احكام فقهية: ما حكم إنتفاع إنسان بأعضاء إنسان

احكام فقهية: ما حكم إنتفاع إنسان بأعضاء إنسان
حجم الخط

القدس _ وكالة خبر

بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم

إنتفاع إنسان بأعضاء إنسان

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا إتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الأخوة الكرام:
لا زلنا مع قرارات مجمع الفقه الإسلامي و قد ذكر بعض الأخوة الكرام أن هذه القرارات تلبي حاجات العصر و أن الدين الإسلامي دين كامل يغطي كل الحاجات في كل الأماكن و في كل الأزمنة فمجمع الفقه الإسلامي في دورته الرابعة المنعقدة في جدة و في قراره الأول المتعلق بانتفاع الإنسان بأعضاء جسم إنسان آخر حياً كان أو ميتاً.
موضوع نقل الأعضاء موضوع جدلي و محط خلاف بين العلماء و قد سارت حوله مناقشات طويلة و مديدة في شتى بقاع العالم الإسلامي، و سأقرأ لكم حيثيات قرارات هذا المؤتمر و في هذا الموضوع بالذات:
إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورته الرابعة بجدة بعد إطلاعه على الأبحاث الفقهية و الطبية ـ الفقهية و الطبية أقف عند هذه الكلمة قليلاً، في أحيان كثيرة الفقيه مضطر أن يسترشد برأي الخبير، في أحوال كثيرة الفقيه يُجَير فتواه إلى الخبير، لكن من هو الخبير ؟ الخبير المسلم الورع الحاذق ـ إذاً بعد إطلاعه على الأبحاث الفقهية و الطبية معاً الواردة إلى المجمع بخصوص موضوع انتفاع الإنسان بأعضاء جسم إنسان آخر حياً أو ميتاً، و في ضوء المناقشات التي وجهت الأنظار إلى أن هذا الموضوع أمر واقع الشيء الواقع هناك نقل لكلية الإنسان و قد تمت هذه العملية بنجاح و بأعداد غفيرة، و قد تم نقل قرنية الإنسان، هناك أنسجة و أعضاء نقلت من إنسان إلى إنسان و لاقت نجاحاً كبيراً فتقول حيثيات القرار و بما أن هذا الموضوع أصبح أمراً واقعاً فرضه التقدم العلمي و الطبي و ظهرت نتائجه الإيجابية المفيدة و المشوبة في كثير من الأحيان بالأضرار النفسية و الاجتماعية، هناك نتائج إيجابية مفيدة لكنها مشوبة بأضرار نفسية و اجتماعية ناجمة عن ممارسته دون ضوابط و قيود شرعية، هذه الضوابط تصون كرامة الإنسان، و مع مراعاة المقاصد الشرعية الإسلامية الكفيلة بتحقيق كل ما هو خير و مصلحة غالبة للفرد و الجماعة و الداعية إلى التعاون و التراحم و الإيثار و بعد حصر الموضوع في النقاط التي يتحرر فيها محل البحث و تنضبط تقسيماته و صوره و حالاته قرر مجمع الفقه الإسلامي مايلي:
أي طرحت أبحاث عديدة فقهية و طبية بعد أن أصبح نقل الأعضاء أمراً واقعاً و بعد أن ظهرت نتائجه الإيجابية و السلبية، و بعد أن مارسه بعض الأطباء من دون ضابط و من دون وازع و من دون مراعاة لمقاصد الشريعة و لكرامة الإنسان، و بعد المداونة و المناقشة اتخذت القرارات التالية:
أول القرارات تعريفات من حيث التعريف و التقسيم: يقصد هنا بالعضو أي جزء من الإنسان، من أنسجة أي جلد و خلايا و دماء و نحوها كقرنية العين سواء أكان متصلاً به أم انفصل عنه.
ثانياً: الانتفاع الذي هو محل البحث استفادة دعت إليها ضرورة المستفيد لاستبقاء أصل الحياة أو المحافظة على وظيفة أساسية من وظائف الجسم كالبصر و نحوه إما أن نستبقي أصل الحياة و إما أن نستبقي أحد وظائف الجسد الأساسية كالعين، قال: على أن يكون المستفيد يتمتع بحياة محترمة شرعاً تنقسم صور الانتفاع إلى الأقسام التالية:
نقل العضو من حي.
نقل العضو من ميت.
النقل من الأجــنة.
موضوع القرارت في محاور ثلاث.
الآن نقل عضو من حي: تشمل الحالات التالية:
1 ـ نقل العضو من مكان من الجسد إلى مكان آخر، كلكم يعلم أن أكثر عمليات القلب الآن حينما يصبح الشريان التاجي الذي يغذي عضلة القلب مسدوداً بفعل تراكم الكولسترول و حينما يصعب تجريف هذه المواد العالقة على جدران هذا الشريان الحيوي الذي يغذي عضلة القلب، العملية الرائجة و الشائعة في شتى بقاع العالم أن نأخذ شرياناً من رجل المريض نضع هذا الشريان في قلبه، هكذا نقلنا شريان من إنسان حي إلى الإنسان نفسه هذه حالة، أو ننقل من جلد الأطراف جلداً للوجه، أو ننقل من غضاريف مكان إلى غضاريف مهترئة في مفصل، أو ننقل أوردة، أو ننقل دماً من إنسان إلى إنسان.
أو نقل العضو من جسم إنسان حي إلى جسم إنسان حي آخر، أما هذا العضو نوعان: إما أن الحياة تتوقف عليه، أو لا تتوقف العضو الذي تتوقف عليه الحياة الكلية أما ما توقفت عليه الحياة فقد يكون فردياً و قد يكون غير فردي، الفردي: الأنف، اللسان أما غير فردي: العين هناك عين ثانية، الكلية هناك كلية ثانية، فالأول كالقلب و الكبد، و الثاني كالكلية و الرئتين، و أما ما لا تتوقف عليه الحياة فمنه ما يقوم بوظيفة أساسية في الجسم و منه ما لا يقوم بها و منه ما يتجدد تلقائياً كالدم، لو تبرعت بالدم لا يوجد أي مشكلة لأن الدم يتجدد تلقائياً، بالمناسبة معامل نقي العظام أو معامل كريات الدم الحمراء تولد هذه المعامل اثنين و نصف مليون كرية بالثانية، في اليوم مئتي مليار، معامل كريات الدم الحمراء المتوضعة في نقي العظام تولد كل يوم مئتي مليار كرية حمراء، و بالمقابل يموت في اليوم الواحد مئتي مليار كرية حمراء، فالإنسان حينما يتبرع بدمه هذا الدم يتجدد تلقائياً و منه ما لا يتجدد، و منه ما له تأثير على الأنساب و المورثات و الشخصية العامة كالخصية و المبيض الخصية يوجد فيها حوينات و الحوينات فيها مورثات و المورثات متعلقة بالنسب لأنه عندما يتم التزاوج بين الذكر و الأنثى و يلقح الحوين المنوي بويضة الحوين فيه ثلاثة و عشرين مورثاً و البويضة فيها ثلاثة و عشرين مجموعهم ستة و أربعين هذه المورثات الستة و الأربعين تنقسم إلى قسمين بعد أن تتزاوج قسم يتوضع في جهاز الجنين التناسلي و قسم يشكل الجنين، الذي يتوضع في جهاز الجنين التناسلي من أجل أن تكون السلالة مستمرة، تجد شعباً بأكمله، أهل قارة بأكملها بشكل تقريباً موحد، فموضوع الخصية و المبيض و خلايا الجهاز العصبي هذه لها علاقة بالثقافة خلايا الدماغ الطبيب أين طبه ؟ في دماغه، و المهندس في دماغه فخلايا الدماغ و خلايا الخصيتين و المبيض هذه متعلقة بالخبرات و الأنساب.
و الصورة الثانية: نقل العضو من ميت و يلاحظ أن الموت كما تعلمنا في الدرس الماضي نوعان: موت الدماغ بتعطل جميع وظائفه تعطلاً نهائياً لا رجعة فيه طبياً و الحالة الثانية توقف القلب و التنفس معاً توقفاً تاماً لا رجعة فيه طبياً، هذا الموضوع راجعته في بحر هذا الأسبوع الماضي مع مؤلف الكتاب و مع نخبة من أطباء البلد، فهناك مشكلة أي من الذي يحكم ؟ من الذي يستطيع أن يحكم أن هذا الدماغ مات موتاً قطعياً لا رجعة فيه ؟ الشيء الدقيق أنه حتى الآن لا نجد إنساناً أو طبيباً يستطيع أن يحكم حكماً مبرماً قطعياً مؤكداً أن هذا الدماغ قد مات موتة نهائية، على كلٍ الشيء الذي بين أيدينا موت الدماغ و موت القلب.
الصورة الثالثة: النقل من الأجنة و تتم الاستفادة منها في ثلاث حالات، حالة الأجنة التي تسقط تلقائياً هنا لا يوجد مشكلة، و حالة الأجنة التي تسقط لعامل طبي أو جنائي إما إجهاض محرم أو إجهاض طبي لمصلحة الأم، و حالة اللقائح المستنبتة خارج الرحم أحياناً تلقح البويضة خارج الرحم و هناك حالات كثيرة و البويضة تلقح و تنمو خارج الرحم هذه كلها تعريفات أما القرارات:
أولاً: يجوز نقل العضو من مكان من جسم الإنسان إلى مكان آخر من جسمه لا يوجد مشكلة، أخذنا جلداً من رجله إلى جلد محروق في وجنته لا يوجد مشكلة، أخذنا شرياناً من رجله إلى شريان من قلبه أخذنا قطعة من عظم الحوض مصفحة إلى مكان مهترئ أو مخرب إثر حادث في مكان آخر، يمكن أن نزرع العظم من مكان إلى مكان و الجلد من مكان إلى مكان، و الأوعية الدموية من مكان إلى مكان ما دام النقل من إنسان إلى إنسان إلا أنني من باب الطرفة كنت أضرب مثلاً لمن يحل مشكلة بمشكلة، أي أنا من أجل أن يبقى أولادي في البيت سآتي لهم بكل أجهزة اللهو لأن مشكلة الأولاد مشكلة، سأحلها بهذه الطريقة كنت أقول دائماً لا تحل مشكلة بمشكلة، فلو أن ندبة مشوهة لشكل الإنسان في خده الأيمن أردنا أن نعالجها تجميلياً فقال الطبيب: سننزع لك من هذا المكان قطعة لحم جيدة نضعها هنا الندبة انتقلت من هنا إلى هنا، هل هذا علاج ؟ شيء مضحك أما واقع، آلاف الآباء يعالجون مشكلة بمشكلة أخطر أي الدخل قليل فنؤجر غرفة إذاً بالبيت لطالب، هنا صار إنسان أجنبي بالبيت و الرجل له عمل يذهب الثامنة صباحاً، هذا الطالب جامعته الساعة العاشرة يوجد بالبيت زوجة صاحب البيت، صار هناك خلوة هل نعالج مشكلة الدخل القليل بتأجير غرفة داخل البيت لإنسان غريب أجنبي ؟ هذه مشكلة كبيرة و بشكل عام لا تعالج مشكلة بمشكلة إذاً يجوز نقل العضو من مكان من جسم الإنسان إلى مكان آخر من جسمه مع مراعاة التأكد من أن النفع المتوقع من هذه العملية أرجح من الضرر المترتب عليها، هذه قضية دقيقة جداً في ما أعلم في أكثر البلاد المتقدمة علمياً لا يمكن أن تستشير جراحاً في عملية لماذا؟ لأنه هو كإنسان قبل أن يلتزم و قبل أن يعرف الواحد الديان من مصلحته إجراء عملية جراحية لذلك لا يستشار في إجراء العملية إلا الأطباء الآخرون، طبيب داخلي هو الذي يشير بإجراء عملية أو عدم إجراء عملية، فلذلك مع مراعاة التأكد من أن النفع المتوقع من هذه العملية أرجح من الضرر، أحياناً النجاح بالمئة ثلاثين، بالمئة عشرين، و أحياناً الضرر قليل جداً و قد يكون قاتلاً، هناك عمليات جراحية تودي بصاحبها، إذاً لا يجوز نقل عضو من مكان إلى مكان في إنسان واحد إلا إذا كان النفع من هذه العملية أرجح من الضرر المترتب عليها و بشرط أن يكون ذلك لإيجاد عضو مفقود أو لإعادة شكله _أو وظيفته المعهودة له أو لإصلاح عيب أو لإزالة دمامة تسبب للشخص أذى نفسياً أو عضوياً، معنى ذلك الجراحة التجميلية مسموح بها إذا كان هناك تشويه أما بلا تشويه للتحسين ممنوع، لإصلاح التشويه مسموح، ما كل جراحة تجميلية يسمح بها الشرع، أحياناً يوجد شكل مشوه لا يحتمل، هذا القرار الأول يجوز نقل العضو من مكان من جسم الإنسان إلى مكان آخر من جسمه مع مراعاة التأكد من أن النفع المتوقع من هذه العملية أرجح من الضرر المترتب عليها و بشرط أن يكون ذلك لإيجاد عضو مفقود أو لإعادة شكله أو وظيفته المعهودة له أو لإصلاح عيب أو إزالة دمامة تسبب للشخص أذى نفسياً أو عضوياً.
ثانياً: يجوز نقل العضو من جسم إنسان إلى جسم إنسان آخر هذه جديدة، إذا كان هذا العضو يتجدد تلقائياً مثل الدم لا يوجد مشكلة نقل الدم لا يوجد مشكلة أما الآن يوجد مشكلة، المشكلة الآن و هذا من أعظم الآيات الدالة على عظمة الله، صار لمرض الإيدز خبرات عالية جداً، يمكن أن تأخذ دماً من إنسان و تفحص هذا الدم في المخابر المعتمدة و يأتي الجواب سلبياً لا يوجد إيدز و تأخذ هذا الدم و تعطيه لمريض سليم فإذا هو يصاب بالإيدز، السبب أن هناك لهذا الفيروس ستة أشهر يسميها العلماء الصمت المخبري، يمكن أن تأخذ دماً مفحوصاً بأحدث الأجهزة و النتيجة سلبية و هذا الدم مصاب بفيروس الإيدز و هذا الفيروس ينقل المرض إلى المريض، ما التوجيه الآن ؟ اسمعوا هذا التوجيه الرسمي هناك العمليات نوعان عملية باردة و عملية حارة، العملية الباردة أن إنساناً يريد أن يستأصل مثلاً المرارة أفضل شيء الآن أن نأخذ من دمه و نخزن من دمه ليوم العملية، قبل شهرين كل أسبوع نأخذ ثلاثمائة سنتمتر يتجمع خمس لترات أو ثلاثة لترات ليوم العملية، هذه العملية اسمها عملية باردة، أما حينما يصاب الإنسان بحادث فجأة و لابد من إجراء عملية فورية بعد ساعة و يحتاج إلى دم ماذا نفعل ؟ قديماً كان نأخذ من بنك الدم دماً مفحوصاً الآن الفحص لا قيمة له و لو كان مفحوصاً لأنه إنسان تبرع بدمه فحصناه النتيجة سلبية، إذاً الدم نظيف لكن في دور الصمت المخبري ـ الصمت المخبري أي أن هذا الدم أثناء الفحص لم يظهر ـ الأغرب من ذلك أن كل وسائل الاختبار تكشف سلالة من الإيدز أو سلالتين، له عدة سلالات فقد تأتي النتيجة سلبية من سلالة، إيجابية من سلالة، الآن التوجيه الرسمي و دققوا في هذا الكلام أيها الأخوة عافانا و إياكم من أية عملية حارة، و لكن إذا الإنسان اضطر التوجيه الرسمي ابحث عن قريب لك مستقيم و خذ من الدم، المستقيم دمه طاهر، في شهر تشرين نشروا خمس ست قصص شيء مخيف، امرأة ذهبت إلى ألمانيا لإجراء عملية و معها ابنها، ابنها في بعض الليالي زلت قدمه مع امرأة، اضطرت أن تأخذ الدم فأخذت من ابنها و هي محجبة و لها أولاد و سيرتها عطرة أصيبت بالإيدز، هذه قصة رويتها من على المنبر قصة ثانية إنسان ذهب إلى مهمة لأمريكا و زلت قدمه، عاد يحمل هذا المرض نقله لزوجته و لجنينه الذي في بطن زوجته، و مات هو و ماتت زوجته و مات ابنها الذي في بطنها و لم يبقَ له سوى ابنة عاشت بلا أب و لا أم، أي عدة قصص رويت في هذه الجريدة يقشعر منها جلد الإنسان، هذا المرض مرض يصعب شفاؤه و ما أسهل أن تتوقى منه بالعفة و الاستقامة فالإنسان إذا اضطر إلى أن يجري عملية حارة فجائية يجب أن يبحث عن قريب مستقيم طاهر ليأخذ من دمه الطاهر إذاً القرار رقم اثنين: يجوز نقل العضو من جسم إنسان إلى جسم إنسان آخر إن كان هذا العضو يتجدد تلقائياً كالدم و الجلد و يراعى في ذلك اشتراط كون الباذل كامل الأهلية، إذا كان صغيراً هذا لا يجوز.
ثالثاً: يجوز الاستفادة من جزء من العضو الذي استؤصل من الجسم لعلة مرضية لشخص آخر، أي أحياناً يضطر أطباء العيون إلى أن يقلعوا عيناً في حالات مرضية خاصة، إن لم يقتلعوها تصاب أختها، الآن إذا اقتلعنا هذه العين هل يجوز أن نستفيد من قرنيتها ؟ يجوز، فنشفي بها إنساناً مصاباً بالعمى، إذاً تجوز الاستفادة من جزء من العضو الذي استؤصل من الجسم لعلة مرضية لشخص آخر كأخذ قرنية العين لإنسان عند استئصال العين لعلة مرضية، هذا القرار رقم اثنين من عضو بإنسان إلى الإنسان نفسه لا يوجد مشكلة من إنسان إلى إنسان يتجدد تلقائياً لا يوجد مشكلة، من إنسان إلى آخر لا يتجدد لكن استؤصل لعلة مرضية لا يوجد مشكلة.
يحرم نقل عضو تتوقف عليه الحياة كالقلب من إنسان حي إلى إنسان آخر، هذه أصبحت جريمة قتل، أي إنسان أحياناً يخطف و يؤخذ قلبه أو تؤخذ كليته أو يؤخذ كبده هذه جرائم، يحرم نقل عضو تتوقف عليه الحياة كالقلب من إنسان حي إلى إنسان آخر يحرم نقل عضو من إنسان حي يعطل زواله وظيفة أساسية في حياته لذلك الموضوع الآن الخلاف بين علماء الطب يا ترى إنسان له كليتان هل يجوز أن يتبرع بإحدى كليتيه إلى إنسان آخر الجواب يجوز و لا يجوز، إذا أثبت الطب أن استئصال إحدى كليتي الإنسان يؤثر على كليته الثانية و يرفع احتمال إصابتها إلى نسبة أعلى لا يجوز، أما إذا ثبت أن استئصال كلية للإنسان لا تؤثر إطلاقاً على مستقبل حياته يجوز، إذاً من هو المفتي الآن ؟ هو الطبيب، و إذا الطبيب لا يوجد عنده جواب قطعي نقول القضية لا تزال خلافية، و هذا أرجح الأقوال جواب قطعي لا يوجد حتى الآن، قلت لكم قبل درسين أنه عملية جراحية ناجحة جداً نجحت في كندا و هي عملية تجميلية، وضع لدائن بلاستيكية مرنة في ثدي المرأة المتقدمة في السن فيبدو أنها تعود شابة، مليونين عملية أجريت في كندا، خطر السرطان يهدد هؤلاء النسوة جميعاً و الآن يوجد تعويض من الدولة فيحرم نقل عضو من إنسان حي يعطل زواله وظيفة أساسية في حياته و إن لم تتوقف سلامة أصل الحياة عليها كنقل قرنية العينين أو كلتيهما، أي إذا كان نقلنا قرنية العين فقدنا له بصره و لكن يقول لك لم يمت، ماذا لم يمت فقدنا له بصره أي تفرقة لا يوجد عندنا معقول أن نصيب إنسان بالعمى ليبصر إنسان آخر هذا شيء مستحيل أما إن كان النقل يعطل جزءاً من وظيفة أساسية فهو محل بحث و نظر كما سيأتي في الفقرة الثامنة، إذا كان جزءاً من وظيفة أساسية لا يزال الموضوع محل بحث و مناقشة.
سادساً: يجوز نقل عضو من ميت إلى حي تتوقف حياته على ذلك العضو أو تتوقف سلامة وظيفة أساسية فيه بشرط أن يأذن الميت أو ورثته، أي مرة و هم يغسلون ميتاً يظهر أنه استؤصلت عيناه ووضعت كرة بلورية، الخياطة سريعة، المغسل شدّ يده زيادة فظهرت الكرتان، أقيمت دعوى و القضية أصبحت كبيرة لأنه استؤصلت قرنية العينين من دون إذن أهل الميت، إذاً بشرط أن يأذن الميت أو ورثته بعد موته، هناك طبيب رحمه الله في هذا البلد الطيب تبرع بقرنية عينيه إلى المرضى ووصيته أن يذهب النعش من بيته إلى المستشفى لتستأصل قرنية العين ثم يتابعوا، الأطباء زملائه رفضوا ذلك تكريماً له، أو بشرط موافقة ولي المسلمين إذا كان المتوفى مجهول الهوية، إنسان بحادث لا يوجد معه هوية نقل إلى المستشفى إلى البراد ووضع فيه، هذا الإنسان مجهول الهوية من الذي ينبغي أن يوافق عليه ؟ ولي أمر المسلمين.
سابعاً: ينبغي ملاحظة أن الاتفاق على جواز نقل العضو في الحالات التي تم بيانها مشروط بأن لا يتم ذلك بوساطة البيع، البيع محرم، بكم ؟ بألف دولار، مبلغ لا قيمة له إطلاقاً خمسين ألف ليرة الآن الدولة تدخلت و هناك عقوبات رادعة و قاسية جداً لمن يضبط متلبساً ببيع كليته، القرار السابع: لا يجوز نقل العضو بيعاً إذ لا يجوز إخضاع أعضاء الإنسان للبيع بحال ما، أي إذا سمح بها كلما تضايق يبيع عضواً، هذه مشكلة كبيرة جداً، باع أول كلية، باع قرنية أول عين، مشكلة كبيرة، و هذا احتقار لنعمة الله عز وجل الله ملكك هذه النعمة، القرار: أما بذل المال من المستفيد ابتغاء الحصول على العضو المطلوب عند الضرورة أو مكافأة و تكريماً فمحل اجتهاد و نظر، أي البائع محرم، الشاري مضطر نرجو الله أن يعفو الله عنه، الشاري له وضع آخر، صاحب الحاجة أعمى هناك طبيب لطيف كتب في عيادته صاحب الحاجة لطيف، أي ينبغي أن يكون لطيفاً حتى تيسر له حاجته، أما القاعدة صاحب الحاجة أعمى، صاحب الحاجة أرعن، فالقرار واقعي إذا الإنسان مضطر حب الحياة غال جداً فإذا دفع الإنسان نقول نرجو الله أن يعفو الله عنه، هذا محل اجتهاد و نظر أما أن يبيع الإنسان كليته هذا محرم.
ثامناً: كل ما عدا الحالات و الصور المذكورة مما يدخل في أصل الموضوع فهو محل بحث و نظر و يجب طرحه للدراسة و البحث في دورة قادمة، أي أنا أعجب تجد أخاً ثقافته الدينية محدودة جداً إطلاعه سطحي، ببساطة يقول لك حرام، يجتمع خمسين عالماً، مئة عالم و كل واحد معه شهادات عليا و معه دراسة، يتناقشوا بموضوع أربع أسابيع لا يوجد بهم أن يقولوا حرام ببساطة و لا حلال موضوع الحلال و الحرام قضية كبيرة جداً، لا يجرؤ إنسان على تحريم شيء أو على تحليله إلا بدليل قطعي، تلاحظون أكثر القرارات يقول لك: هذا القرار أرجأ البت فيه إلى دورة أخرى، السبب ؟ المحاضرات غير كافية، يبدو أنه تلقى عشرين، ثلاثين محاضرة من فقهاء، من علماء، من خبراء من اقتصاديين، من أطباء، و مناقشات مديدة و طويلة ثم ينتهوا إلى قرار معتدل و فيه تحفظ فالإنسان كلما كان متحفظاً في قراراته معنى ذلك أنه عاقل، و كلما كان متسرعاً معنى ذلك أنه أي مثلاً رجل سأل أي شخص له عملاً دينياً قال له: نحن هل يجب أن نعمل جرداً للزكاة ؟ أنا عندي بضاعة بهذا المحل أي المئة ألف سأقيمها بمئتي ألف ليس لديه وقت ليعمل جرداً، قال له: لا بأس لا يوجد مشكلة، بالمنطق هناك بضاعة بمئة أنا أقيمها بمئتين، بلا جرد ليس لدي وقت، يوجد بضاعة صغيرة و عديدة فأفتى له، و لكن ربنا قال:

﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24)﴾

[ سورة المعارج ]

لم يقل مقدراً تقديراً عشوائياً، الجواب إذا أنت قدرت بضاعتك التي هي مئة ألف بمئتي ألف ستجد ألف إنسان سيقدر المئة بخمسين إذا لغينا الجرد و لغينا الإحصاء فكلمة حلال و كلمة حرام لا تتسرعوا فيها إطلاقاً، التحريم أولاً تحريم الحلال لا يقل عن تحليل الحرام، أخ من أخوانا الكرام وقع بضائقة مالية شديدة جداً، تراكمت عليه الديون من كل جانب، هو يعمل في التحف الشرقية جاءه عرض يصنع خمسين أو مئة بيت مصحف يحلوا له كل مشاكله المالية، و عمل طيب و ربح وفير، سأل أخ قال له: حرام، _لأنه الذي كلفه فيها غير مسلم، فتحليل الحرام و تحريم الحلال لا يقل في نظر الشرع عن تحليل الحرام، فكلمة حلال و حرام خففوا منها قليلاً لأدرس، و هناك صفة ممقوتة عند الناس الجبان ممقوت إلا في الفتوى محمود، تريث و راجع نفسك و راجع المراجع و اسأل و استأنس و أعطي الفتوى، لأن الفتوى جسر إلى جهنم أحياناً، قال: كل ما عدا الحالات و الصور المذكورة مما يدخل في أصل الموضوع فهو محل بحث و نظر و يجب طرحه للدراسة و البحث في دورة قادمة، الموضوع كما قلت محل جدال طويل في مصر و في الشام و في معظم بلاد المسلمين، أما لو سألتموني هؤلاء الذين حرموا نقل الأعضاء ما حجتهم ؟ لهم حجة أن الإنسان مكرم و يمنع التمثيل بجثته بعد موته تكريماً له، كلام طيب يمنع التمثيل بغرض إهانته، أما لو أنه تبرع هو بقرنية العين و بعد أسابيع سيغدو تحت التراب و هذه القرنية أعدنا بها البصر إلى إنسان حي، هناك أحياناً فتوى بعيدة عن العقل إذا كان مثلنا بجثة من أجل أن نهينها كلام طيب، أما إذا أردنا إذا المتوفى قبل أن يموت تبرع بهذه القرنية و لا يوجد عملية إهانة و لكن هناك عملية رد البصر لإنسان آخر هذا لا شيء فيه.
أخوانا الكرام:
نكتفي بهذا الدرس بموضوع انتفاع الإنسان بأعضاء جسم إنسان آخر حياً كان أو ميتاً، و إن شاء الله في درس آخر نتابع هذا الموضوع، أي أنهيت الدرس قبل أذان العشاء لأنني مضطر أن أكون واقفاً في تعزية، أرجو الله سبحانه و تعالى التوفيق لجميع المؤمنين.