دعت حركة "حماس" الفصائل الفلسطينية الوطنية صاحبة التاريخ في العمل والمقاومة والنضال إلى مزيد من العمل في مشروع المقاومة وتعزيزه وتطويره وحمايته، وإلى مزيد من الجهد نحو تحقيق وحدة وطنية حقيقية وفق الاتفاقات التي وقعت عليها فصائل شعبنا كافة في عدة محطات، خاصة اتفاق المصالحة الشامل في القاهرة عام 2011.
وأكدت "حماس" في بيان وصل "خبر" نسخة عنه مساء اليوم الثلاثاء، على أن أحد أهداف مخطط الفلتان شق الصف الوطني، وتبديد حالة اللحمة والتوحد في غزّة الذي ساء سلطة التنسيق الأمني المعزولة في المقاطعة، بينما تمكنت غزة من تصدير صورة وطنية ناصعة من خلال الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة، وغرفة العمليات المشتركة، بينما هم فشلوا في إشراك أي فصيل وطني معتبر في حكومتهم المعزولة
وثمنت حماس الحرص الشديد والوعي الكبير الذي تمتع به أبناء شعبنا، وعدم انجرارهم نحو المؤامرة، بل والعمل على إفشالها كما ظهر في المسيرات الجماهيرية الحاشدة التي خرجت مساء الأحد، في مناطق غزة كافة.
وأعلنت حماس تأييدها للعملية البطولية في سلفيت، وتؤكد التفافها حول مشروع المقاومة، ورفضها لكل أشكال الفلتان والفوضى والعبث بأمن غزة ومواطنيها.
وطالبت برفع الحصار ووقف عقوبات محمود عباس على غزّة، مؤكدةً على أن الأحداث المؤسفة كانت تستهدف إفشال مليونية الأرض والعودة في الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة وكسر الحصار في 30 مارس المقبل
ودعت حماس قيادة فتح والسلطة في رام الله إلى العودة إلى الصف الوطني، فالتاريخ لن يرحم، وها هو العدو الصهيوني أمامكم، حاربوه بدلاً من حربكم الضروس على غزة وأهلها، فعار التنسيق الأمني يرافقكم، وعار التآمر على غزّة يوم الجمعة 15 مارس يلاحقكم، يوم كان الطيران الصهيوني يضرب كل مواقع المقاومة، وكنتم تخططون لاستغلال تأجيل مسيرات العودة لإحداث فلتان وفوضى في قطاع غزّة، العدو في السماء يقصف غزّة، وأنتم على الأرض تحرقونها، قد فشلتم، والفشل مصير كل متآمر بدّل أجندته الوطنية بأجندة عدوه الذي يحتل أرضه ويدنس مقدساته.
وقالت إنّ حجم الكذب والتشهير الذي مارسته آلة قيادة فتح الإعلامية، وتلفزيون السلطة، والذي كشفته صور التزوير التي استدعيت من أحداث سابقة ومن دول مختلفة وإسقاطها على غزة يعكس ما تختزنه هذه القيادة من حقد دفين على غزة بكل توجهاتها.
وأضافت: "نقدر الأزمة الإنسانية التي يعيشها أهلنا في قطاع غزّة، ونحن جزء منها، نعاني ما يعانيه شعبنا، ونعلم حجم المعاناة والألم الذي تحياه الأسر والشباب والخريجون، وهي أولوية جهودنا المستمرة على مختلف الأصعدة للتخفيف عن شعبنا وتوفير متطلبات العيش الكريم له، ولن يهدأ لنا بال حتى نجبر العدو وحلفاءه على كسر الحصار الظالم عن غزة.
وأكدت حماس على رفضها واستنكارها كل أشكال الاعتداء على أي مواطن، فسيادة القانون هي التي تحكم غزّة، والقضاء والنيابة يعملان بلا توقف في خدمة المواطنين ومتابعة شؤونهم.
وتابعت: "نعرب عن أسفنا عن أي ضرر مادي أو معنوي أصاب أحد أبناء شعبنا"، مطالبةً الأجهزة الأمنية بإعادة الحقوق المعنوية والمادية لأي طرف وقع ظلم عليه، علماً أننا طالبنا سابقاً بالكشف عن الجناة الذين أطلقوا النار على السيد أحمد حلس عضو مركزية فتح، وطالبنا بالكشف عن الجناة الذين اعتدوا على أحد ناطقي فتح مؤخراً.
وأكدت على أن من اعتدى على الأخ أحمد حلس تم كشفهم؛ وهم الآن رهن الاعتقال، داعيةً إلى محاسبة من ألقى قنابل يدوية ومتفجرات على رجال الشرطة، وأي تجاوز حصل من أي طرف يجب على الجهات المختصة محاسبته.
وطالبت حماس مؤسســـات حقوق الإنسان التي نقدرها ونحترمها إلى متابعة عملها في نصرة المواطن والذود عن حقوقه، ونذكرها بواجبها تجاه كل فلسطيني أينما وجد، وأمام كل انتهاك حيثما كان، مؤكدةً على حق التجمع السلمي وحرية الرأي، وهي استمرار للحالة في قطاع غزة على مدار الأعوام السابقة والتي تجرع فيها شعبنا ويلات العدوان والحصار.
وختمت بيانها بالقول: "شعبنا المرابط المجاهد الصابر نقول لكم أننا مستمرون في مقاومتنا، ثابتون على حقوق شعبنا، لن نعترف بالاحتلال على أرضنا، حريصون على وحدتنا الوطنية،