أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، على أنّ قنصليتها بالقدس المحتلة، التي تقدم خدماتها للفلسطينيين، سيتم دمجها مع السفارة الأمريكية الجديدة في إسرائيل، اليوم الإثنين، وذلك في قرار أثار غضب الفلسطينيين قيادةً وشعبًا.
وأفادت الوزارة في بيانٍ لها اليوم، أنّ قرار إنشاء بعثةٍ دبلوماسيةٍ واحدةٍ في القدس، أعلنه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في أكتوبر الماضي، وكان متوقعًا على نطاقٍ واسعٍ في أوائل مارس الجاري، حيث أعطى إعلان الوزارة الموعد الرسمي للاندماج.
وأثارت عملية الدمج المزمعة مخاوف الفلسطينيين من أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب تقلل من شأن التعامل مع مخاوفهم في مدينة القدس المتنازع عليها، والتي تضم مواقع مقدسة في اليهودية والإسلام والمسيحية.
كما علق الزعماء الفلسطينيون الاتصالات الدبلوماسية مع الإدارة الأمريكية بعد نقل السفارة وقاطعوا منذ ذلك الحين الجهود الأمريكية الرامية لصياغة خطة سلام إسرائيلية فلسطينية طال انتظارها، واتهموا واشنطن بالانحياز لصالح إسرائيل.
وكان ترامب قد أثار غضب العالم العربي وأجج قلقًا دوليًا باعترافه بالقدس عاصمةً لإسرائيل في ديسمبر 2017 ونقله السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في مايو الماضي.
والقنصلية العامة في القدس أكبر بعثة تخص الفلسطينيين الذين يسعون بدعمٍ دولي واسعٍ إلى أن تصبح القدس الشرقية عاصمةً للدولة التي يريدون إقامتها في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
وسبق أن صرَّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو، بأن القرار جاء من أجل كفاءة العمل ولكي تكون هناك "استمراريةً كاملةً للنشاط الدبلوماسي والخدمات القنصلية الأمريكية".
وأضاف في بيانه، أن هذا لا يشير إلى تغييرٍ في سياسة الولايات المتحدة بشأن القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، الحدود المحددة للسيادة الإسرائيلية في القدس تخضع لمفاوضات الوضع النهائي بين الجانبين.
بدوره، ندّد صائب عريقات بقرار إلغاء القنصلية، عقب إعلان بومبيون خطة الدمج في مايو الماضي، بوصفه أحدث دليلٍ على تعاون إدارة ترامب مع إسرائيل لفرض ما يسمى بـ"إسرائيل الكبرى" بدلًا من حل الدولتين.