بقلم: النائب عبد الحميد العيلة

يوم المرأة .. المرأة الفلسطينية عنوان النضال

النائب عبد الحميد العيلة
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

اُعتبر يوم 8 أذار من كل عام، يوماً عالمياً للمرأة بعد أنّ أقرت ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة للدفاع عن حقوق المرأة، ورغم أن المرأة منذ قديم الزمان قد تعرضت للإضطهاد والتعسف، إلا أنها كافحت واستطاعت أن تنتزع حقوقها المهنية والسياسية والاقتصادية حتى أصبحت المرأة الرئيسة والوزيرة والطبيبة والمدرسة ودخلت جميع المجالات الحياتية ونجحت في منافسة الرجل وإثبات جدارتها. 

ولم تكن مكانة المرأة الفلسطينية بالمفهوم المحدود للمرأة فهي من حملت راية النضال ضد أطول محتل في العالم، فهي الأم والجدة المربية والحانية وهي الزوجة الصامدة وهي الأخت رفيقة الدرب وهي البنت البارة.

 واُستشهد واُعتقل منهن عشرات الآلاف؛ بل وشهدت الانتفاضة الأولى تطوراً هائلاً في النضال بكل أشكاله وشهدت الجامعات الفلسطينية من خلال اتحادات الطلبة أكبر تظاهرات لهن ضد الاحتلال الصهيوني، فالمرأة الفلسطينية هي المدرسة الأولى في تربية أبناؤها على حب الوطن والأرض والتضحية من أجله.

المرأة الفلسطينية هي دلال المغربي وليلى خالد ووفاء إدريس، والنساء الفلسطينيات الماجدات هن المرابطات لحماية الأقصى من دنس الاحتلال، وهي من سجلت في المعجم الثقافي العالمي أن تزغرد "زغروتة" عند سماع استشهاد فلذة كبدها بدل البكاء والنواح عليه.

وبالرغم من أنّ المرأة الفلسطينية قدمت الكثير والكثير للوطن إلا أنها مازالت تعاني وتكافح في الحصول على كافة حقوقها الاقتصادية والمدنية أسوة بكثير من بلدان العالم التي استطاعت فيها المرأة أن تنتزع حقوقها وهذا ما ينطبق على معظم المجتمعات العربية التي ما زالت تنظر للمرأة أنها ولاده فقط، رُغم أنّ الدين الإسلامي السمح قد كرم المرأة وأوصى بها خيراً وحث على حقوقها.

إن الحركة النسوية بدأت في فلسطين إبان الإنتداب البريطاني في بداية العشرينات على يد السيدتان المقدسيتان "ميليا سكاكيني وزليخة الشهابي"، وكانت النواة الأولى لمناهضة الاحتلال البريطاني والمطالبة بإلغاء وعد بلفور المشئوم واُستشهد العديد من نساء فلسطين الماجدات في ثورة البراق عام 1929 ونستذكر منهن: جميلة الأزعر وعزية سلامة وعائشة حسن وتشاويق ثراهن، والقائمة تطول عن الشهداء من النساء وهن يناضلن من أجل فلسطين، وكفانا شرفا وفخراً أنّ تمثل عهد التميمي ابنة الـ16 عاماً قمة وأيقونة الجسارة للمرأة والنضال الفلسطيني. 

فالتحية كل التحية لنساء فلسطين والمجد والخلود لشهداء الحركة النسوية، والحرية للأسيرات القابعات في سجون الاحتلال وكل عام وأنتن بخير.