قال جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليوم الخميس، أنهم ضد مبدأ توقيع أي اتفاق تهدئة طويل الأمد مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أنهم ضد التهدئة من حيث المبدأ، طالما أن الاحتلال قائم وموجود على الأراضي الفلسطينية ويمارس القتل والتدمير.
وأشار إلى أن ملف التهدئة متعلق بالمقاومة الفلسطينية، ويجب أن يبحث في إطار وطني وجبهة مقاومة موحدة، انطلاقاً من مصالح الشعب الفلسطيني وبعيداً عن إي التزام إسرائيلي، مبيناً أن الحديث عن تهدئة أمراً سيلحق ضرر بالمقاومة وأمراً خطير، مطالباً بالبحث بشكل وطني في هذا الملف انطلاقاً من مصالح الفلسطينيين.
وأوضح مزهر أنه لم يعرض عليهم كفصائل أي شيء بشأن التهدئة من جانب حركة حماس، قائلاً:" ما عرض مجرد حديث عام وحماس تقول أنه لم يعرض عليها مشروع واضح ومتكامل". وأكد أن حماس وعدت بأنه في حال طرح عليها موضوع التهدئة بشكل جدي ستعرضه على فصائل العمل الوطني والإسلامي.
وأشار إلى أن ما يعرض مقابل التهدئة ليس انجازاً، قائلاً:" الميناء والمطار حق للفلسطينيين، ويجب أن يفرض على الاحتلال تنفيذها بعيداً عن إعطاءه التزامات معينة بتهدئة طويلة الأمد وتعفيه من أي مسؤولية وتجعله احتلال خمس نجوم"، مؤكداً أنه في حال جرى الاتفاق على تهدئة سيكون لهم موقفاً واضحاً ينسجم مع المصالح الفلسطينية.
وكانت وسائل إعلام عربية ودولية تحدثت نقلاً عن مصادر فلسطينية موثوق بها إن إسرائيل وافقت على إنشاء ممر بحري يربط قطاع غزة بجزيرة قبرص في البحر المتوسط مقابل تهدئة طويلة قد تصل إلى سبع أو عشر سنوات، بالتزامن مع رفع الحصار كلياً عن القطاع ولكنها لا تزال ترفض السماح بإعادة بناء مطار غزة الدولي.
وجاءت موافقة الاحتلال حسب وسائل الإعلام، خلال المفاوضات غير المباشرة بينها وبين حماس والتي يقودها المبعوث السابق للجنة الرباعية الدولية توني بلير. وكان بلير قد اجتمع في الدوحة، أول أمس الثلاثاء، برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.
في ذات السياق قال سامي أبو زهري، الناطق باسم حماس، بأن حركته عقدت في الأيام الأخيرة عدداً من اللقاءات القيادية مع عدد من الفصائل الفلسطينية شملت كلاً من الجهاد الإسلامي وحركة فتح والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية والمبادرة الوطنية.
وذكر أن هذه اللقاءات جرت بشكل ثنائي مع كل فصيل على حدة وهي تأتي في سياق التواصل مع الفصائل الفلسطينية وتعزيز العمل المشترك لخدمة القضية الفلسطينية.
وبين أن اللقاءات تناولت المستجدات السياسية والوضع الفلسطيني الداخلي والمعاناة الفلسطينية، مشيراً إلى أن حركته قدمت شرحاً حول اللقاءات مع الأطراف الأوروبية والدولية ولقاءات توني بلير بشأن التهدئة.
وأكدت حماس أن أي مقترح يقدم للحركة سيتم عرضه على الفصائل الفلسطينية وأن فكرة إقامة دولة في غزة أو فصلها عن بقية الوطن هي مجرد فزاعة من البعض ولا أساس لها من الصحة.
وجرى الاتفاق خلال اللقاءات مع الفصائل على ضرورة عقد الإطار القيادي المؤقت وضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية من خلال حوار وطني شامل، والتعاون المشترك لحل مشاكل المواطنين كالكهرباء والموظفين وغيرها.
كما تم الاتفاق على إدانة ورفض تقليصات الوكالة لخدماتها في مجال التعليم واعتبار هذه الإجراءات مسيسة تهدف إلى المساس بقضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، وتم التوافق على تنسيق الجهود ورفع وتيرة الاحتجاجات ضد إجراءات الوكالة.
ومن المتوقع أن تتواصل هذه اللقاءات مع عدد من الفصائل الأخرى خلال الأيام القادمة إن شاء الله.