كشفت مصادر مطّلعة اليوم السبت، النقاب عن كواليس إفراج السلطات المصرية سراح المحتجزين الأربعة من كتائب القسام، إضافة إلى أربعة مواطنين آخرين.
ونقلت صحيفة القدس عن المصادر قولهم: إن "مصر نفت في أكثر من مرة وجود المعتقلين لديها وأبلغت قيادة حركة حماس بذلك في حوارات سابقة، إلا أن بعض الشواهد والرسائل التي وصلت إلى قيادة المكتب السياسي للحركة تم نقلها من قبل قيادة الحركة إلى الجانب المصري في الأشهر الأخيرة".
وبحسب المصادر، إن اللجنة التنفيذية للمكتب السياسي لحركة حماس طلبت إعادة فتح القضية في الحوارات التي تجري مع المسؤولين المصريين، مبينةً أن قيادة الحركة اتفقت مع وفد المخابرات المصرية الذي يزور القطاع من حين إلى آخر بفتح الملف مع الجهات السيادية الأخرى في القاهرة لحل القضية، وتلقت فيما بعد وعدًا بالعمل على حلّ الملف، وهو الأمر الذي تم إدراجه على جدول أعمال المباحثات التي أجراها وفد حماس مؤخرًا في القاهرة قبل توجهه إلى مصر.
ووفقًا للمصادر، فإن عودة إسماعيل هنية إلى غزة قادماً من القاهرة بدون المعتقلين، كانت تحمل وعوداً من الجانب المصري بالإفراج عنهم قريبًا، مشيرةً إلى أن هنية أبلغ قيادة الحركة بذلك، ولكن قرار الإفراج عن المختطفين إلى جانب أربعة معتقلين آخرين جاء بعد اتصالات مصرية داخلية في محاولة من المخابرات المصرية العامة أن يساعد حل هذا الملف في حل ملفات أخرى تتعلق بالتهدئة مع إسرائيل والمصالحة والعلاقات الثنائية خاصةً ملف الحدود التي نجحت حماس في ضبطها.
وقالت المصادر: إن "جهاز المخابرات الحربية المصرية كان يرفض الإفراج عن المختطفين بدعوى تشكيلهم خطرًا على الأمن القومي"، مبينةً أن قيادة جهاز المخابرات العامة برئاسة اللواء عباس كامل طلبت من الرئيس عبد الفتاح السيسي إصدار عفو عام عن المختطفين وأربعة معتقلين آخرين، وهو الأمر الذي صدر في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء الماضي، قبل أن يتم إبلاغ هنية وقيادة حماس بالخبر في ساعة مبكرة جدًا من صباح الخميس.
وهذا يفسّر تصريحات أطلقها عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل، والذي أشار لجهود كبيرة بذلت من جهاز المخابرات المصرية العامة في إطلاق سراح المختطفين، لافتاً في تصريحات صحفية لعدد من وسائل إعلام حماس، إلى أنّ ذلك جاء في إطار العلاقات الثنائية التي تشهد تطورًا كبيرًا، "بحسب الصحيفة".
وبينت المصادر، أن هنية ضغط بشكل كبير على مسؤولي جهاز المخابرات العامة في مصر خلال زيارته الأخيرة للقاهرة والتي استمرت نحو (26) يومًا، من أجل إنهاء هذا الملف، مشيرةً إلى أنه تلقى وعودًا حقيقية بحل الأمر ولكن مع عودته لغزة لم يكن هناك أي قرار بالإفراج عنهم، لكنّه حصل على وعد جدي بالإفراج عنهم قريبًا وهو ما تحقق بعد يوم واحد من عودته لغزة.
وأشارت المصادر، إلى أن الإفراج عن المعتقلين الأربعة الآخرين، جاء تتويجًا لجهود أخرى كانت قد بذلتها حماس في الأشهر الأخيرة مع مصر للإفراج عن مجموعة من المعتقلين وهو ما تم تحقيقه بالإفراج عن عدد منهم في الأسابيع والأشهر القليلة الماضية.
وفي أغسطس/ آب 2015، اختطف مسلحون، أربعة فلسطينيين، في منطقة "شمال سيناء" المصرية، من داخل حافلة كانت تقلهم مع مسافرين آخرين من معبر رفح البري، على الحدود بين قطاع غزة ومصر، والذي أفرج عنهم الخميس الماضي.