رفض وإدانات دولية واسعة لاعتراف ترمب بسيادة "إسرائيل" على الجولان

ترمب ونتنياهو
حجم الخط

واشنطن - وكالة خبر

أثار اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أمس الاثنين، رسميًا بسيادة "إسرائيل" على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، موجة من الرفض والإدانات الدولية والإقليمية الواسعة.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، في مؤتمر صحافي: إن "موقفنا بشأن الوضع القانوني للجولان السوري المحتل لم يتغير، وتعكسه قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة".

في ذات السياق، أعلن الاتحاد الأوروبي عدم اعترافه بسيادة "إسرائيل" على الأراضي المحتلة منذ العام 1967، بما في ذلك مرتفعات الجولان.

وأوضح الاتحاد في بيان صحفي أن "موقفه لم يتغير، حيث أننا لا نعترف بسيادة إسرائيل على الأراضي التي تحتلها منذ 1967 بما فيها مرتفعات الجولان".

بدوره، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط: “إذا كان الاحتلال جريمة كبرى، فإن شرعنته وتقنينه خطيئة لا تقل خطورة، فالقوة لا تنشئ حقوقا ولا ترتب مزايا، والقانون الدولي لا تصنعه دولة واحدة مهما كانت مكانتها”.

وشدد أبو الغيط، في بيان له، على أن واشنطن “صارت تتماهى بصورة كاملة مع المواقف والرغبات الإسرائيلية”، مما أوجد “حالة من الخروج على القانون الدولي روحاً ونصاً تقلل من مكانة الولايات المتحدة الأمريكية”.

فيما قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية: إن "ترمب يستعد لتدمير القانون الدولي الذي يحمي سكان الجولان المحتل”.

وحذرت المنظمة من أن القرار “يشجع دولا أخرى محتلة على تصعيد ضمّ الأراضي، وإنشاء المستوطنات، ونهب الموارد”.

من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن: إن "القرار الأمريكي حول مرتفعات الجولان، وقصف إسرائيل في الوقت نفسه لقطاع غزة، هو مظهر من مظاهر عقلية المواجهة ومناهضة السلام".

وشدد قالن، عبر "تويتر"، على أن الحرب وسياسات الاحتلال غير شرعية وغير إنسانية أيًا كان داعمها.

كما حذرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في تصريح إذاعي من أن القرار الأمريكي، الذي يتناقض مع القوانين الدولية، “قد يؤدي إلى تصعيد التوتر بمنطقة الشرق الأوسط.

من جهته، قال مصدر رسمي في خارجية النظام السوري: إن" القرار يمثل أعلى درجات الازدراء للشرعية الدولية، ويفقد الأمم المتحدة مكانتها ومصداقيتها"، بحسب الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا).

وحذر من أن هذه السياسة العدوانية الأمريكية تجعل من المنطقة والعالم عرضة لكل الأخطار، مشددًا على أنه من حق سوريا العمل على تحرير الجولان بكل الوسائل المتاحة.

أما وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، فأعرب عن رفض المملكة ضم "إسرائيل" لمرتفعات الجولان المحتلة، محذرًا من أن "أي اعتراف بهذا الضم يعد قرارًا أحاديًا سيزيد التوتر في المنطقة".

بدوره، أعرب نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله عن أسفه لقرار ترمب، وقال في تصريح للصحافيين، إن" هذا الاعتراف سيؤدي إلى مزيد من التوتر وتدهور عملية السلام المتعثرة أصلًا".

وشدد على أن الخطوة الأمريكية تأتي تجاوزًا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وخصوصًا القرار رقم 497 والذي يدعو "إسرائيل" إلى إلغاء ضم مرتفعات الجولان.

كما أعلنت السعودية رفضها التام واستنكارها لاعتراف واشنطن بسيادة "إسرائيل" على الجولان، مؤكدة أنها أرض عربية سورية محتلة، وفق بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية (واس).

وأكدت السعودية، أن قرار ترمب هو مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، محذرة من آثار سلبية كبيرة على مسيرة السلام في الشرق الأوسط.

وشددت على أن هضبة الجولان أرض عربية سورية محتلة وفق القرارات الدولية ذات الصلة، وأن محاولات فرض الأمر الواقع لا تغير في الحقائق شيئًا، داعية كافة الأطراف إلى احترام مقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة.

وأما البحرين، فأعربت عن أسفها للقرار، مشددة على أن هذه الخطوة من شأنها تعطيل الجهود الهادفة للتوصل لسلام دائم ومستقر في منطقة الشرق الأوسط.

وأكدت وزارة الخارجية البحرينية على موقف المملكة الثابت باعتبار هضبة الجولان أرضًا عربية سورية محتلة من قبل "إسرائيل" في حزيران/يونيو 1967، وهو ما تؤكد عليه قرارات مجلس الأمن الدولي.

ووقع ترمب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض مساء الاثنين، مرسومًا يعترف بسيادة "إسرائيل" على هضبة الجولان السورية التي احتلتها "إسرائيل" في حرب عام 1967.