الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الأمر والنهي علة كافية لاتباع الأمر و لاجتناب النهي :
أيها الأخوة الأكارم، لا زلنا في موضوع دقيق ألا و هو "الربا" لقد بينت لكم في الدرس الماضي- و هذا هو الدرس الثاني- بينت لكم في الدرس الماضي أن تسعة أعشار المعاصي تأتي من كسب الرزق، واذكروا أنّ العلم نور و العلم حارس، و الإنسان عليه أن يتفقه، لأنه إذا تفقه عرف الحق من الباطل، والخير من الشر، و الحلال من الحرام، لكن الدرس اليوم محوره: مضار الربا، و قبل أن نتحدث عن مضار الربا لا بد من مقدمة قصيرة و هي أن المؤمن الحق إذا علم أن كل أمر تلقاه عن الله عز وجل أو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا ثبت لديه أن هذا أمر الله و أن هذا أمر النبي عليه الصلاة و السلام فهذه هي الوسيلة الوحيدة التي تقنعه بالكف عن كل ما هو حرام، لكن إذا بحثنا عن حكمة التشريع و عن مضار المعاصي و عن فوائد الطاعات فهذا من أجل الدعوة إلى الله بشفافية ووضوح، المؤمن ما دام أن الله عز وجل قد أمره و نهاه، فالأمر والنهي علة كافية لاتباع الأمر و لاجتناب النهي، لأن الأمر تنبع قيمته من قيمة الآمر، و الآمر هو الله، و الآمر هو الخالق، على كلٍّ ليس هناك من مانع أن نبحث في الحكم ليزداد الإيمان قال تعالى:
﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾
[ سورة البقرة : 260 ]
مضار الربا :
ليس هناك من مانع أن نبحث في الحكم لنستطيع أن ندعوَ إلى الله لأن الدعوة المعللة التي تدعمها الأدلة و الشواهد الواقعية أجدى وأقوى، فيمكن أن تأمر الناس بأمر الله عز وجل، وأن تنهاهم عما نهى الله عنه
أما حينما تقدم التحليل الدقيق و الفوائد العظيمة المترتبة على طاعة الله عز وجل و النتائج الخطيرة التي تنتج من معصية الله عز وجل فهذا من شأنه أن يقنع الناس بأحقية هذا الدين.
وبعد، فمضار الربا أيها الأخوة أكثر من أن تحصى كما بينت لكم في درس سابق، فالمعصية يكبر حجمها إذا كبر خطرها، هناك صغائر و هناك كبائر، فكلما ازداد الخطر الذي ينتج عن المعصية يزداد حجم المعصية، وكلما قلّ الخطر الذي ينجم عن المعصية يقل حجم المعصية، فما من آية بالقرآن الكريم، وما من معصية ذكرت في القرآن الكريم توعد الله مرتكبيها بحرب من الله ورسوله كمعصية الربا، المعصية الوحيدة التي توعد الله مرتكبها بحرب من الله ورسوله هي معصية الربا، لماذا؟ لأن هذه المعصية لها آثار سيئة في المجتمع بأكمله، أي مجتمع بأكمله يمكن أن يضطرب، يمكن أن يدمر، يمكن أن ينسحق من خلال هذه المعصية الخطيرة التي تفشت بالعالم كله.
نتائج معصية الربا :
أول نتيجة خطيرة من نتائج معصية الربا، أن الربا يمنع من إنشاء المشروعات المفيدة للمجتمع، والإنسان بالأساس يريد أن يستثمر ماله ليأخذ منه عائداً يعود عليه، فهذا الاستثمار إما أن يكون في مشروعات نافعة وإما أن يكون عن طريق الربا.
الأصل أن المال إذا ولّدته الأعمال فهذه مشروعات بناءة ومفيدة، وتعود بالخير على المجتمع كله، أما المال إذا ولده المال فقط فهذا هو الربا.
الربا يعني أن المال يولد المال من دون أعمال، أما الأعمال إذا ولدت المال، فهذا يشير إلى أن صاحب العمل الذي ولد المال استفاد وكذلك المجتمع استفاد.
أيّ مشروعٍ زراعي، أيّ مشروعٍ صناعي، أي مشروع تجاري، أي مشروع خدمات مع أن أصحابه يربحون لكن هم يطرحون خدماتهم أو بضائعهم أو منتجاتهم على تنوعها في المجتمع، وإذا طرحت هذه المواد، أو تلك المنتجات، أو هذه الخدمات، انخفضت الأسعار، وهذه قاعدة صحيحة، والشواهد كثيرة جداً، عندنا قاعدة وهذه القاعدة أشرت إليها في الدرس الماضي؛ تصور مخروطاً ومحوراً، هذا المخروط هو مؤشر الأسعار، والدوائر متعاقبة، وأوسع دائرة في القاعدة ثم تصغر هذه الدوائر إلى أن تتلاشى في القمة، الدوائر تمثل الشرائح المستفيدة من هذه السلعة، أو هذه المادة المُنتَجة، أو هذه الخدمة، والمحور يمثل ارتفاع السعر، وكلما ارتفع السعر ضاقت شريحة المستفيدين منه، وهذه قاعدة ذهبية.
توافر المواد يخفض سعرها، وإذا انخفض السعر اتسعت شريحة المستفيدين، فإذا اتسعت شريحة المستفيدين عمّ الرخاء، هناك بعض المواد حينما كانت ممنوعة كان سعرها مضاعفاً فلما سُمح باستيرادها وأصبحت مبذولة بين أيدي الناس انخفض سعرها إلى النصف.
الإنسان حينما يوظف أمواله في مشروعات إنتاجية يسهم بشكل أو بآخر بخفض الأسعار، والأسعار إذا انخفضت اتسعت شريحة المستفيدين، فإذا اتسعت شريحة المستفيدين عمّ الرخاء.
فلو أن إنساناً أسس مشروعاً بقرض ربوي هل يستطيع أن يبيع سلعته بسعر يساوي سعر مشروع أسس من دون قرض ربوي، سؤال دقيق، فهذان مشروعان بحجم واحد، في اختصاص واحد، بسلعة واحدة.
مشروع أسس بقرض ربوي بحسب التكاليف وأحد هذه التكاليف الفائدة، وَضَعَ التكاليف ووضَع هامشَ ربحٍ وطرحَ السلعة في السوق.
المشروع الثاني القرض الحسن غير ربوي، وضعَ التكاليف ووضَع هامش الربح وطرحَ السلعة في السوق، أيّ السلعتين أعلى سعراً؟ سلعة المشروع الربوي. هذا بشكل مبسط.
أيّ مشروع بني على قرض ربوي يطرح سلعه بأسعار مرتفعة، الربا من هذه الزاوية يسهم برفع السعر، وإذا أسهم برفع السعر قلت نسبة المنتفعين، وإذا قلت نسبة المنتفعين اضطر المنتج أن يخفض إنتاجه، انظروا إلى هذه الحلقة المفرغة، انخفض الإنتاج.
أخطر شيء في الربا :
هناك قصة ترويها كتب الاقتصاد، الكساد الخطير الذي كان في عام ألف وتسعمئة وثمانية وثلاثين والذي كان في أوربا، طفل صغير كادَ يموت من البرد سأل أباه: أين الفحم يا أبتِ؟ فوالده فُصِل من عمله لماذا؟ لأنه يوجد كساد بالفحم في المناجم ولا يوجد بيع فاستغنوا عن العمال، فلما سأل الابن أباه لماذا لا يوجد عندنا فحم؟ قال: يا بني لكثرة الفحم، ليس عندنا فحم نتدفَّأ به لوفرة الفحم في المعامل، فالفحم متوافر لأنَّ سعره مرتفع فصار كساد وصارت بطالة، والذي ترك عمله ليس في إمكانه أن يشتري فحماً يتدفَّأ به.
القضية خطيرة جداً، قضية قوانين اقتصادية، هذا المحور المخروط؛ انتبهوا إليه، كل شيء يرفع السعر يضيق دائرة الاستفادة، والمشكلة أنّ الدائرة إذا ضاقت يقل الإنتاج، والبضائع تتكدس في المستودعات، ويخفضون الإنتاج، وإذا خفض الإنتاج استغنوا عن العمال ووقعت بطالة.
أخطر شيء في الربا أنه يصرف الناس إلى استثمار أموالهم بطريقة الربا المريحة، ويبعدهم عن استثمارها بالمشروعات الناجحة، هذا أول شيء، كانوا قبل سنوات عديدة يقيسون قوة الدولة الاقتصادية بمدى التغطية الذهبية لعملتها الورقية، وهذا المقياس أصبح فاسداً، أما الآن فالقوة الاقتصادية في أمة هي القدرة على الإنتاج، إذا كان عندها منتجات وتصدر أكثر مما تستورد فهذا البلد أو هذه الأمة قوية، إذاً الربا يسهم في صرف الأموال لا إلى مشروعات إنتاجية نافعة، بل إلى الاستثمار عن طريق الفائدة، وهذا يسهم في رفع الأسعار، وفي قلة المستفيدين من منتجات زراعية، أو صناعية، أو خدمات، وهذا يؤدي إلى البطالة.
أحد العلماء الاقتصاديين في العالم الغربي يقول: إن ارتفاع سعر الربا يجعل الناس كسالى.
تصور إنساناً لا يعمل، يستيقظ الساعة الثانية عشرة ظهراً، لأن أمواله مستثمرة في مشروع ربوي، وربحه ثابت، لا يهمه نزلت المطر أم لا، ويقول: بلا مطر أفضل، ولا يهمه كساد ولا يهمه رواج، لا يهمه تقدم الأمة، فربحه ثابت، لذلك أقسى قلب هو قلب المرابي، أو الذي يستثمر ماله عن طريق الربا لأنه لا يوجد عنده مشكلة.
أما المزارع فقد أقسم لي بعضهم أن بعض المزارعين حينما هطلت الأمطار انهمرت مع الأمطار دموعهم فرحاً بهذه الأمطار، ترى المزارع متعلقاً برحمة الله، التاجر يشتري البضاعة ويقول: يا جبار تخرج من أعماق قلبه، مرة قلت لتاجر: هذا القماش جميل، فقال لي: ليس القماش جميلاً ولكن الذي يباع هو الجميل.
المرابي بما أن ربحه ثابت ودخله لا يهزه شيء، لا قحط السماء ولا كساد البضاعة ولا قانون ولا شيء آخر، فقلبه قاسٍ.
المال إذا ولد المال عمّ الشقاء :
لو فرضنا أنك ممنوع بمجتمع مسلم أن تستثمر مالك إلا في الأمور الإنتاجية، وأنك ممنوع عليك استثمار المال بالربا، فعندئذ ليس لديك إلا منفذ واحد وهو المشاريع، وكل مشروع يعين على الرخاء، ويعين على توافر الحاجات، لأن أصحاب المال استثمروا أموالهم في مشاريع نافعة، دمشق تعاني أزمة مواصلات حادة جداً يقول المواطن: انتظرت ساعة ولم أجد سيارة، هذه الأموال الضخمة التي استثمرت بالنقل، هذه الحافلات الصغيرة أصحابها ربحوا أو لم يربحوا، لكنَّهم حلوا مشكلة، وأصبح تنقُل الناس ببساطة وسهولة، قال لي إنسان: على بعض الخطوط مئتان وسبعون حافلة، وإذا اصطفت وراء بعضها تملأ الخط بكامله، عندما المال يستثمر في مشروعات إنتاجية أو خدمات يعم الخير على الناس كلهم، تكاد تكون أزمة المواصلات حلت في دمشق نهائياً عن طريق هذه السيارات، تصوروا أصحاب هذه السيارات لو أخذوا أموالهم ووضعوها في بنوك أجنبية وجاءتهم الحوالات كل شهر بالعملة الصعبة، وأنفقوها على حاجاتهم الشخصية من دون أن يشعروا أن لهم علاقة، فالأزمة تزداد إحكاماً.
المال إذا ولد المال عمّ الشقاء، والأعمال إذا ولدت المال عمّ الرخاء، عندنا خياران: إما أن تستثمر هذا المال بالطرق الربوية، وإما أن تستثمرها بالمشاريع الإنتاجية، تقول لي: أعمال العِمارة جيدة، وتاجر العمار يقدم بيوتاً للناس، وكلما كان متجاوباً مع حاجاتهم أفاد واستفاد، والشابُ يحتاج إلى غرفتين، ويريد أقل سعر ممكن، وأنا أرجو الله عز وجل أن يتجه تجار البناء إلى إنشاء وحدات سكنية صغيرة جداً، تلبي حاجة الشباب الفقراء بأقل تكلفة ممكنة، إنشاء مشاريع سكنية، وإنشاء مشاريع زراعية، وتجارية، ومشاريع صناعية، ومشاريع خدمية، كلّها تنهض بالأمة، ونحن عندنا قاعدة يجب الأخذ بها: لا يجوز أن يلد المال المال، والمال لا يولد إلا من خلال الأعمال، وإذا اتجه المال إلى أن ينمو من خلال الربا والفوائد تعطلت الأعمال، وقلّت الخدمات، وقلت السلع، وقلت المنتجات، وارتفعت الأسعار، وانقسم المجتمع إلى طبقتين؛ طبقة تملك ولا تعمل، وطبقة تعمل ولا تملك، طبقة عاطلة عن العمل وهي طبقة المرابين، وطبقة تعمل ولا تملك و كل جهدها لا يكفيها قوت يومها، لذلك الأجانب حكموا عقولهم وقالوا: إن ارتفاع سعر الربا يجعل الناس كسالى في مهنهم ويصيرون مرابين. أما انخفاض سعر الربا فإنه يتيح فرصة لتطوير الأعمال والصناعة والزراعة وينفخ الروح في صناعتنا الميتة.
صفات المجتمع المتخلف :
مفكر غربي لا علاقة له بالقرآن، ولا بالربا، ولا بالتحريم، لكن من زاوية موضوعية رأى أن الربا إذا عمّ المجتمع أوقعنا في شر أعمالنا.
أحد الشيوخ العلماء يقول: إذا جرى نمو المال عن طريق الربا أفضى إلى ترك الصناعات و الزراعات التي هي أصول المكاسب، فلدينا بديلان إما أن تستثمر المال عن طريق الربا، ويتخلف فينا كل شيء، وإما أن تستثمره عن طريق مشاريع نافعة فنرقى جميعاً بها.
الإمام الفخر الرازي يقول: الله تعالى إنما حرم الربا من حيث إنّه يمنع الناس من الاشتغال بالمكاسب، وذلك لأن صاحب الدراهم إذا تمكن عن طريق عقد الربا من تحصيل الدراهم الزائدة نقداً أو نسيئة خفّ عليه اكتساب المعيشة، فلا يكاد يتحمل مشقة الكسب والتجارة والصناعة الشاقة.
والإنسان إذا كان غير مؤمن فليس معقولاً أن يبذل جهداً شاقاً، ويتحمل مخاطر شديدة حتى يربح بالمئة خمسة عشر أو عشرين في حين أنّ أيّ بنك أو أيّ مصرف في بعض الدول الأجنبية يقدم له هذا الربح نظير إيداع أمواله عنده، ثم يقول لك: أأنا مجنون لكي أعمل؟ أجل؛ هكذا يقول.
المجتمع الذي تستثمر أمواله عن طريق الربا مجتمع متخلف، بينما المجتمع التي تستثمر أمواله عن طريق المشاريع الصناعية والزراعية والخدمية مجتمع متطور ومجتمع ينمو، والقاعدة كلما توافرت السلعة انخفض سعرها، وإذا انخفض سعرها كثر المنتفعون بها، وإذا كثر المنتفعون بها عمّ الرخاء في المجتمع، وفي القرآن الكريم آيات دقيقة قال تعالى:
﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾
[ سورة الحشر : 7 ]
طرق استثمار المال:
المال أخطر ما فيه أن يتجمع في أيدٍ قليلةٍ، ويمكن أن نقول: إذا تجمعت الكتلة النقدية بين أيدي الناس ولا أعرف كم هي، قد تقول لي: خمسة آلاف مليون أو أكثر، والرقم كبير جداً فالمشكلات الاجتماعية والاقتصادية تطغى، لكن هذه الكتلة إذا كانت موزعة في أوسع شريحة فنحن بخير، أما إذا تجمعت في أقل شريحة فالشقاء يعم، أمن العدل أن واحداً يملك مليوناً ومليون لا يملكون واحداً، وهذا سبب كل المشكلات والاضطرابات والثورات وأعمال العنف.
حدثني أخ كريم يعمل في الأمن الجنائي أنه مع ضيق المكاسب وقلة الأعمال ارتفعت نسبة الإجرام إلى عشرة أمثال تقريباً، والعالم الغربي يعاني أخطر ما يعاني من البطالة، بأرقام دقيقة جداً، خمسة ملايين أو عشرة ملايين إلى درجة أن ثلاثة عشر بالمئة من القوى العاملة بلا عمل بسبب استثمار الأموال عن طريق الربا.
أما إذا استثمرت عن طريق المشروعات عمّ الرخاء، وهذه أول نقطة، المال إما أن تستثمره عن طريق الربا، أو عن طريق المشاريع الإنتاجية ، في الحالة الأولى يؤدي الربا إلى تخلف الأمة، وبالحالة الثانية تتقدم الأمة عن طريق الرخاء الاقتصادي.
بعض علماء الغرب يقول: إلغاء نظام الربا يوسع نطاق الاستثمار.
الربا أحد أسباب البطالة :
الشيء الثاني أن الربا أحد أسباب البطالة وهذه أشرت إليها في الدرس الماضي، فلا تتصور مشروعاً تجارياً أو صناعياً إلا وآلاف المصالح متعلقة به، عندك محل صغير فلابد من فواتير، إذاً فلا بد من مطبعة، و المطبعة تحتاج إلى خطاط، والمطبعة تحتاج إلى ورق، فلا بد من الاستيراد، والمستورد يريد محاسباً، والمحاسب يحتاج قرطاسية والقرطاسية... عمل متسلسل، عندما أنت تقيم مشروعاً يجب أن تُشغّل عشرات الألوف وأنت لا تدري فأنت مضطر أن تشتري حاجات، وخدماتٍ، تريد شاحنة والشاحنة لها من يصلحها من حين إلى آخر، وتحتاج زيتاً وقطع غيار، والذي يصلحها لك عنده موظفون يعطيهم معاشات، فالدولاب إذاً دائم الحركة.
ذات مرة قلت لكم: إنه لفت نظري شخصان في مكان، أحدهما صاحب معمل تطريز قال للآخر: بعنا السنة الماضية بيعاً مذهلاً، فسأله: ما السبب؟ قال له: كانت الأمطار غزيرة في الحسكة و في الجزيرة، وهو يصنع قماش تطريز و هذا بيعه قليل جداً، و لكن لأن الإنتاج الزراعي وفير جداً فالفلاح عندما اغتنى اشترى لزوجته أقمشة من الدرجة العالية، إذاً الحركة عبارة عن عجلة إذا دارت كل شيء يدور معها، فأول أضرار الربا أنه يسهم في البطالة، المرابي لا يوجد عنده غير حركة واحدة أن يضع المال بالمصرف و يأخذ إيصالاً و يقبع في بيته، لا يريد محاسباً، و لا يريد شاحنة، و لا يريد مطبعة، و لا يريد فواتير، ولا يريد أي شيء آخر، حينما أودع ماله في المصرف و قبع في بيته تقاضى الفوائد وقد يقول لك: و الله الحمد لله عندي دخل أعلى من حاجتي بكثير، و هناك نقطة هامة، هي نقطة خطيرة جداً وهي: أن الإنسان عندما يعمل يحقق وجوده، والقابع في بيته تجده في خلاف مع زوجته، وكل يوم هناك عراك طوال النهار، تطلب منه مغادرة البيت، وأن يتغيب عن المنزل لتتفرغ للعمل من دون تدخلاته، فالعمل يحقق ذات الإنسان، وعندئذ كل إنسان يأخذ دوره الحقيقي بالمجتمع.
إذاً الربا يسهم في انتشار البطالة، وهناك أرقام مخيفة في بريطانيا، فعدد العاطلين عن العمل ثلاثة ملايين شخص بنسبة أربعة عشر بالمئة من مجموع العمال، طبعاً هذه الإحصاءات كثيرة جداً والآن الغرب يعاني من مشكلات كثيرة، وأسبابها:أولاً الربا، وثانياً حلول الآلة محل الإنسان.
فمثلاً كنا لكل نول نريد عاملاً يراقبه. وبالآلة تمّ الاستغناء عن آلاف العمال.
حدثني أخ كان بفرنسا قال لي: مئة نول تراقبها كاميرا تلفزيونية واحدة، فإذا كان في معمل ألف نول، عوضاً عن ألف عامل يكفي خمسة عمال و مراقب على الشاشة فقط، وكذلك التقدم التكنولوجي الحديث جداً ساهم بالبطالة، يقولون: إن أحد الكتاب عمل عملاً فنياً أدبياً مفاده أن التقدم العالي جداً في الصناعة له منعكس اجتماعي خطير ساهم بالبطالة أيضاً، أيْ بما أن كل شيء يحل عن طريق أجهزة التحكم الآلية فلم يعد هناك دور للإنسان، إنسان خارج الفضاء مثلاً عاد بعد ألفي سنة يجد الأمر تبدل تبدلاً جذرياً، كل شيء عن طريق الآلة و الإنسان لم يعد له عمل، فنحتاج إلى موظف من بني البشر فيتقدم ملايين يأخذون شخصاً واحداً، والباقي ينتحرون مللاً.
العمل يحقق وجود الإنسان :
إذاً العمل يحقق وجود الإنسان، و من دون عمل تفسد حياة الإنسان، أي أنّ الفراغ أحد أسباب الفساد الفكري و الخلقي.
إذاً الربا يسهم أيضاً في البطالة الاجتماعية، و البطالة خطيرة جداً، والفراغ خطير بالنسبة للشباب، وإذا كان الآباء قد أكرمهم الله بأبناء صالحين، فالابن الصالح أحد أسباب صلاحه انهماكه في عمل، أو دراسة، ويكون وقته مليئاً، أما إذا كان بلا عمل أو بلا دراسة فهذا الفراغ أحد أسباب الفساد، والربا بشكل أو بآخر يسهم بفساد الإنسان، والعاطل إنسان فاسد، بالمناسبة لكي لا أتجنى على بعض الأخوة كل إنسان يطلب علماً دينياً، أو غير ديني فهذا ليس عاطلاً، والذي يطلب العلم هذا إنسان عامل من أعلى درجة، فطلب العلم أعلى درجة، فإذا كان الإنسان لا يعمل لكنه يدرس أو يطلب العلم لا يجوز أن يسمى هذا عاطلاً أبداً، النبي عليه الصلاة والسلام لما جاءه شريك يشكو شريكه طالب العلم، قال له: "لعلك ترزق به".
الربا معصية تسبب الشقاء :
عندنا شيء آخر أن الربا يسبب شقوة المقترضين لحاجاتهم الشخصية، أنت عندك حالان وأنت بحاجة للمال، فلديك طريق رحماني وطريق شيطاني، الطريق الرحماني أساسه القرض الحسن، والطريق الشيطاني أساسه القرض الربوي، ومع انتشار القرض الربوي تضعف همة الناس للقرض الحسن، أول كلمة يقولها لك: معقول أن أجمد مالي؟ فكلما انتشر القرض الربوي تضاءل القرض الحسن، فالقرض الربوي عرّفوه أنه يساعد المدين كما يساعد حبل المشنقة على إنهاء حياة هذا الإنسان، كلما مضى يوم يدفع فقط الفوائد لا غير ويبقى الدين كما هو، وهذه المشكلة تعانيها الدول الصغيرة مع الدول الكبرى، فلو كانت قروضها كلها ربوية فإنك ترى خلال عشر سنوات أو عشرين سنة يسددون فقط الفوائد وأصل القروض ثابت، إذاً الناس يطلبون المساعدة عن طريق الربا، وهذا القرض لا يساعد بل يسحق، لأن المطلوب أن يوفي أصل الدين، وعليه أن يوفي الفوائد المركبة، والإنسان بالأساس فقير وحَمَّلْته فوق طاقته، فقد تقترض مئة ألف وتجد أربعين ألفاً فوائدها، وقَّع العقد على مئة وأخذ ستين، انتفع بستين وعليه أن يدفع المئة، فلو أراد أن يعمل بها عملاً صار رأسماله قليل والمطالب كثيرة جداً، فالقرض يسبب شقاوة للمقترض وليس مساعدةً له، لذلك تجد في بعض البلاد وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لمثل هذا هناك مؤسسات للإقراض الحسن، مؤسسة للزكاة والإقراض الحسن، والقرض له فائدة كبيرة جداً، وليس كل إنسان يأخذ مساعدة، بل قد تجد إنساناً له قيمته وكرامته وعزته لا يحتاج إلا إلى قرض حسن، أما القرض مع فائدة ففوق طاقته يجب أن يسدّد أصل الدين والفوائد المركبة. أما القرض الحسن فيحل مشكلة كبيرة جداً، لذلك نرى القرآن الكريم شَجّع على القرض الحسن وعدّه عملاً صالحاً وشدد على القرض الربوي وعدّه معصية كبيرة.
في بعض بلاد شرق آسيا يولد الإنسان وهو مدين، ويعيش وهو مدين، ويموت وهو مدين، لأن القروض كلها تتنامى بفوائد مركبة، فولد مديناً وعاش مديناً ومات مديناً.
المرابي كأنه مصاص دماء يأخذ دماء الناس وتعبهم وعرقهم وكل جهدهم ولا يكفي ذلك كله لسداد ما عليهم.
قرأت في الجاهلية قبل الإسلام أحياناً كانت تصل نسبة الربا إلى ألف وثلاثمئة بالمئة، ثلاثة عشر مِثلاً، فالقرض الربوي أساسه الاستغلال والقرض الحسن أساسه الإحسان، بين أن تستغل حاجة الناس وبين أن تحسن إليهم فبينهما مسافة كبيرة جداً.
سبب تحريم الربا:
ابن القيم وهو من كبار العلماء المجددين يقول: الربا جلي وخفي، فأما الجلي فربا النسيئة، وهو الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية، مثل أن يؤخر دينه ويزيد في المال، وكلما أخّر زاد في المال حتى تصير المئة آلافاً مؤلفة وفي الغالب لا يفعل ذلك إلا معدم محتاج، فإذا رأى أن المستحق يؤخر مطالبته ويصبر بزيادة ما يبذله له تكلف لذلك ليفتدي من أثر المطالبة والحبس، ويدافع من وقت إلى آخر، فيشتد ضرره، وتعظم مصيبته، ويعلوه الدين حتى يستغرق جميع موجوداته، لذلك قال الله تعالى:
﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا﴾
[ سورة البقرة : 276]
إن الفوائد قد تستغرق كل الممتلكات وكل شيء تملكه فيربو المال على المحتاج من غير نفع يجنيه، ويزيد مال المرابي من غير نفع يحصل منه لأخيه، المستقرض سُحق ومص دمه، والمرابي سَحق ماله ومُحق من دون أن يفعل خيراً، فيأكل مال أخيه بالباطل ثم يمحق، ويقع أخوه في غاية الضرر، فمن رحمة أرحم الراحمين وحكمته وإحسانه إلى خلقه أنه حرم الربا.
لا تستغرب أحياناً أجر القرض الحسن عند الله سبحانه لا يقل عن أجر الصدقة، لأن القرض الحسن له أصحابه، والصدقة لها أصحابها، فالذي لا يقبل صدقةً تُحل مشكلته بالقرض الحسن.
الإمام الفخر الرازي يقول: السبب في تحريم عقد الربا أنه يفضي إلى انقطاع المعروف بين الناس من القرض.
مادام يوجد قرض بفائدة فلا تجد معروفاً بين الناس، لأن الذي يأخذ فائدة على قرضه شعر أنه كسب، أما الذي يقرض قرضاً حسناً فإن كان ضعيف الإيمان شعر أن ماله تجمد بلا فائدة، فكلما شاع القرض الربوي قلّ القرض الحسن، شاع الاستغلال وقلّ الإحسان، وشاع التحكم وقلّ التواصل، شاعت القسوة وقلّ التراحم، وربنا عز وجل قال: إذا أردتم رحمتي فارحموا خلقي، وإذا رآنا يقسو بعضنا على بعض إذاً نحرم رحمة الله عز وجل.
الربا إذا حُرِّم - هذا قول الفخر الرازي- طابت النفوس بقرض الدرهم واسترجاع مثله، ولو حلّ الربا لكانت حاجة المحتاج تحمله على أخذ الدرهم بدرهمين فيفضي ذلك إلى انقطاع المواساة والمعروف والإحسان.
استثمار المال بنسب ثابتة يلتقي مع الربا تماماً :
بالمناسبة هناك موضوع حساس فقد شاع بالبلد الاستثمار بنسب ثابتة، وهذه تشبه الربا تماماً، يعطيه مئة ألف ويقول له: أريد عليها ثلاثة آلاف بالشهر، تحت كلام لا نريد حسابات ومشاكل، وكل اثني عشر شهراً يتقاضى ستة وثلاثين ألفاً، يا ترى الذي أخذ هذا المبلغ ربح ستة وثلاثين بالمئة؟ إذا ربح سبعين بالمئة فممكن أن يكون مرتاحاً بالدفع وإذا ربح ستين بالمئة أعطى أصحاب الأموال أكثر مما ربح، وإذا ربح ستةً وثلاثين صار خادماً مجاناً.
أيها الأخوة الكرام، القضية خطيرة ومنتشرة جداً حتى إن أناساً يصلون ورواد مساجد يقول: أريد على المئة ألف ثلاثة آلاف بالشهر، ويرفض ألفين وخمسمئة مثلاً.
هذا هو الربا، النسبة الثابتة، فأي استثمار للمال بنسب ثابتة يلتقي مع الربا تماماً، أحياناً بشكل آخر يقول لك: أنا أريد أن أشتري بيتاً وأملك نصف ثمنه، فيأخذ قرضاً من شخص يساوي نصفه الآخر، ويعدّه مؤجراً، ويعطيه على القرض مبلغاً، الصورة عقد إيجار لكنه عملياً ربا، متى يصح أن تعطي إنساناً مئة ألف وتساهم معه في شراء بيت وتأخذ أجرة؟ هذا البيت لو صار ضمن مشروع تنظيمي، وأموالك ذهبت لأنك أنت مالك، وكذلك لو صارت مشكلة والأسعار هبطت ومبلغك قَلَّ، أما أنت فتريد مبلغك كما هو وتريد أن تأخذ عليه أجراً في هذه المدة، الصورة عقد إيجار أما الحقيقة فعقد ربوي، وكلكم يعلم أن المرابين في بلاد كثيرة يأخذون شكلاً آخر، المرابي في دولة تمنع الربا يضع سجادة على باب المحل أي إنسان مقترض للربا يقول له: أتبيعني هذه وهناك عبارة مشهورة أتبيعني هذه السجادة بألف؟ يقول له: بعتك إياها، أتبيعني إياها ديناً؟ يقول له: بعتك إياها، يكتب في دفتر الذمة من فلان ألف ليرة ثمن سجادة وانتهى العقد، ثم يقول له: أتشتريها مني بثمانمئة يقول له: اشتريتها ويعطيه ثمنها نقداً، ما الذي حصل؟ دفع الثمانمئة وسجلت ألفاً، فهذا عقد ربوي، أما في الصورة فسجادة تباع شكلاً وتشترى وهماً.
خالق الكون ألا يعرف هذا؟ أتنطلي عليه هذه الحيلة، وأحياناً تكون الحيلة على شكل صندوق شاي ومرة على شكل سلعة ما، لا يوجد غيرها يبيعها باليوم مئة مرة، يبيعها ديناً ويسجلها ويشتريها نقداً ويدفع ثمنها، ففي دفتر الحسابات سجل ألفاً ودفع صاحبه ثمانمئة، وهذا عقد ربوي.
الإنسان حينما يسلك سبيل الحيلة الشرعية فهذا إيمانه بالله صفر، لا يعرف الله أبداً، ولكني أقول لكم وأكرر: أكثر شيء شائع بين المسلمين وبين رواد المساجد الاستثمار بنسب ثابتة وهذا يلتقي مع الربا تماماً من دون شك.
واستئجار البيوت؛ ساعدته في شراء بيت وأخذت أجرة إلى حين أن يوفيك القرض، فهذه الأجرة هي فائدة في الحقيقة، أما إذا ساعدته في شراء بيت وكتب باسمك وأخذت أجرة فهذا حلال، وبعد أن ينتهي وبعد حين يمكنك أن تبيع حصتك بسعر السوق، أو أن البيت إذا صدر بحقه قرار تنظيم وصار مستملكاً ونزل سعره أو ارتفع سعره وأنت مالك والمالك ضامن فلك ذلك.
والإمام الفخر الرازي يقول أيضاً: إن الفقراء الذين يشاهدون أنه أُخذتْ أموالهم بسبب الربا يلعنون المرابي ويدعون عليه.
شيء طبيعي جداً المال شقيق الروح، وكل إنسان أخذ من أموالك فوق طاقتك تلعنه وتتمنى دماره، أما الذي أعانك بقرض حسن فتدعو له، وشتان بين من يدعو لك وبين من يدعو عليك.
الربا أحد أسباب الحروب بين الدول :
وهناك من يقول: إن الربا أحد أسباب الحروب بين الدول، القروض الربوية التي أرهقت كاهل بعض الدول الفقيرة هي سبب حروب طاحنة، و سفك دماء كثيرة، إذاً: اجتماعياً، الربا يجعل تقاطع الصلات بين أفراد المجتمع، ويسبب البطالة، ويسهم في غلاء الأسعار، ويحرم البلاد قيمة المشاريع الإنتاجية، ولهذه العلل كلها البطالة والغلاء والعداوة وعدم إعمار الأرض، لهذه الأسباب كلها حرّم ربنا جل جلاله الربا، قال تعالى:
﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾
[ سورة البقرة : 275 ]
الملخص أن المال لا ينبغي أن يلد المال، والأعمال وحدها هي التي يمكن أن تلد المال، وبهذا تتوزع الكتلة النقدية بين أفراد المجتمع جميعاً، ويعم الرخاء، وتنهض الأمة، وما هذا الوعيد الخطير في القرآن الكريم للمرابين إلا بسبب أن الربا يعم ضرره الأمة كلها ويؤدي إلى هوانها وذلها.