تستعد شبكة الجزيرة الإعلامية التي تتخذ من العاصمة القطرية مقرا لها لإطلاق منصتها التفاعلية (الجزيرة بلس) بحلة جديدة وبلغات عدة لتكون مشروعا رائدا في مجال الإعلام الجديد وتستقطب فئات واسعة تستخدم وسائل التواصل الحديثة وتغذيها عبر كامل الشبكات.
وعلمت “القدس العربي” من مصادر مسؤولة في الشبكة إلى أنه تم تعيين الإعلامية الفلسطينية السورية مديرة مكتب الجزيرة في فنزويلا على رأس المشروع الذي كان مجرد خدمة محدودة انطلقت من أمريكا لتعيد انتشاره على المستوى الدولي وفق رؤية حديثة وجريئة تمنح فيه هامشا واسعا لما يسمى اصطلاحا إعلام المواطن ليكون مصدر تغذية المشروع. وتحاول شبكة الجزيرة التي تعرضت لانتقادات عدة في الفترة الأخيرة بسبب تغطية ما وصف بالربيع العربي وارتداداته، أن تعزز من تواجدها في الساحة الإعلامية لاستعادة الريادة بمشروعها الذي تعيد صياغة أفكار طموحة لتعزيز انتشارها على أوسع نطاق.
ويستهدف مشروع الجزيرة بلس مختلف المنصات الإعلامية التفاعلية بالاستعانة بكفاءات جادة تؤمن بدور الإعلام في نقل هموم الناس وتعبر عن آمالهم بعيدا عن جدلية الصراعات السياسية والاصطفافات الجانبية والولاءات الضيقة. وحسب المعلومات التي حصلت عليها “القدس العربي” من مصادرها الموثوقة فإن المشروع التفاعلي للجزيرة سيكون بلغات عدة انطلاقا من الإنكليزية نواة القناة الحالية لتضاف لها لاحقا لغات أخرى على غرار العربية والفرنسية والاسبانية والألمانية والتركية لتكون قناة متكاملة تبث في مناطق العالم. وستكون الجزيرة بلس قناة تبث صورا وفيديوهات وأخبار سريعة في شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة مثل اليوتيوب والفايسبوك والتويتر والانستغرام وتكون لسان ملايين المواطنين عبر العالم لنقل الحدث أينما كانوا وفي لحظته. وسيكون بوسع الناشطين الإعلاميين التفاعل مع المنصة الجديدة للجزيرة عبر ما تلتقطه كاميراتهم الرقمية وأجهزة هواتفهم الذكية من صور وفيديوهات ترصد ظواهر عامة تشغل بال الناس في كل مكان.
وفي السنوات الأخيرة تحول الإعلام الإلكتروني إلى أحد العناوين الرئيسة في مجال الصحافة واحتل مكانة وحيزا واسعا في مختلف المنصات التي يشغلها لتنتقل الصحافة وفق توصيفات مناصري هذا المجال من واجهة واحدة أو وسيلة واحدة إلى أبعاد متعددة الواجهات وعبر عدة وسائل. وتميز الإعلام الإلكتروني بالتفاعلية ولئن كان في ذلك يشترك مع الإعلام التقليدي فإنه تميز بسرعة التواصل وسهولته ودقة المشاركة في صنع المادة وتغذيتها بالعناصر القوية وتنمية وسائل انتشارها.
ودخل الإعلام الرقمي كافة وجوه التفاعل وانتقل إلى مجالات جديدة من التعليم والتثقيف وصناعة الرأي العام لم تكن متاحة من قبل فأتاحت منصات التواصل الاجتماعي فرص تواصل وتلاقح خيالية كما أتاح هذا الإعلام فرصًا للتعليم والتثقيف كانت غير متخيلة.
وتعد ديمة الخطيب التي عينت مديرة لموقع الجزيرة بلس في حلته الجديدة مثلما علمته “القدس العربي”، صحفية فلسطينية سورية وهي نجلة الناقد العربي حسام الخطيب، وتخرجت من جامعة جنيف في سويسرا بتخصص في الترجمة وتتحدث ثماني لغات، تتقن منها العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية إضافة إلى الإيطالية والألمانية والبرتغالية والصينية. عملت في منظمة الصحة الدولية WHOوفي إذاعة سويسرا العالمية ووكالة الأنباء الفرنسية. ومنذ التحقت بقناة الجزيرة عام 1998 شغلت وظائف عدة منها منصب مدير مكتب الشبكة الإقليمي في فنزويلا، وكانت المراسلة العربية الوحيدة المقيمة في أمريكا الجنوبية وأول امرأة تتسلم إدارة مكتب خارجي لقناة الجزيرة.
كما عملت أيضاً مراسلة متجولة في آسيا حيث أسست مكتب قناة الجزيرة في الصين، وتكتب ديمة مقالات عدة في “القدس العربي” تناولت فيها قضايا عدة ونقلت لقرائها تجارب مختلفة وهي شاعرة وأديبة لديها جلسات شعرية نظمتها في أكثر من عاصمة. ومثلت المحطة القطرية في أكثر من عشرين دولة في العالم من خلال تغطيات صحفية أو مشاركات في مؤتمرات. وقامت بعدة لقاءات حصرية، خاصة مع الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيس وكذلك مع الرئيس البوليفي إيفو موراليس والرئيس الإكوادوري رافائيل كوريا والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا. وصنفت من قبل عدة جهات ضمن أكثر الشخصيات العربية تأثيراً على تويتر من خلال تغطيتها للثورات العربية، وكذلك أبرز الشخصيات العربية على تويتر لعام 2011، وأكثر العرب تأثيراً على تويتر حسب مؤشر كلاوت.
وكان المدير التنفيذي لقطاعي التطوير المؤسسي والتكنولوجيا بشبكة الجزيرة الإعلامية ياسر بشر أكد في وقت سابق أن “الجزيرة بلس″ ستقدم الأخبار في قالب تفاعلي يجمع بين سلاسة التناول وعمق المحتوى، وبصورة تتماشى مع تطور وسائل التواصل والاستخدام المتصاعد للأجهزة الجوالة والحواسيب اللوحية.
وأضاف أن المشروع الجديد يأتي ضمن “حرص شبكة الجزيرة منذ إنشائها على مواكبة التطور التكنولوجي في مختلف المجالات الإعلامية دون التخلي عن قيمها وثوابتها المهنية”. وبدأت “الجزيرة بلس″ عرض مجموعة من المواد المصورة عبر قناتها على يوتيوب، مع إنجاز تطبيق إلكتروني خاص للهواتف والأجهزة المحمولة.
وكانت مواقع متخصصة على شبكة الإنترنت أكدت أن عدد مشاهدي ومتابعي منصة الجزيرة “بلس″ على موقع الفيسبوك تجاوز 100 مليون وأن المنصة أصبحت واحدة من بين أفضل الصفحات التي تبث مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت إن عدد من تفاعل مع المنصة في أسبوع واحد من 30 يونيو وحتى 6 يوليو فاق 15 مليون شخص بين مشاركة وتعليق وإعادة نشر وإعجاب.
وجاء في دراسة أعدها موقع نيوزويب لأفضل 20 موقعا تبث مقاطع فيديو على الفيسبوك أن الجزيرة بلس واحدة من أفضل عشرة مواقع تبث مقاطع فيديو المصور على الصفحات الزرقاء على مستوى العالم وبذلك تتجاوز الجزيرة بلس، رغم أنها لم تكمل عامها الأول بعد، مؤسسات إعلامية شهيرة في بث مقاطع الفيديو على هذه الشبكة ومنها موقع هافينتغون بوست، وقد اعتمد موقع نيوزويب في تصنيفاته على عدد المرات التي يتم فيها إعادة نشر المقاطع المصورة المنشورة على الصفحة خلال شهر.