كشف شقيق الجندي الأسير لدى كتائب القسام في قطاع غزة أورون شاؤول تفاصيل جديدة ومثيرة حول ظروف أسر شقيقه بداية العدوان الإسرائيلي البري صيف العام الماضي، حيث بدا مشككاً في رواية الجيش المتعلقة بالإعلان عن مقتله.
وقال "أبيرام شاؤول" في مقابلة مطولة الجمعة " إن الدليل الوحيد على مقتل شقيقه يكمن في خوذته الخاصة، والتي وجدها الجيش أثناء البحث عنه شرق حي الشجاعية، وقيل للعائلة إنها تحمل في طياتها الدليل الطبي على مقتل شاؤول.
وتحدث أبيرام عن قصة هذه الخوذة قائلًا إنها كانت له في البداية، وعندما أنهى خدمته العسكرية منحها لشقيقه أورون، وبقيت معه حتى أسره، حيث تركها الخاطفون في الميدان، وتتواجد اليوم في معهد الطب العدلي بأبو كبير.
وشكك أبيرام برواية الجيش والحاخامية العسكرية حول وجود دليل مقتل ابنهم في الحمض النووي المتواجد على الخوذة، حيث ترفض العائلة استلامها حتى الآن لأنها غير مقتنعة بالرواية من أساسها.
ولم يستبعد أبيرام بقاء شقيقه على قيد الحياة إذا كان دليل مقتله يكمن في الفحوصات الطبية فقط، مشيرًا إلى حدوث الكثير من المعجزات الطبية في هذا الخصوص، وضربت والدته مثالاً لذلك حيث أبلغها الأطباء بأنها ستعيش أسبوعًا بعد إصابتها بسرطان خطير ولكنها بقيت على قيد الحياة لسنوات.
وأعرب أبيرام عن امتعاضه من تصرف الجيش المتسرع بعيد أسر شقيقه، والتي تمثلت بالإعلان عن مقتله والطلب من العائلة إقامة بيت العزاء على روحه على الرغم من عدم تلقي العائلة لأي مستمسك يؤكد مقتله.
وأشار إلى عدم تلقي العائلة أي دليل أو شيء لدفنه "فلم ينجح الجيش في الوصول إلى شيء، وكل ما عرضه أمامنا كان عبارة عن خوذة وقشط ووثائق وهذه لا يمكن دفنها، ولذلك فهنالك بصيص أمل ببقائه حيًا وعودته ماشيًا على رجليه".
وأضاف "إننا أعددنا أنفسنا لأي سيناريو والذي سيحصل سيكون أقل سوءًا من الوضع الحالي".
وواصل حديثه قائلًا "أكثر ما يحزن هو التعاطي مع شقيقي كأشلاء مبعثرة، وهذا الكلام غير صحيح فهنالك حقائق على الأرض تثبت عدم تواجد أورون بداخل الناقلة ساعة استهدافها، كما لم تحترق جثته، وجدوا الخوذة والقشط قريبًا من نفق، وتم خطفه كاملاً على يد حماس".
ومع ذلك، فقد بدا أبيرام راضيًا عن أداء الجيش وحكومة الاحتلال في موضوع شقيقه قائلاً: "إنهم يعملون في سبيل إعادته، والعائلة مقتنعة بوجود جهود حقيقية لذلك، وفي اللحظة التي يتبين فيها العكس سندرس خيارتنا للمرحلة المقبلة".
ورداً على سؤال حول تقاعس العائلة عن عدم مهاجمة أداء الحكومة علناً أو عدم خروجها لرفع صوتها قال أبيرام: "الجهات المختصة تقوم بعملها على أكمل وجه ولن نشوش عليهم وآمل حصول تقدم جوهري قريبًا، وفي الوقت الذي نشعر فيه بتقاعسهم ستكون لنا كلمة أخرى".
وحول الجدل داخل المجتمع الإسرائيلي مؤخرًا والمتعلق بالثمن الذي دفعه الكيان لقاء الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وتأثيره على فرصة عقد صفقة جديدة قال أبيرام: "إن العائلة لا تتحمل مسئولية ذلك، وأن على من أرسل شاؤول لأرض العدو أن يعيده فهذا واجب وليس استجداء".
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أسر الجندي شاؤول بكمين محكم شرق حي التفاح شرق مدينة غزة خلال محاولة قوة من لواء "غولاني" التوغل في المنطقة أثناء العدوان الإسرائيلي صيف العام الماضي.