قال مسئول شعبة الاستخبارات الأسبق، مدير معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي عاموس يدلين، "يتوجب الاستعداد لمواجهة مع قطاع غزة، فالصيف الماضي انتهى عندما فقدت حماس خوفها وخشيتها من إسرائيل، والردع الإسرائيلي يتراجع وحماس تشعر أن بإمكانها القيام بالكثير مقارنة بالسنوات الثلاث التي أعقبت الجرف الصامد".
وأكد يدلين على أن صبر "إسرائيل" على حماس كان ينبع من انشغال الاولى في مواجهة أنفاق حزب الله في الشمال، بالإضافة لمكافحة الوجود الإيراني في سوريا، معتبرا أنه قد حان الوقت للالتفات للجنوب. على حد تعبيره.
وأشار إلى أنه وفي حال كان لدى الجيش معلومات بنية حماس القيام بعملية استباقية فيتوجب على الجيش امتلاك زمام المبادرة والقيام بضربة استباقية، ومع ذلك فقد لفت إلى ضرورة عدم مبادرة "إسرائيل" لهكذا ضربة، دون وجود معلومات مؤكدة بنية حماس القيام بضربة مفاجئة.
وفيما يتعلق بقدرة الاستخبارات الإسرائيلية على الحصول على معلومات بهذا الخصوص، قال يدلين إنه يعتقد أن لدى الاستخبارات المعلومات الكافية لمنع حماس من مباغتة "إسرائيل".
أما فيما يتعلق بمصلحة حماس في تسخين الجبهة حاليًا ومكاسب الحركة من ذلك مع معرفتها بأنها ستتلقى ضربات قاسية، قال يدلين إن حماس تعيش أزمة كبيرة جدا، اقتصادية وسياسية وعسكرية، وبالتالي فتشعر الحركة أنه لا يوجد ما تخسره.
واعتبر أن الحركة تعتقد أنها "ستكسب بعد الحرب من فتح القطاع على العالم، وهذا ما تعتقده شعبة الاستخبارات في تقريرها السنوي، ولكنني لست على ثقة بأن حماس تفكر كما تعتقد شعبة الاستخبارات".
وأوضح أنه يدعم عدم الهرولة نحو الحرب والضربة الإستباقية، "ولكن الذي أراه بأننا بالغنا في صبرنا على حماس في الصيف الماضي، وقد شعرت الحركة أن بإمكانها القيام بما يحلو لها"مردفا: أن حماس ستحاول العودة إلى تسخين الجبهة كما الصيف الماضي، مشددا على أنه يتوجب عدم السماح بذلك.
أما فيما يتعلق بالحل النهائي لمعضلة حماس، بين يدلين أن الحل يكمن في احتلال القطاع، ولكن "إسرائيل" لا ترغب بذلك، وبالتالي فهي تدير إستراتيجية حول المكاسب من مواجهة شاملة، والتي قد تجد فيها "إسرائيل" نفسها وقد عادت لاحتلال القطاع، أو نعود إلى النقطة التي نعيشها اليوم.