شرور "الحاخامية" في إسرائيل

اا
حجم الخط


الحاخامية الرئيسة لإسرائيل، الحاخامان الرئيسيان الحاليان وأسلافهما، قضاة التهويد وقضاة المحاكم، وزارة الخدمات الدينية والأحزاب الدينية هي الأخرى، التي منذ قيام الدولة تتحكم بالمؤسسة الدينية وتستخدمها كما تشاء – كل هذه المحافل اكتسبت بحق الأعمال التمردية التي تنسج ضدها منذ سنين، وبقوة أعظم في الفترة الأخيرة.
سنوات طويلة من السلوك المتصلب ومغلق الحس تجاه اليهود من مواطني إسرائيل واليهود من الخارج ممن يحتاجون خدماتها، للتنكيل بالنساء وغيرها من القرارات التي يلوح فوقها علم أسود، فعلت فعلها وأدت إلى موجة الأعمال المستقلة التي تقضم من احتكار الحاخامية الرئيسية وتخصخص عملياً قسماً من خدمات الدين في إسرائيل. 
والذروة الأخيرة هي إقامة محكمة مستقلة للتهويد، تنافس المحاكم الرسمية للتهويد وتحظى برعاية حاخامين مركزيين في الصهيونية الدينية، ممن حتى أمس ملأت عظمة الحاخامية الرئيسية وقدسيتها حناجرها («حاخامون كبار أقاموا محكمة مستقلة للتهويد»، يئير أتينغر، «هآرتس»، أمس).
عندما تلغي الحكومة حتى إصلاح التهويد، فإن خطوة بسيطة في الاتجاه السليم، تقوم منظومة بديلة للمنظومة الرسمية وهذا يحصل في مجال الحلال، الزواج، الدفن، والآن أيضاً في مجال التهويد.
في إسرائيل هناك حاجة ماسة للفصل والخصخصة لخدمات الدين. فالمؤسسة الدينية، التي سلمت للأحزاب الدينية وبانت كجزء من صفقة سيئة أعدتها أحزاب الحكم العلمانية، من اليسار ومن اليمين – هي دليل واضح على ذلك. 
وفضلاً عن ذلك، لا ينبغي الفرح على أن حاخامي الصهيونية الدينية يأخذون الدفة، وليس للمرة الأولى، لأنهم أيضاً يخلدون ويعززون الحكم الأرثوذكسي في إسرائيل، وبعضهم يعانون من مواقف قومية متطرفة بل وعنصرية.
دون أية صلة بالتمرد ضد الحاخامية، على الدولة أن تساوي حقوق كل مواطنيها وتكف فوراً عن التمييز ضد أكثر من 350 ألف مواطن يعرفون بشكل مخجل كـ «عديمي الدين» ولا يستحقون الزواج في حدود إسرائيل. فحتى الإسرائيلي «عديم الدين» الذي يدير نمط حياة علمانية تماماً يفترض أن يتلقى كامل الحقوق، دون أن يتظاهر كمن يحافظ على السبت أو على الطعام الحلال ودون أن يجتهد كي يعجب هؤلاء الحاخامين أو أولئك.
ومع ذلك، ينبغي الترحيب بإقامة المحكمة الحاخامية البديلة، لأنها تعكس رأياً آخر، غير ذاك الخاص بالمؤسسة المتصلبة، ويكشف للعيان كل الوضع الحقيقي للحاخامية الرئيسة لإسرائيل.
قريب اليوم الذي يتعين فيه على الحاخامية أن تتغير من الأساس، أو تلغى. 

عن «هآرتس»