على هامش زيارة العراق... ليس بين الرصاص مسافة

22.PNG
حجم الخط

بقلم : حمدي فراج

 

من أهم ما قاله رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، في استقباله الرئيس محمود عباس، أنه قدم الشكر للشعب الفلسطيني استمرار مقاومته المحتل الاسرائيلي نيابة عن العراق وعن الأمة العربية . ربما ان الرجل قال ذلك في سياق المجاملات ، ولكن الموقف العراقي من الازمة السورية موقف قياسي متقدم مقارنة بأي قطر عربي ، ومقياسا بما كان عليه الحال ايام الرئيس الشهيد صدام حسين ، رغم ان القطرين حكمهما حزب واحد هو حزب البعث العربي الاشتراكي، دون ان يكون الحكم حكم الحزب ودون ان يكون للحزبين اي علاقة بالاشتراكية ، معظم فصائل منظمة التحرير على سبيل المثال تحمل في اسمائها كلمات التحرير والشعبي والديمقراطي، دون ان يكون للمفردات نصيبها في التطبيق .

من ينظر للعراق اليوم ، سيكتشف حالة من النهوض ، مردها ارادة الشعب الذي لن يختار الا عروبته وقوميته وتقدميته، هذا هو خط مسار التاريخ البشري ، يسهم في ذلك تنازعه بين قوى الشر المتمثلة بالولايات المتحدة وحلفائها من دول الغرب وقوى الرجع في المنطقة، وبين الجمهورية الايرانية كقوة اقليمية يحسب لها الحساب ، وسوريا التي تنفض عن كاهلها غبار الإرهاب على مدار ثماني سنوات، هي نفسها – عدديا – التي خاضتها ايران في الحرب الظالمة التي شنها صدام عليها اثر انتصار ثورتها قبل اربعين سنة، ونجحت بعدها في ان تصنع مكانها تحت الشمس والذي يليق بها بين الامم .

إن اقتراب فلسطين من عراق اليوم، لا يتناقض مع ذلك الاقتراب المميز الذي جمع القيادتين والشعبين ، على الرغم من ان القيادة العراقية الحالية لا تحترم الحقبة الصدامية ، بل ان بواقي ذلك الحزب قد اشيع انهم تحالفوا مع داعش ودعموا ابو بكر البغدادي اعتلاء منبر الخلافة الاسلامية في الموصل ، وان عداءهم لسوريا استفحل اكثر مما كان مستفحلا في اي مرحلة سابقة، وخصوصا بعد ان بدأت بشائر النصر ترمي بظلالها جراء التحالف مع "الفرس".

هذا الاقتراب من عراق اليوم استحقاق فلسطيني ، كما انه سوري ولبناني، وبالتالي لا بد ان يقود الى ايران . سيدرك كل من هؤلاء ان امريكا انما هي العدو الاول والاوحد ، - اسرائيل جزء لا يتجزأ منها -، من الذي هدم العراق على رؤوس ابنائه ، ومن الذي حاول في سوريا، ومن الذي يحاول الان في ايران ، من الذي منح القدس كلها عاصمة موحدة لاسرائيل؟

ومصر ستظل قلب العروبة ، خرج شعبها بالملايين لتتحرر من نير امريكا ونير كامب ديفيد ، فقال مظفر النواب أن ليس بين الرصاص مسافة / انت مصر التي تتحدى / وهذا هو الوعي حد الخرافة / تفيض وانت من النيل تخبره إن تأخر موسمه والجفاف اتم اصطفافه / واعلن فيك حساب الجماهير / ماذا سيسقط من طبقات تسمي احتلال البلاد ضيافه.