ربما تثير رؤية المدير لأحد موظفيه وهو يأخذ قيلولة أثناء العمل غضبه، وقد يعمد إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضده وضد من يقوم بمثله ليجعله عبرة لمن اعتبر.
لكن الحقيقة العلمية المؤكدة هي أن القيلولة قد تنقذ حياة هذا الموظف، بحسب ما كشف بحث جديد.
ووفقا لبحث أجراه عدد من الباحثين اليونانيين، فإن القيلولة في وسط النهار لها فوائد صحية خفية، كما ذكرت صحيفة "ذي ستار" البريطانية.
ويعتقد الباحثون اليونانيون أن قيلولة سريعة خلال النهار يمكن أن تقلل ضغط الدم، بصورة ملحوظة، الأمر الذي يقلل كثيرا من فرص الإصابة بنوبة قلبية أو جلطة دماغية.
وجاءت خلاصة البحث اليوناني بعد جمع بيانات لأكثر من 210 أشخاص، حيث وجد الباحثون أن قيلولة اعتيادية لمدة ساعة تقلل من ارتفاع ضغط الدم وتهبط به إلى الحالة الاعتيادية.
وأظهرت النتائج أيضا أن قيلولة لمدة ساعة أدت إلى انخفاض ملحوظ في ضغط دم المشاركين في الدراسة العلمية.
وحدد العلماء مقدار الانخفاض في ضغط الدم خلال قيلولة الساعة في النهار بحوالي 3 ميليمتر زئبقي في المتوسط.
وبالمقارنة، فإن دواء لمعالجة ارتفاع ضغط الدم يعمل على خفض الضغط إلى حدود بين 5 و7 ميليمتر زئبقي.
وقال طبيب القلب في مستشفى أسكليبيون العام بمدينة فولا في اليونان، مانوليس كاليستراتوس "إن القيلولة في النهار تعمل على خفض مستويات الضغط بالطريقة ذاتها التي تحدثها التغييرات في نمط الحياة".
وأوضح أن خفض مستوى ضغط الدم بحدود 3 ميليمتر زئبقي يمكن أن يحدث اختلافا كبيرا فيما يتعلق بصحة الإنسان، مضيفا أن هذا المستوى من الانخفاض قد يجنب المرء خطر الإصابة بالنوبات أوالجلطات القلبية والدماغية.
وأضاف كاليستراتوس في نشرة الكلية الأميركية لعلوم القلب "نحن لا نريد تشجيع الناس على أخذ قيلولة لساعات خلال النهار، ولكن يجب ألا يشعر أولئك الذين يأخذون تلك القيلولة بالذنب إذا ما أخذوا بعين الاعتبار الفوائد الصحية للقيلولة".
يشار إلى أن اليوم العالمي للنوم يصادف الجمعة الثالثة من شهر مارس، ويهدف الاحتفال به إلى التذكير بفوائد النوم وتأثيره على الصحة.