجه التحية إلى الدول العربية والاسلامية التي تساهم في تخفيف الحصار عن شعبنا والى المنظمات الدولية والإنسانية التي تسعى لذلك، فإننا نطالب الجميع بالسعي الحثيث لاستدراك الكارثة الإنسانية العبثية المفروضة على غزة، ونخص بالذكر الاخوة في القيادة المصرية الذين يعملون بلا كلل للتخفيف من وطأة الحصار، والسيد "ميلانوف"، بأن يزيدوا من وتيرة العمل للضغط على الاحتلال لرفع الحصار ونزع فتيل الانفجار، وتنفيذ المشاريع المختلفة التي تسهم في انهاء الحصار.
سادساً/ نقدم شكرنا للدور الروسي لجمع وحدة الصف الفلسطيني انسجاماً مع الدور المصري ونؤكد مرة أخرى ان أقصر الطرق لمواجهة العدو هو الوحدة القائمة على الشراكة الكاملة والاحترام والديمقراطية.
سابعاً: وإذ نقدم التحية لجماهير شعبنا التي احتشدت اليوم ونترحم على شهدائنا وندعو لجرحانا بالشفاء العاجل، فإننا نؤكد على استمرار المسيرة وندعو الجماهير للاحتشاد يوم الجمعة القادمة تحت عنوان ( مسيرات العودة وكسر الحصار خيارنا ) وذلك ردا على كل الأصوات الانهزامية والانتهازية التي تشكك في هذا العمل الوطني والجماهيري العظيم، ونؤكد بان شعبنا يعرف طريقه نحو العودة والحرية وسيواصل هذا الطريق متسلحا بالوعي والقوة والصمود.
التحية لشهدائنا الأبرار
الشفاء العاجل لجرحانا البواسل
الحرية للأسرى الأبطال
وإنها لمسيرة حتى العودة.. ولا عودة عن حق العودة إلاً بالعودة
الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار
غزة، الجمعة 15-2-2019