من المستحيل تحقيق الهدف مهما توافرت عوامل القوة والقدرات المؤهلة لرمي الكرة داخل الشباك وانت خارج الملعب. وهي قاعدة مفاهيمية يتوجب على حركتي حماس والجهاد الإسلامي التمعن فيها بدقة، سيما بما يتعلق بعضويتهم وانضمامهم الى منظمة التحرير الفلسطينية، فما وجدت المنظمة لفصيل واحد وحسب بل وجدت كإطار وطني يجمع كل حركات المقاومة بكافة اطيافها لتكون جسماً تمثيلياً للشعب الفلسطيني ككل امام المحافل والجهات الاقليمية والدولية، وبذلك تكون منظمة التحرير ليس حكراً على احد من فصائل العمل الوطني، بل يتوجب ان يعمها مبدأ الشراكة الوطنية بكل ما يتعلق بقضيتنا الفلسطينية، وصحيح ان المنظمة تشكلت قبل ظهور حركتي حماس والجهاد الاسلامي ، ولكن ذلك لا يمنع من حقهما في الدخول لذلك الاطار الرسمي وطنياً، حتى لو كان هناك اختلافاً تجاه أيديولوجيات التفكير في الحالة الوطنية، والمتتبع للتاريخ يجد بان الحركات الوطنية المنطوية تحت عباءة المنظمة لم تذهب بإرادتها نحو اتخاذ اي قرارات او اجراءات تتحفظ عليها الان حركتي حماس والجهاد الاسلامي بل كانت مرغمة تبعاً للكثير من وهنية المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية، وبعد ان أخذت حركتي حماس والجهاد الاسلامي دورهما ومكانتهما في ساحة الفعل الوطني بشكل فاق عطاء بعض التنظيمات والحركات المنتمية لعضوية المنظمة، تعددت الاصوات والمناشدات منهما بضرورة اصلاح او اعادة هيكلة المنظمة بما يتناسب مع مشروعهما الوطني ورؤيتهم لحل القضية الفلسطينية من منطلق آليات ادارة الحالة الوطنية نحو التخلص من الاحتلال، ولكن امام حالة المنافسة الوطنية بل الصراع الوطني بين فصائل العمل الوطني اخذت المواقف بين المد والجزر ، خاصة وان النرجسية الفصائلية تتملك العقلية التي تدير اغلب فصائل العمل الوطني، فحركة فتح تعتبر نفسها هي حجر الزاوية في وجود منظمة التحرير ومن حقها السيطرة على القرار فيها وقيادتها بالشكل التي تراه يخدم القضية الفلسطينية انطلاقاً من ايديولوجيتها الفكرية، وهو ما يمكن ان يتعارض مع العديد من توجهات حركتي حماس والجهاد الاسلامي كحركتين إسلاميتين، وان حالة المطالبة المستمرة باصلاح منظمة التحرير من قبل حركتي حماس والجهاد الاسلامي لن يغير شيئاً وهما خارج اطارها ولا يمتلكون عضويتها، فمهما امتلكت الحركتان من قوة ونفوذ وطني لن ينالوا برمي الكرة في الشباك ولن يحققوا اهدافهم بحسب رؤيتهم وتطلعاتهم الوطنية ،
وهنا سؤال يطرح نفسه لماذا لا تدخل حركة حماس والجهاد الاسلامي اطار وعضوية منظمة التحرير-حتى لو كان هناك عدم رضا وتوافق على بعض المواقف او القرارات التي صدرت عن المنظمة سابقاً- على ان تعمل الحركتين على اصلاح المنظمة من داخلها ، بمعنى ان تدخل حدود الملعب لتأخذ صفة اللاعب الرسمي الذي يمكنه بجهده ان يحقق الهدف ويرمي الكرة في الشباك وان يحتسب هدفاً رسمياً، حيث لن يتم ذلك طالما هما خارج عضوية المنظمة.
ولقد ترددت وتعددت مواقف الانتقاد للمنظمة من قيادات كبيرة لها احترامها وتقديرها في الشارع الفلسطيني ، كان اخرها الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي الاخ ابو طارق النخالة، فجدير ان يعاد التفكير في كيفية دخول الملعب بدلا من التمني من خارجه، علماً بان الاحتلال الاسرائيلي هو اول المنتفعين من حالة عدم التوحد وبقاء حالة الصراع الفصائلي ، وان حركتي حماس والجهاد لا تأخذان الطابع الرسمي الوطني امام الجهات الخارجية الاقليمية والدولية، وبقاء حالة الاستفراد والهيمنة على المنظمة من الفصائل التي يمكن ان تتقاطع مواقفها مع مصلحة الاحتلال بحسب تقدير الاحتلال نفسه.
وأعاود القول بحسب المثل الشعبي المتداول (اللي مش في الملعب ما بيجيب جول )