أكّد القيادي الفلسطيني محمد دحلان، على أنّ خطورة الأوضاع الحالية تتمثل في محاولة تعبئة الشعب الفلسطيني، بأنّ الصراع مع الإسرائليين أبدياً، مُشيراً إلى أنّ استكمال إدارة ترامب في خطتها بشأن الأماكن الدينية، سيؤدي إلى انفجار كبير لا يريده أي طرف.
وأضاف دحلان، خلال مشاركته في منتدى تُنظمه قناة "الغد" بعنوان: "منتدى الغد للشرق الأوسط 2019"، أنّ الإدارة الأمريكية لا تدري أنّ المساس بالقدس، والأماكن الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية، سيجلب صراعاً دموياً الجميع في غنى عنه.
وبيّن أنّ ما يجري خلال الفترة السابقة هو دفن بشكل نهائي فكرة حل الدولتين، بدءًا من فترة الرئيس أوباما، 8 سنوات إلى فترة الرئيس ترامب الذي يريد هو وفريقه إحضار شيء عظيم.
وتابع دحلان: "الشاب البسيط في غزّة أو رام الله، يدفعه الغلب والمهانة إلى تنفيذ العمليات الفدائية"، مُشدّداً على أنّ فكرة حل الدولتين تتلاشى.
وأردف: "سلوك نتنياهو على الأرض، سيدفع الشعب الفلسطيني للمطالبة بحل الدولة الواحدة، وهذا سيعقد الصراع بيننا وبين إسرائيل مدى الحياة، وهذه هي مخاطر ما يجري الآن".
ولفت دحلان، إلى أنّ مصطلح "صفقة القرن" ليس له مقومات على الحالة الفلسطينية، وذلك بعد تجربة ربع قرن من المفاوضات المضنية التي لم تؤدي إلى تحقيق أحلام الشعب الفلسطيني.
وأكمل حديثه: "على الدوام كان هناك صعوبات في هذه المفاوضات، وأنا عايشتها تقريباً منذ عام 1993، ولكن هذه الصعوبات كان فيها أشياء يمكن الجدل حولها، أو الصراع أو النقاش حولها، لكن في النتيجة كنا نصل إلى قواسم مشتركة سواء كانت كبيرة أو صغيرة".
واعتقد دحلان، أنّ طريق الإدارة الأمريكية الحالية في معالجة بنود الصفقة، سواء بشأن الأرض أو القدس أو اللاجئين، مُؤكّداً على أنّ طرق تسريب بعض بنود الصفقة بمثابة طريق نحو الفشل بصورة عامة.
ونوه إلى أنّ أي اتفاق يحتاج إلى موافقة الطرفين، وليس الطرف الإسرائيلي، قائلاً: "من الواضح أنّ ما يعرض أو يسرب هي الطريقة التي تصرفت فيها الإدارة الأمريكية مع الشعب الفلسطيني، وليس مع السلطة الفلسطينية، طريق تنحاز تماماً إلى الإسرائيليين، وتناصب العداء للفلسطينيين".
وشدّد دحلان، على أنّ بعض القضايا الجوهرية ليس لها علاقة بالتجارة أو التنظير، بل لها علاقة بروح الشعب الفلسطيني، مضيفاً "إذا تعلق الأمر بالقدس فهو أمر يتعلق بكافة المسلمين من فلسطين وخارجها، وبالتالي لا تعالج الأمور بالتعويضات المالية، وهي أخر شيء يفكر به الشعب الفلسطيني".
وتابع: "أنا لست في منصب رسمي كي أحاكم مواقف، ولكن لترامب أو إدارته أقول كمواطن فلسطيني لن نقبل أنّ تتذاكى هذه الإدارة على الشعب الفلسطيني، فنحن مطرودين من أرضنا منذ 70 عاماً، ونقاتل من أجل استعادة القدس الشرقية، التي لا يوجد رئيس أو مواطن أو رئيس عربي يستطيع أنّ يقول إنّ القدس إسرائيلية".
وختم حديثه، بالقول: "الطرفين في هذه المرحلة ليسوا جاهزين لأفكار تعرض في الهواء، لا تراعي مصالح الشعب الفلسطيني، ولا تصالح المصالح العربية، فالقدس ليست فلسطينية فقط، بل هي ملك للمسلمين والعرب، والفلسطينيين أخر طرف بها".