إنهاء الانقسام.. والحل الأمثل

thumb (3).jpg
حجم الخط

وفيق زنداح

 

في ظل ما نتعرض له ... وما يواجهنا ... وما يتغلغل بداخلنا ... وما كان من نتائج هذه السنوات العجاف من فقر وبطالة ... مرض وجوع ... ونقص بالخدمات ونحن نعيش بهذا السجن الكبير وما يمكن ان يولد من فتن واحقاد ونتائج لا نقبل بها ... ولا يمكن ان نبررها او نعطيها صفة وطنية ... بل ان الكل الوطني والذي وقف وقفة رجل واحد ازاء ما جرى من محاولة اغتيال فاشلة للقائد الوطني الفتحاوي أحمد حلس ... يؤكد ان هذا الكل لا يقبل بالفتن ... ولا يقبل بالفلتان الامني ... بل الجميع من مصلحته واولوياته المحافظة على الامن الداخلي .. وعدم ضياع الاستقرار حتى وان كان في ظل الانقسام تحت أي مبرر او ذريعة .
نحن نعيش بجغرافية واحدة ... في ظل ديموغرافية سكانية ... وحالة اجتماعية ذات مشارب عديدة وأيدولوجيات وافكار ... الا اننا بأغلبيتنا العظمى ذات علاقات جوار ونسب وصداقة ممتدة ولا تستطيع الافكار والأيدولوجيات ولا حتى المصالح والاجندات ان تزرع بقلب أحد منا حقدا على الاخر او نية مبيته للانتقام من الاخر ... فهذا ليس من شيمنا واخلاقنا عاداتنا وتقاليدنا .. وما يحكم كلا منا من ضوابط اجتماعية ووطنية تربينا عليها ... ونشأنا من خلالها ... ولا يمكن ان نتنازل عنها .
عندما نقول ان انهاء الانقسام هو الحل الامثل ... والافضل .. والممكن ... والمتاح ... فإننا لا نبالغ ولا نطرح شيئا من الخيال ... بل ان ما نتحدث به واقعا قائما وملموسا ويجب اعتماده والسير على هداه .
انهاء الانقسام سيوفر لنا الكثير من المعالجات الوطنية التي نحن بحاجة اليها ... سيوفر لنا واقعا سياسيا اقتصاديا .. اجتماعيا ... قانونيا .. أمنيا ... لا يستطيع أحد من خفافيش الظلام او المندسين او اصحاب الاجندات الخاصة ان يفعلوا فعلتهم وان يخلطوا الاوراق وان يزيدوا من مساحة التشكيك واطلاق الاتهامات .
لان واقع الاستقرار في ظل حكومة وسلطة وطنية واجهزة سيادية ... وبعيدا عن كافة اشكال المناكفات والمزايدات والشعارات المفرغة ستكون امورنا أفضل ... وستكون مساحة تحرك مثل هؤلاء القتلة المارقين العابثين المتصيدين للحالة القائمة ضيقة ... ومكشوفة .
ضرورة انهاء الانقسام ... ضرورة وطنية ملحة تفرضها كافة الظروف القائمة ... وتجعل من ضروراتها أمرا حاسما ... حتى لا نكون عرضة للفلتان وللفتن والتي يصعب محاصرتها اذا ما اشتعلت النيران (لا سمح الله) .
فصائلنا الوطنية والاسلامية وبكافة مشاربها وأيدولوجياتها لا يكفي ان يكون دورها بالاستنكار والادانة والقول بأن هذا الفعل جبان ومدان .. واننا نحذر من الفلتان وفقدان الامن واننا ... واننا ... الخ .. ولا نخطو خطوة واحدة في اتجاه انهاء الانقسام واتمام المصالحة ... وتضييق الخناق والتحرك على العابثين والمارقين والمرتزقة ممن يبيعون ضمائرهم .
المرحلة التي نعيشها اليوم تزداد بمصاعبها وتحدياتها في ظل ما يدبر ضد قضيتنا ومشروعنا الوطني ... وما يجري الاعداد له من صفقة امريكية ... وما يمكن ان يكون من نتائج انتخابات اسرائيلية ستفرز حكومة لا تقل بعدوانها وجرائمها عن حكومات سابقة ... أي اننا امام مرحلة قادمة فيها من الخناق الاقتصادي والمالي ... كما فيها من احتماليات العدوان ... كما فيها من الاستهداف المباشر وغير المباشر لقضيتنا ولمشروعنا الوطني ولقيادتنا الشرعية .
أي ان المطلب بإنهاء الانقسام باعتباره الحل الامثل لمعظم المشاكل التي نعيش فيها بالسياسة والاقتصاد وبكافة الملفات الصحية والاجتماعية والاقتصادية والتي تزداد بشدتها حتى وصلت الى الكثير من الاسر التي طالها الفقر والمرض بل اكثر من ذلك .
نحن امام مرحلة غاية بالصعوبة وتزداد بضراوتها وشراستها ... لكننا وللأسف الشديد لم نتحرك ... ولم نقم بواجباتنا بل نترك كافة امور حياتنا الى ردود الافعال ... وليس الفعل المسبق للحدث هنا او هناك 
هذه الحالة من ردات الفعل التي لم يسبقها فعل مخطط ومدروس ... ارادة جامعة .... ونوايا صادقة سيبقى الفعل ضعيفا .... ورداته اضعف ... وسيترك المجال لمن يريدون التصيد والتلاعب بنا فرصة اضافية .
فرصتنا السانحة والممكنة وبجهود الاشقاء المصريين ان ننهي حالة الانقسام وان تتم المصالحة في ظل حكومة واحدة وسلطة واحدة وان تجرى الانتخابات الديمقراطية وان يقوم الشعب بصناعة واقعه ومستقبله في ظل امن وامان وحرية وسيادة للقانون ... هكذا يمكن ان نتجنب الكثير مما يخطط ضدنا وما يدبر من مخططات قد تأخذنا الى مربعات خطيرة ... نحن بغنى عنها ... ولا نقبل بها ... بل نرفضها .