إصابات رغم سلميتها

تفاصيل مظاهرات الجزائر الاحتجاجية في ظل تصاعد وتيرتها

الجزائر
حجم الخط

الجزائر- وكالة خبر

شهدت الجزائر أمس الجمعة، مظاهرات هي الأضخم منذ سنوات ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة، وعلى الرغم من تصاعد وتيرة الاحتجاجات، فقد بدا أن السلطات لن تتراجع عن هذه الخطوة.

وقدرت مصادر أمنية جزائرية أعداد المتظاهرين الذين خرجوا في العاصمة وحدها بعشرات الآلاف، وهو نفس التقدير الذي أورده مراسلون لوكالة أسوشيتد برس.

أما منظمو المظاهرات ووسائل إعلام جزائرية فتحدثوا عن خروج مئات الآلاف في مختلف أنحاء الجزائر.

وبحسب مصادر عربية، فإنه لأول مرة منذ انطلاق الاحتجاجات المناهضة لترشح بوتفليقة، والمطالبة بإرساء ديمقراطية حقيقية، افتتح التلفزيون الرسمي الجزائري نشرته الإخبارية بمشاهد لمظاهرات العاصمة.

وأشارت المصادر، إلى خروج المظاهرات في عدة مدن أبرزها العاصمة، وسطيف، وعنابة، والبليدة، وغرداية، ووهران، وتيزي وزو، وبجاية، وسكيكدة، وعنابة، والبويرة، والمسيلة، وبسكرة، وباتنة، والمدية، وتيارت، وسيدي بلعباس، وكانت المشاركة متفاوتة في هذه التجمعات.

وقالت المصادر: "لكن الحشد الأكبر كان في العاصمة، وقد سمحت السلطات بالمظاهرات فيها للجمعة الثانية رغم قرار منع التظاهر الساري منذ العام 2001".

وأردفت: "مع أن مظاهرات العاصمة كانت سلمية عموماً، فإن بعض الشبان اشتبكوا مع قوات الأمن التي منعتهم من التقدم نحو القصر الرئاسي ومقر رئاسة الحكومة في المرادية، بحيث استخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المدمع في مواجهة الشبان الذين رشقوها بالحجارة".

من الجدير ذكره، أن الصدامات أسفرت عن إصابة (56) شرطياً وسبعة محتجين، كما تم توقيف (45) شخصاً، "وفق الشرطة".

وفي مظاهرات العاصمة التي شاركت فيها المناضلة جميلة بوحيرد وشخصيات حزبية معارضة على غرار رئيس الوزراء الأسبق علي بن فليس، ورئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، رفع المحتجون نفس الشعارات التي رفعوها في الجمعة السابقة مثل "لا لعهدة خامسة"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، و"سلمية سلمية".

وبينت المصادر: "يسعى منظمو الاحتجاجات المنضمون تحت حركة "مواطنة" إلى الضغط على السلطات لحملها على العدول عن ترشيح الرئيس بوتفليقة بسبب وضعه الصحي، إذ يتنقل في كرسي متحرك منذ إصابته بجلطة دماغية عام 2013".

بيد أن ساسة جزائريين بارزين أكدوا على أن المظاهرات لن تؤثر على قرار ترشيح بوتفليقة من قبل جبهة التحرير الوطني وأحزاب أخرى لعهدة رئاسية خامسة.

وفي مواجهة المظاهرات المتصاعدة، حذر مسؤولون جزائريون من استغلال الاحتجاجات لنشر الفوضى، وفي هذا السياق نبه رئيس الوزراء أحمد أويحيى إلى ما حدث خلال ما يعرف بالعشرية السوداء في الجزائر بين عامي 1992 و2002، كما حذر من تكرار ما حدث في سوريا.