رصدت مجلة «نيوزويك » الأمريكية وضع الإخوان المسلمين بعد مرور نحو عامين على الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، متسائلة عن المستقبل الذي ينتظر الجماعة الآن: «هل سيتم تدميرها؟ هل ستتخلى عن عقيدة اللاعنف؟ أم أنها ستتلاشى مع انضمام أعضائها الأصغر سنا في حركات أكثر راديكالية مثل (داعش )»؟
وفي تحقيق مطول نشرته على موقعها الإلكتروني، الثلاثاء، رأت المجلة أنه خلال الـ4 سنوات منذ اندلاع رياح الربيع العربي، تنقلت جماعة الإخوان المسلمين في مصر من الشارع إلى القصر الرئاسي والعكس، مضيفة أنه مع الحكم على زعيمها ورئيس مصر الأسبق، محمد مرسي، وأتباعه بالإعدام، أصبحت الجماعة في «مرحلة حرجة».
وتابعت المجلة: «بينما لا يزال السيسي يتمتع بشعبية، فإن التجمعات السلمية تم حظرها، وقوات الشرطة تطلق النار على المتظاهرين، وتنتهك الآلاف من المعتقلين السياسيين مع استمرار الإفلات من العقاب».
ونقلت المجلة عن الباحث في شؤون الشرق الأوسط، إيريك تريجر، الذي عمل في معهد «واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، قوله: «إن النظام الجديد توجه سريعا إلى قطع رأس جماعة الإخوان، تمثل في إلقاء القبض على أعضاء أهم وأعلى 3 مستويات في التنظيم».
وأوضحت المجلة أن مرسي تم اتهامه، أثناء وجوده في منصب الرئاسة، بوضع مصلحته الشخصية قبل المصلحة العامة للبلاد، مضيفة أن كثيرا من المصريين رأوا أنه فشل في معالجة القضايا الاقتصادية، وهو ما دفع آلاف المواطنين مرة أخرى للنزول إلى الشوارع، احتجاجا على الميول الاستبدادية لجماعة الإخوان المسلمين.
ورأت المجلة أن «عداء الحكومة ضد جماعة الإخوان المسلمين ليس جديدا»، مشيرة إلى معاناة الجماعة للبقاء على قيد الحياة في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذي حاول الإخوان اغتياله في عام 1954، بينما تم وضعهم تحت الاختبار في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، وبداية التساهل معهم في عهد الرئيس الأسبق مبارك قبل فوزهم بـ20% في الانتخابات البرلمانية لعام 2005.
وقالت المجلة إن الحملة التي يشنها الرئيس عبدالفتاح السيسي ضد الجماعة الآن، إن لم تقتل الإخوان، فإنها من المحتمل أن يغيرها جذريًا، وأضافت المجلة أن الجماعة تواجه تحديًا أيديولوجيًا، وهو انقسام أعضاء الإخوان بين من يريد نبذ العنف، وأولئك الذين يعتبرون العنف مشروعًا في بعض الحالات.
وتابعت المجلة: «وتحت القيادة الجديدة للجماعة، هناك من يدافع عن (العنف الدفاعي)، بحسب وصف المجلة، بهدف زعزعة نظام السيسي من خلال مهاجمة البنية التحتية، مثل شبكة الكهرباء، والانتقام من قوات الأمن».
وأكدت المجلة أن هناك خطرًا يتمثل في انضمام بعض أعضاء الجماعة المنشقين عنها إلى تنظيم «داعش»، مضيفة أن عددًا من الخبراء يرون أن هذا ربما يكون مستبعدًا حسب مستوى ولاء الأعضاء للجماعة.