قال مسؤولون إسرائيليون، إنّ منفذ الهجوم الإرهابي على المسجدين في نيوزيلندا قام بزيارة قصيرة لإسرائيل في أواخر عام 2016.
وبيّن مسؤول في وكالة السكان والهجرة الإسرائيلية لرويترز، أنّ الأسترالي برينتون تارانت دخل إسرائيل في أكتوبر 2016 بتأشيرة سياحية مدتها ثلاثة أشهر وأقام تسعة أيام فيها.
وأوضح المسؤول أنه لا توجد تفاصيل أخرى متاحة بشأن ما قام به تارانت (البالغ من العمر 28 عاما) خلال الزيارة، ولم تجب السفارة الأسترالية وقنصلية نيوزيلندا في إسرائيل على طلبات تعليق لوكالة رويترز.
وزار تارانت في أواخر 2016، صربيا، والجبل الأسود، والبوسنة والهرسك، وكرواتيا حيث توقف عند مواقع معارك تاريخية قبل أن يسافر إلى أوروبا الغربية في عام 2017.
كما عاد لمنطقة البلقان في نوفمبر 2018 للقيام بجولة في مواقع تاريخية ببلغاريا، ورومانيا، وهنغاريا.
جدير بالذكر أنّ المتطرف تارانت قتل 50 شخصا بإطلاق نار عشوائي داخل مسجدين في مدينة كرايست تشيرش يوم الجمعة الماضي في أسوأ جريمة من نوعها في نيوزيلندا.
ماذا تعني الإشارة التي لوَّح بها سفاح نيوزيلندا في أولى جلسات محاكمته؟
الإشارة التي لوح بها إرهابي نيوزيلندا أصبحت حديث المتابعين للحادث الإرهابي، بعدما ظهر منفذ مذبحة نيوزيلندا برينتون تارانت لوقت قصير أمام المحكمة، السبت 16 مارس/آذار 2019، مظهراً شارة بيديه، قبل توجيه تهمة قتل 49 مصلياً وإصابة عشرات آخرين.
الشارة التي لوح بها فورَ وصوله لقاعة المحكمة، تعني أن المنتمين للعرق الأبيض هم الأقوى من كل البشر.
لكن المفارقة أنها كانت، وعلى مدار قرون عدة، رمزاً للحب والزواج، فكيف تحوَّلت إلى رمز للقتل والعنصرية؟
تعني هذه الإيماءة white power gesture أو ok gesture وهي توصيل الإبهام بالسبابة في دائرة، وعقد الأصابع الأخرى مباشرة أن فاعلها بخير،
استخدمت على مدار سنوات في مواطن مختلفة، وكل منها له معنى، فمثلاً يستخدمها الغواصون تحت الماء للإشارة إلى أنهم بخير، وتشير في مواقف أخرى للموافقة أو إتمام اتفاق ما.
كانت رمزاً للحب والأهمية
في اليونان، وفي وقت مبكر من القرن الخامس قبل الميلاد، ظهرت على حاملات الورود في المنازل، وعلى جدران المعابد، والأواني الزجاجية كرمز للحب، وكان اليونانيون يلوّحون بهذه الإشارة مع وضعها على شفاههم لإرسال قبلات للآخرين عن بُعد.
أما في روما، في القرن الأول، فقد استخدم الخطباء العلامة ذاتها للإشارة إلى النقاط الهامة في خطاباتهم، أو لبيان أن ما يقولونه في جزئية ما مهم أكثر مما في غيرها.
في نابولي كانت علامة الزواج، كان الشباب يتقدمون إلى خطبة السيدات باستخدام هذه العلامة كسؤال عن رغبتهن في الارتباط بهم، وبعدها ظهرت العلامة في مجتمعات متعددة، ولكلٍّ منها معنى ودلالة.
ما علاقتها بالعنصرية
ابتداء من العام 2017 كانت الإيماءة مجرد مزحة على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيدي اليمين المتطرف في أوروبا، للدلالة على أنهم يسيرون على النهج الصحيح، وأن ما يفعلونه سليم،
وبدأ استخدام ok gesture من قِبَل مؤيدي اليمين بدعوى أنها رمز للسيادة البيضاء، وأصبحت تُستخدم عند اعتراض الأوروبيين المناهضين لحملات الهجرة واللجوء إلى بلدانهم.
وفي العام 2018 ازداد استخدام العلامة نفسها للإشارة إلى التفوق الأيديولوجي للعرق الأبيض في فرض أفكاره المعادية للاجئين.
وعادت الإشارة إلى الضوء من جديد بعدما استخدمها منفذ هجوم نيوزيلندا الإرهابي على مسجدين، خاصة أن المنفذ قبل ارتكاب جريمته كان قد نشر بياناً من 73 صفحة على الإنترنت، وصف نفسه فيه بـ «مجرد رجل أبيض عادي»، لكنه يسعى إلى تقليل معدلات الهجرة إلى الأراضي الأوروبية».
ووصف تارانت الأسباب التي دفعته لتنفيذ الهجوم المروع بأنَّها طريقة كي يُظهر «للغزاة أن بلادنا لن تكون بلادهم أبداً، وأن أوطاننا ملكنا، وأنَّه مادام هناك رجل أبيض لا يزال حياً فلن يحتلوا أرضنا أبداً، ولن يقيموا مكان شعوبنا».
كشف تارانت عن أنَّه كان يخطط للهجوم منذ عامين، مشيراً إلى أنَّه قرَّر تنفيذه في مدينة كرايست تشيرش منذ ثلاثة أشهر.
وقال إنَّ نيوزيلندا لم تكن «خياره الأصلي لتنفيذ الهجوم»، لكنَّه وصفها بـ «بيئة غنية بالأهداف مثل أي مكانٍ آخر في الغرب».
وأضاف: «سوف يلفت وقوع هجوم في نيوزيلندا الانتباه إلى الحقيقة التي تشير إلى الاعتداء على حضارتنا، وأنَّه ليس هناك مكان آمن في العالم
وأنَّ الغزاة موجودون في جميع أراضينا، وحتى في أبعد مناطق العالم، وأنه لم يعد هناك أي مكانٍ آمن وخالٍ من الهجرة الجماعية».
وادَّعى أنَّه يمثل «الملايين من الأوروبيين والشعوب القومية الأخرى»، مضيفاً: «يجب أن نضمن وجود شعوبنا، ومستقبل أطفالنا البيض».